تركيا أرسلت مساعدات إلى كل من إيطاليا وإسبانيا (AA)
تابعنا

في الوقت الذي كشفت فيه أزمة كورونا عن ماهية العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص في ظل اتساع رقعة تفشِّي الفيروس، وفيما يتخلى بعض الدول عن بعض رغم العلاقات والمعاهدات، تحاول تركيا التي اتخذت إجراءات مسبقة واستعدادات على صُعُد مختلفة، جاهدةً مساعدة أكثر من دولة منكوبة بالمرض، بالإضافة إلى دول تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لمواجهة الفيروس الذي أصيب به نحو 1.17 مليون في 190 دولة، فيما توُفّي 63 ألفاً و437 شخصاً.

وعلى مدار الأسبوع الماضي استمرت تركيا في إرسال مساعدات طبية إلى إيطاليا التي سجّلَت ما يقارب 15 ألف وفاة، وهو أكبر عدد للوفيات في أوروبا، ولإسبانيا التي سجلت ما يقارب 12 ألف وفاة و124 ألف إصابة، إذ وصلت شحنة مساعدات إلى إسبانيا وإيطاليا تحتوي على آلاف المستلزمات الطبية، كالأقنعة والملابس الواقعية، ومواد التعقيم السائلة المضادة للجراثيم، أُنتِجَت بالإمكانيات الوطنية التركية في مصانع وزارة الدفاع ومؤسسة تصنيع الآلات والموادّ الكيماوية، حسب مراسل TRT عربي في أنقرة هشام ميهوبي.

وأفاد المراسل بأن تركيا التي اتخذت إجراءات احترازية مبكرة من أجل السيطرة على تفشي فيروس كورونا، وتسعى لاحتوائه من خلال حزمة إجراءات إضافية، بادرت أيضاً إلى دعم دول مختلفة من ضمنها إيطاليا وإسبانيا.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعم بلاده وتضامنها مع إيطاليا وإسبانيا في هذه الفترة الصعبة، وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركي بأن أردوغان بعث برسالة إلى كل من رئيسَي الوزراء الإيطالي والإسباني حول المساعدات الطبية التي أرسلتها بلاده ووقوفها إلى جانبه.

من جانبه قال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ياسين أقطاي، إن تركيا طالما كانت من أوائل الدول المبادرة لتقديم المساعدات على صعيد العالم، مشيراً إلى أن انتشار الوباء كان بمثابة امتحان لدول العالم، وقد نجحت فيه أنقرة.

ولفت أقطاي إلى أن تركيا تعتقد أن مكافحة الفيروس يجب أن تعتمد على التضامن الدولي "لأن العدوّ مشترك هذه المرة، ولا بد من مكافحته بشكل جماعي".

وأضاف لـTRT عربي: "المساعدات التركية لإسبانيا وإيطاليا جاءت ضمن المساعي التركية الداخلية والخارجية لمكافحة فيروس كورونا، فالفيروس يجب أن ينتهي في كل دول العالم لأن بقاءه في دولة ما من شأنه أن يزيد انتشاره".

مساعدات رغم الاتهامات

بالإضافة إلى المساعدات التي أرسلتها أنقرة إلى مدريد، منحت وزارة الصحة التركية الإذن لتصدير 116 جهاز تنفس ستصل إلى إسبانيا خلال الأيام المقبلة.

وأعلنت السفارة التركية في إسبانيا السبت، أن أنقرة أظهرت أقوى أشكال التضامن مع الحليفة والصديقة مدريد، منذ بداية أزمة فيروس كورونا.

وفي وقت سابق السبت أعربت وزيرة الخارجية الإسبانية ماريا غونثاليث لايا، عن شكرها لأنقرة، وانتقدت بشدة اتهامات وجّهَتها أحزاب المعارضة في إسبانيا ضدّ تركيا بسبب تأخُّر وصول الأجهزة إلى بلادها.

وأردفت: "الحكومة التركية استجابت لحالة الطوارئ في إسبانيا، هذه هي الرسالة الوحيدة التي يجب أن تعطى، ويجب أن يُدرك الجميع أن تداول مثل هذه الاتهامات في الصحافة ولدى الأحزاب السياسية، والرأي العامّ، يُلحِق الضرر بعلاقاتنا الثنائية مع تركيا".

تركيا الصديقة والحليفة أظهرت كرماً من خلال اتخاذها قراراً بإرسال أجهزة تنفس إلى إسبانيا

وزيرة الخارجية الإسبانية - ماريا غونثاليث لايا

ومع بقاء المستوى الرسمي لتلك الدول ممتنّاً للمساعدات التركية، ومنتقداً الاتهامات، أعربت ممثليتا إيطاليا وإسبانيا عن شكرهما تركيا لتقديمها المساعدات الطبية.

من جانبه قال أمين عامّ حلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، إن إرسال القوات المسلحة التركية مساعدات طبية إلى إيطاليا وإسبانيا، يُعتبر مؤشراً واضحاً على تضامن الحلف.

ورغم أن تلك المساعدات لم تَخْفَ على أحد، فإن وسائل إعلام إسبانية زعمت أن تركيا استولت على أجهزة تنفس اشترتها مدريد من شركة تركية، وهو ما وصفه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بالمزاعم "القبيحة".

وقال وزير الخارجية التركي إن "أجهزة التنفس المذكورة ستذهب بالأساس إلى إسبانيا، حيث سمحت وزارة الصحة التركية بإرسال 116 جهازاً، وإن 94 دولة من كل أنحاء العالم طلبت من تركيا مستلزمات طبية حتى اليوم، إلا أن تلبية كل هذه الطلبات غير ممكنة".

وزيرة خارجية إسبانيا صرّحَت برفضها القاطع لتلك الاتهامات التي وُجّهَت إلى تركيا

وزير الخارجية التركي - مولود جاوش أوغلو

مساعدات لدول أخرى

وأرسلت تركيا مستلزمات طبية مختلفة ولا تزال ترسل إلى 23 دولة حول العالم، من بينها إيران التي تُعَدّ إحدى أكثر الدول تضرُّراً من تفشِّي فيروس كورونا، إذ بلغ إجمالي الوفيات فيها جراء الإصابة بالفيروس 3452 السبت، بالإضافة إلى 55 ألفا و743 إصابة، منها 4103 حالات حرجة.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الصحة التركية بأن نائبة الوزير أمينة ألب مشا، والسفير الإيراني في أنقرة محمد فارازماند، وقّعا اتفاقاً بين البلدين حول تقديم أنقرة هبة لطهران في المجال الطبي.

وأعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجه، أن 88 دولة طلبت من تركيا تقديم الدعم لها متمثلاً بالمعدات الطبية لمواجهة فيروس كورونا، مشيراً إلى قوة البنية التحتية للقطاع الصحي في بلاده، إذ لدى تركيا مخزون كافٍ من المعدات الطبية والوقائية، وهي في وضع أفضل بكثير مقارنة ببعض البلدان الأوروبية.

سوريا وفلسطين

وفي شمال سوريا إذ اتخذت السلطات التركية التدابير الوقائية للحيلولة دون انتشار وباء كورونا في مناطق نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات المحررة من الإرهاب، وشنّت حملات تعقيم وتوعية للنازحين في إدلب والمناطق الحدودية.

أما في فلسطين فأعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، بدء تشغيل مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، الذي بدأت السلطات التركي بناءه عام 2011 وأنهته عام 2017 في قطاع غزة لمواجهة فيروس كورونا، بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وقدم ملحم شكر دولة فلسطين للجمهورية التركية، رئيساً وحكومةً وشعباً، على دعمها المتواصل لفلسطين.

ويُعَدّ المستشفى التركي-الفلسطيني من أكبر المشافي في فلسطين، إذ تبلغ مساحته 34 ألفاً و800 متر مربع، ويتألَّف من 6 طوابق، ويحوي 180 سريراً.

وتعاني غزة نقصاً حادّاً في الأدوية الأساسية يصل إلى 39%، و32% في المستهلكات الطبية، و60% في لوازم المختبرات وبنوك الدم، حسب بيانات سابقة لوزارة الصحة بالقطاع.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً