الجيش الأوكراني يقول إن القوات الروسية قصفت أكثر من 40 بلدة في منطقة دونباس (Ronaldo Schemidt/AFP)
تابعنا

أعلن الجيش الأوكراني، أن القوات الروسية قصفت أكثر من 40 بلدة في منطقة دونباس بشرق البلاد، مما يهدد بإغلاق آخر ممر هروب رئيسي للمدنيين المحاصرين.

وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف أو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحاول روسيا بسط السيطرة الكاملة على دونباس، التي تتألف من مقاطعتين في الشرق، لصالح الانفصاليين.

وقالت قوة المهام المشتركة بالقوات المسلحة الأوكرانية: "قصف المحتلون أكثر من 40 بلدة في منطقة دونيتسك ولوغانسك، مما أدى إلى تدمير 47 موقعاً مدنياً أو وقوع أضرار بها، بما يشمل 38 منزلاً ومدرسة واحدة، ونتيجة لهذا القصف، قُتل خمسة مدنيين وأصيب 12 بجروح".

وذكر بيان القوة أنه جرى صد عشر هجمات وتدمير أربع دبابات وأربع طائرات مُسيرة وقتل 62 من "جنود العدو".

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية "تفوقنا كثيراً في العدد" في بعض مناطق الشرق.

وأرسلت روسيا آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس، ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية.

وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوغانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.

وفي أحدث دلالة على سعي موسكو إلى إحكام قبضتها على الأراضي التي استولت عليها، وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً يسهل عملية حصول سكان المناطق التي جرى الاستيلاء عليها حديثاً، على الجنسية وجوازات السفر الروسية.

فيما أكد زيلينسكي، هذا الأسبوع، أن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا بمحادثات مباشرة بينه وبين بوتين.

وفي وقت سابق أمس الأربعاء، شدّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على أنّ بلاده بحاجة ماسّة إلى راجمات صواريخ متحرّكة تؤمن لها قوة نارية مكافئة لتلك التي تمتلكها روسيا.

وقال كوليبا للصحفيين، في المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا، إنّ "معركة دونباس تشبه إلى حدّ بعيد معارك الحرب العالمية الثانية".

وأضاف في أعقاب محادثات أجراها مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال في المنتدى الاقتصادي الدولي أنّ "بعض القرى والمدن لم يعد لها وجود"، في هذه المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والتي شهدت في الأيام الأخيرة قصفاً روسياً كثيفاً.

وشدّد الوزير الأوكراني على أنّ "الدول التي تسوّف في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة يجب أن تفهم أنّها في كلّ يوم تقضيه لاتّخاذ القرار وتقييم الحجج المختلفة، هناك أناس يُقتلون".

من جانبه، قال سيرهي غايداي حاكم منطقة لوغانسك، إن الشرطة في ليسيتشانسك تجمع جثث القتلى لدفنها في مقابر جماعية.

وتابع غايداي قائلاً، إن عائلات القتلى المدفونين في المقابر الجماعية سيكون بوسعهم إعادة دفنهم بعد الحرب، وإن الشرطة تصدر وثائق تمكن الأوكرانيين من الحصول على شهادات الوفاة لأحبائهم.

وقد فرضت موسكو حصاراً بحرياً على جنوب أوكرانيا، التي كانت عادة ما تصدر الحبوب وزيت دوار الشمس عبر البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار على مستوى العالم.

وأمس الأربعاء، حثّ الاتحاد الإفريقي البلدين على استئناف تصدير الحبوب والأسمدة لتجنب مجاعة واسعة النطاق.

وألقت روسيا باللوم على العقوبات الغربية في أزمة الغذاء، موضحة أنها مستعدة لفتح ممر إنساني للسفن التي تحمل الغذاء لمغادرة أوكرانيا، لكن يتعين رفع العقوبات في المقابل.

وفرضت الدول الغربية عقوبات صارمة على روسيا، ودفعت واشنطن موسكو إلى شفا عجز تاريخي عن سداد ديونها، بعد قرار أخير بعدم تمديد إعفاء كان يسمح لها بالدفع لحاملي السندات في أمريكا، وكان ذلك الإعفاء قد سمح لموسكو بمواصلة سداد مدفوعات الديون الحكومية حتى الآن.

كما عبر الاتحاد الأوروبي عن أمله في الاتفاق على عقوبات تستهدف النفط الروسي، قبل الاجتماع القادم لزعماء التكتل.

ولا تعاني موسكو، حالياً على الأقل، من نقص في المال، وبلغت عائدات النفط والغاز 28 مليار دولار في أبريل/نيسان وحده، بفضل ارتفاع أسعار الطاقة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً