عام 1796 ابتكر الطبيب الإنجليزي إدوارد جينير فكرة حقن شكل خفيف من الجدري في جسد طفل لتحفيز الاستجابة المناعية، ونجحت العملية  (Others)
تابعنا

تبدأ الأحد حملات التطعيم في معظم دول الاتحاد الأوروبي، بعد عام تقريباً من ظهور فيروس كورونا (كوفيد-19) وهي سرعة غير مسبوقة تبعث على الأمل لكنها تغذي أيضاً عدم الثقة في اللقاحات.

وفيما يلي نظرة على أبرز اللقاحات لعدد من الأمراض على مر قرنين.

1797 فكرة جينير

كان الجدري مع بثراته شديدة العدوى، مرضاً رهيباً لقرون. في العام 1796، ابتكر الطبيب الإنجليزي إدوارد جينير فكرة حقن شكل خفيف من الجدري في جسد طفل لتحفيز الاستجابة المناعية. نجحت العملية وولد "اللقاح".

1853: أول لقاح إلزامي

في المملكة المتحدة، أصبح لقاح الجدري إلزامياً للأطفال في العام 1853. وقد أثارت إلزامية التلقيح معارضة قوية. وتذرع المعارضون بـ"خطر" حقن منتجات مستحصلة من حيوانات أو "بدوافع دينية" أو "بالتعدي على الحريات الفردية".

وفي 1898، أدخل "شرط الضمير" أو "بنود الضمير" في القانون البريطاني للسماح للأشخاص المتمردين بعدم تلقي اللقاحات.

1885: باستور وداء الكلب

في نهاية القرن التاسع عشر، طور لويس باستور لقاحاً ضد داء الكلب من سلالة مخففة من الفيروس. وقد جرى إجراء حقنة ناجحة في 1885 لجوزيف مايستر وهو طفل عضه كلب يشتبه في إصابته بداء الكلب.

لكن تلك العملية أثارت شكوكاً. فقد اتهم باستور بالرغبة في تحقيق أرباح من خلال إنتاج "داء كلب مصنوع في المختبر".

عشرينيات القرن الماضي: لقاحات للسل والخناق والكزاز

بعد تطوير لقاح ضد التيفوئيد في نهاية القرن التاسع عشر، شهدت عشرينيات القرن الماضي انتشاراً للّقاحات: ضد السل (1921) والخناق (1923) والكزاز (1926) والسعال الديكي (1926).

كما شهدت عشرينيات القرن الماضي بدء استخدام أملاح الألومنيوم كمساعد لزيادة فعالية اللقاحات. وسيشكل هذا الأمر في وقت لاحق مصدر شبهات من جانب رافضي اللقاحات خصوصاً في فرنسا.

1944: لقاح الإنفلونزا

جرت أول حملة تطعيم ضد الإنفلونزا في العام 1944-1945 لحماية الجنود الأمريكيين الذين قدموا للقتال في أوروبا.

بعد ثلاثين عاماً، انتهت أول حملة تطعيم ضد الإنفلونزا في الولايات المتحدة عام 1976 بكارثة وفق ما قال المؤرخ العلمي لوران هنري فينيو لوكالة فرانس برس.

فقد أدى تزايد أعراض "غييان باري" وهو مرض نادر يضرب الجهاز العصبي، في صفوف متلقي اللقاح "إلى وقف حملة التطعيم".

1980: القضاء على الجدري

شخّصت آخر إصابة بالجدري في الصومال في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1977. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في 8 مايو/أيار 1980بفضل جهود التلقيح العالمية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، القضاء على هذا المرض الذي أودى بحياة حوالى 300 مليون شخص في القرن العشرين، وهذه حصيلة أكبر من التي تسببت بها النزاعات المسلحة.

1998: دراسة كاذبة وانعدام ثقة

في 1998، أفادت دراسة نُشرت في مجلة "ذي لانسيت" الطبية المرموقة بوجود صلة بين اللقاح الثلاثي (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية "MMR") والتوحد.

وتبين أن الدراسة كانت "خدعة" لكاتبها أندرو وايكفيلد. لكن لا النفي الرسمي للمجلة ولا العمل اللاحق الذي أظهر عدم وجود رابط بين اللقاح والتوحد، نجح في القضاء على تلك المخاوف التي سببتها الدراسة. وما زال معارضو اللقاحات يستشهدون بهذه الدراسة بانتظام.

2009: فشل التلقيح ضد "H1N1"

في عام 2009 أثار فيروس "H1N1" الناجم عن فيروس من سلالة الفيروسات المسببة لإنفلونزا 1918، قلق منظمة الصحة العالمية. وجرى تنظيم حملات تطعيم لكن الوباء كان أقل خطورة مما كان متوقعاً وقد أودى بحياة 18500 شخص فقط.

وبالتالي، وجب التخلص من ملايين الجرعات. كما أن انتقاد سوء الإدارة عزز عدم الثقة في التطعيم في العديد من البلدان حيث سلط "معارضو اللقاحات" الضوء أيضاً على الآثار الجانبية التي ما زالت نادرة.

2020: شلل الأطفال ونظرية المؤامرة

جرى القضاء رسمياً على شلل الأطفال منذ أغسطس/آب 2020 في إفريقيا بفضل اللقاحات، إلا أن هذا المرض الذي يتسبب في شلل الأطفال الصغار، ما زال موجوداً في باكستان وأفغانستان.

ويعزى فشل حملات التطعيم خصوصاً إلى عدم ثقة سكان الأرياف باللقاحات والاعتقاد بصحة نظريات المؤامرة ضد المسلمين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً