الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقائهما في موسكو (AA)
تابعنا

اختُتمت في موسكو قمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، تناولت الوضع في سوريا، والعلاقات بين البلدين خصوصاً في الشأن الاقتصادي، ووصف بوتين المباحثات بأنّها "كانت مثمرة جداً".

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقب انتهاء القمة إن "قمة ثلاثية في روسيا مع الرئيس بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني ستُعقد في فبراير/شباط المقبل". فيما قال بوتين إنه أجرى مباحثات مع أردوغان فيما يخصّ "الشؤون الاقتصادية، وبشكل مفصّل في القضية السورية على وجه الخصوص".

وأضاف بوتين أن "تركيا وروسيا ترغبان في حل سياسي دائم في سوريا، لا حل مؤقت فقط"، وتابع "نرغب في حلّ الأزمة السورية بالوسائل الدبلوماسية".

من جهته، قال أردوغان إن "العلاقات التركية الروسية تساعد على استقرار الأمن الإقليمي بلا شك، وقد تطورت العلاقات بين الدولتين بشكل كبير"، وأضاف "تحدثنا في الشأن السوري، وأكّدنا على استمرار الإطار الذي سبق واتفقنا عليه، وقيّمنا الكثير من الاتفاقات السابقة".

وتابع أردوغان قائلاً إنه "بفضل التنسيق بين تركيا وروسيا استطعنا أن نتقدم بخطوات جيدة على كل الأصعدة في الشأن السوري، وأكدنا للرئيس بوتين أننا سنستمر في تعاوننا في مكافحة الإرهاب في منطقة إدلب، وما نهدف إليه هو تحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين هناك". في الصدد ذاته قال بوتين "منطقة إدلب مهمة جداً، وتباحثت مع الرئيس أردوغان حول ما يمكن القيام به من أجل إيجاد حلّ".

وأضاف أنّ بلاده عازمة "على التنسيق مع تركيا فيما يتعلق بإدلب السورية، واتفق وزيرا دفاع البلدين على خطة ستنفذ على الأرض".

وبخصوص انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، قال بوتين إنّه "كان محوراً من المحاور التي بحثناها أنا والرئيس أردوغان وناقشنا تداعياته ونتائجه"، بينما قال أردوغان إن "انسحاب القوات الأمريكية سيفسح المجال أمام التنظيمات الإرهابية"، وقال "أكدت للرئيس بوتين أننا عازمون على تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية، وأنه لا يوجد خلاف مع روسيا فيما يخصّ المنطقة الآمنة شماليّ سوريا".

وقال بوتين "نحترم كل مصالح الشريك التركي في شمال سوريا، وهناك تعاقد بين تركيا وسوريا وقّع عام 1998 حول مكافحة الإرهاب وتبادل التعاون، ولذلك فإن الوجود التركي في المنطقة قانوني"، وأشار إلى أن "الوجود الأمريكي في سوريا غير قانوني".

وحول اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار في إدلب، شمالي سوريا، قال الرئيس الروسي إنه بحث مع نظيره التركي سبل تحقيق الاستقرار في المحافظة. وتابع أن بلاده "تقدر جهود تركيا لتنفيذ شروط الاتفاق"، الموقّع بين الزعيمين في 17 سبتمبر/أيلول 2018.

وفيما يتعلق بالشأن الاقتصادي قال بوتين "وقعنا على إنهاء الجزء البحري من مشروع السيل التركي نهاية العام القادم، ونتمنى أن ينتهي القسم البري بشكل سريع نهاية هذا العام"، فيما قال أردوغان "هدفنا المشترك الذي وضعناه صوب أعيننا مع روسيا يتمثل في أن يبلغ حجم التجارة بيننا 100 مليار دولار".

ونقلت مراسلة TRT عربي في أنقرة سلام خضر عن مقرّب من دوائر صنع القرار في تركيا قوله، إن هناك اتفاقاً على أرضية مشتركة بين روسيا وتركيا في كثير من الملفات في سوريا إلى جانب نقاط خلاف، ولهذا يشدد أردوغان وبوتين على ضرورة إيجاد توافق.

وتأتي القمّة الحاليّة في سياق تقارب نسبي تركي روسي تكثّف مند عام 2017، وجاءت القمة الأولى بين الزعيمين عام 2018 في أبريل/نيسان قبل يوم واحد من القمة الثلاثية حول سوريا في أنقرة، فيما كان لقاؤهما الأخير في ديسمبر/كانون الأول على هامش قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين، ليصل عدد اللقاءات في نهاية العام الماضي إلى نحو 35 مرة في أقل من خمس سنوات.

وفيما يخص الانسحاب الأمريكي من سوريا، تشكّك روسيا في جدية أمريكا، إذ قالت الخارجية الروسية، الأربعاء، إنها لم ترَ بعد "أي إجراءات ملموسة تشير إلى انسحاب أمريكا من سوريا". فيما تختلف تركيا مع الولايات المتحدة في عدد من تفاصيل الانسحاب أبرزها الجدول الزمني للانسحاب، والتوزيع الميداني ونقاط القواعد، وتنسيق سحب الأسلحة الأمريكية من التنظيمات التي تعتبرها إرهابية، في حين لا يزال الجانب الأمريكي دون خطّة معلنة واضحة.

(TRT Arabi)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً