Tripartite summit between Egypt, Iraq and Jordan in Baghdad (Khalid Al-Mousily/Reuters)
تابعنا

حذّر قادة كل من العراق والأردن ومصر الأحد، إثيوبيا من تنفيذ ملء ثانٍ لسد النهضة دون التوصل إلى "اتفاق عادل وشامل".

وطالبوا إسرائيل بوقف "الإجراءات التي تقوّض فرص تحقيق السلام"، كما اتفقوا على التوجه نحو تكامل اقتصادي بين الدول الثلاث.

جاء ذلك في بيان ختامي عقب قمة في العاصمة بغداد، جمعت رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حسب المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية.

وذكر البيان أن "قادة العراق والأردن يدعمون مواقف جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في قضية سد النهضة".

تأتي تلك القمة في وقت تُصِرّ فيه إثيوبيا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلَين، فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على سلامة أمنهما المائي، ولضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

وأكّد القادة "ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الاستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل إلى اتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان"، وفق البيان.

حول الصراع الفلسطيني

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكّد القادة أن "حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة".

ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ 2014، جرّاء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/حزيران 1967 كأساس لحل الدولتين.

وشدّدوا على "ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوّض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وأشاد البيان بـ"الدور المصري في إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية"، معربين عن تقديرهم للجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار.

وإثر اعتداءات "وحشية" إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، اندلعت مواجهة مسلحّة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، استمرت 11 يوماً، وانتهت بوقف لإطلاق النار، بوساطة مصرية، فجر 21 مايو/أيار الماضي.

كما رحب القادة بـ"الإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد".

ويعاني سكان غزة، وهم أكثر من مليونَي فلسطيني، أوضاعاً معيشية متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية عام 2006.

ترحيب بالحكومة الليبية الجديدة

وبخصوص الأزمة الليبية، أفاد البيان بأن "القادة رحبّوا بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأكدوا ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة كافة من ليبيا، بما يساهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها".

وعانت ليبيا لسنواتٍ صراعاً مسلحاً، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.

وفي 16 مارس/آذار الماضي تسلمت سلطة مؤقتة منتخَبة، تضمّ حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلد الغني بالنفط إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

مجالات التنسيق بين الدول الثلاث

وحول التنسيق الاقتصادي بين العراق والأردن ومصر، أكّد القادة "ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر".

كما اتُّفق، وفق البيان، على "اعتماد مذكرة التفاهم التي اقترحها الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة، المتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة وإقامة معارض دائمة مشتركة".

وشدّد البيان على "تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية".

وفي مجال نقل الركاب، اتفق القادة على "نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول بينهم، إلى جانب توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث".

كما اتفقوا على "التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية".

وقمة بغداد هي الرابعة من نوعها، إذ انعقدت الأولى بمصر في مارس/آذار 2019، والثانية في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، والثالثة في الأردن في أغسطس/آب 2020.

وشكلت البلدان الثلاثة مجلساً تنسيقياً على ضوء نتائج قمة الأردن، وأبرمت اتفاقات اقتصادية ثلاثية وأخرى ثنائية تتمحور في الغالب حول الطاقة والتجارة والاستثمار.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً