لو أن النظام الشيوعي يتظاهر بالوحدة، فإن العداوات في الكواليس مستمرة والرئيس يسعى بلا كلل لترسيخ سلطته. (Leo Ramirez/AFP)
تابعنا

يستهدف الرئيس الصيني شي جين بينغ ثروات منتقديه والشركات الخاصة، فيما تكتسب حملته لقمع الفساد زخماً لتعزيز سلطته وتأمين ولاية ثالثة غير مسبوقة.

وقضت حملة مكافحة الكسب غير المشروع على منتقدين بارزين، لكنّ خبراء يقولون إن الرئيس سيستغل الأشهر الحاسمة قبل قمة رئيسية للحزب الشيوعي هذا الخريف، لتعزيز قبضته.

من جانبه قال ويلي لام المحلل السياسي في جامعة هونغ كونغ: "هذه الفترة تمثّل حملة انتخابية للرئيس شي، وقد بدأت بالفعل التحقيقات في الفساد وألاعيب السلطة".

ويعقد الحزب الشيوعي الحاكم حالياً دورته البرلمانية السنوية، على مدى أسبوع من الاجتماعات المصممة بدقة التي تحدد السياسة على مدار عام.

لكن الحدث الرئيسي هو المؤتمر الـ20 للحزب هذا الخريف، وهو اجتماع يُعقد مرتين في العقد لكبار الضباط، إذ من المرجح أن يُعَيَّن شي رئيساً للحزب والبلاد مجدداً، لفترة مدتها 5 سنوات.

في المؤتمر السابق الذي نُظّم نهاية عام 2017، كان شي أدخل "فكره" في الوثائق التأسيسية للحزب، وبعد أشهر قليلة عُدّل الدستور لإلغاء الحد الأقصى المحدد بولايتين متتاليتين، وبالتالي، نظرياً، يستطيع شي جين بينغ البقاء رئيساً للصين مدى الحياة.

لكن لو أن النظام الشيوعي يتظاهر بالوحدة، فإن العداوات في الكواليس مستمرة والرئيس يسعى بلا كلل لترسيخ سلطته.

منذ وصوله إلى رأس الدولة والحزب نهاية عام 2012، فُرضت عقوبات على أكثر من 1.5 مليون مدير تنفيذي كجزء من حملة واسعة لمكافحة الفساد، وفقاً لأرقام رسمية تعود إلى سنوات.

ولطالما اشتُبه في أن الرئيس الصيني يستخدم هذه الحملة لمهاجمة المنتقدين داخل حزبه، لكن حملة مكافحة الفساد تستهدف الآن القطاع الخاص أكثر، ولو كان الأخير مصدر النمو الاقتصادي الهائل للبلاد منذ 40 عاماً.

وفي وقت سابق هذا العام قال تشاو ليجي، رئيس خدمات التفتيش في الحزب الشيوعي: "سنركز على عمليات التحقيق ومعاقبة الفساد وقطع الصلة بين السلطة ورأس المال".

وأضاف لام: "ينصبّ التركيز الآن على الشركات الكبرى التي يكون أصحابها من (الأمراء الحمر)، وهم ورثة مؤسسي النظام الشيوعي الذين جمعوا ثرواتهم بفضل الإصلاحات الاقتصادية ويملكون حصصاً في عديد من الشركات".

وتابع: "يتهمه البعض بإعادة تأسيس عبادة الشخصية على غرار ماو، وبتغيير قواعد نقل السلطة".

تترافق مكافحة الرشوة مع الاستحواذ على شركات التكنولوجيا والعقارات والتمويل.

ودفع الثمن أشهر ملياردير صيني، جاك ما، بعد انتقاده علناً الهيئات الناظمة المالية نهاية عام 2020، بعدما أصبح وجهاً مألوفاً في وسائل الإعلام، واختفى مؤسس شركة "علي بابا" العملاقة للتجارة الإلكترونية من المجال العامّ.

وعبر مهاجمة قطاع الإنترنت رسمياً، تقول الحكومة إنها تسعى لحماية البيانات الخاصة للصينيين.

يقدّم شي حملته العنيفة على الكسب غير المشروع على أنها محاولة لتوجيه البلاد نحو المُثُل الاشتراكية.

وأدى النمو السريع الذي شهدته الصين على مدى العقود الأربعة الماضية إلى تفاقم التفاوتات، كما أن حملة "الازدهار المشترك" التي أطلقتها بكين العام الماضي تَعِدُ بمعالجة هذا الانقسام.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً