عملاق التسوق الالكتروني الأمريكي أمازون يعد واحداً من أبرز الأمثلة على انتعاش التسوق عبر الإنترنت في ظل أزمة وباء كورونا الراهنة (Reuters)
تابعنا

في الوقت الذي توقّع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 3% خلال العام الجاري، في أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير عام 1930، وفي ظل إغلاق الكثير من الشركات والمحال التجارية حول العالم أبوابها وتسريح ملايين الموظفين، فإن شركات أخرى بدت مستفيدة من الأزمة بشكل كبير حيث جنت أرباحاً هائلة، بل وأعلنت عن حاجتها لمزيد من الموظفين.

التسوق في زمن كورونا

فرضت التدابير المتخذة في جميع أنحاء العالم لمنع انتشار فيروس كورونا، واقعاً جديداً خاصة على الصعيد الاقتصادي، ربما سيستمر حتى بعد انتهاء الأزمة.

وتجلى ذلك بوضوح في زيادة الطلب على السلع من خلال مواقع التسوق عبر الإنترنت حول العالم، وعلى رأسها موقع أمازون الأمريكي، مما دفعه إلى إيقاف قبول عملاء شراء البقالة "الأغذية والاحتياجات اليومية" الجدد عبر الإنترنت مع ارتفاع الطلب.

وقالت شركة أمازون إنها ستبدأ وضع العملاء الجدد الذين يطلبون توصيل البقالة إليهم على قائمة انتظار وستقلص ساعات التسوق في بعض متاجر "هول فودز" لإعطاء الأولوية للعملاء الحاليين الذين يشترون المواد الغذائية عبر الإنترنت.

وتُظهر هذه التحركات كيف أن أكبر شركة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت في العالم، والتي أبدت طموحاً لدخول قطاع البقالة ومتاجر الأغذية عندما استحوذت على سلسلة متاجر هول فودز مقابل 13.7 مليار دولار في أغسطس آب 2017، تزيد الآن حجم وجودها في المتاجر الإلكترونية والعادية للتعامل مع الطلب المرتفع من عملاء عالقين في منازلهم مع إغلاق الكثير من المطاعم أبوابها أمام العامة.

وقالت أمازون إن طاقة تلقي طلبات شراء البقالة عبر الإنترنت لديها زادت بأكثر من 60% خلال الوباء.

وأشار موقع Rakuten Intelligence إلى ارتفاع حجم الطلبات لتجار البقالة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة بنسبة 151% بينما زادت الإيرادات بنسبة 210% بين 12 و 15 مارس/آذار، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

وقدّر Business Insider Intelligence أنه بحلول نهاية يونيو/حزيران، سيكون 43% من المستهلكين في الولايات المتحدة قد اتجهوا لشراء البقالة عبر الإنترنت.

وفي الشرق الأوسط أظهر مسح أجراه باحثون في شركة "كيرني الشرق الأوسط" أن عدداً كبيراً من السعوديين والإماراتيين غيّروا عادات التسوق الخاصة بهم واتجهوا للتسوق عبر الإنترنت.

وظائف شاغرة

وأعلنت شركة أمازون أنها ستوظف 75 ألف شخص إضافي في وظائف تتراوح من موظفي المخازن إلى سائقي التسليم. وذلك بعد أقل من شهر على إعلانها عن 100 ألف وظيفة شاغرة.

ولاجتذاب موظفين جدد، قال عملاق تجارة التجزئة عبر الانترنت إنه سيضيف دولارين إلى الحد الأدنى لأجور عماله في الولايات المتحدة، البالغ 15 دولاراً في الساعة، حتى نهاية أبريل/نيسان.

وقالت أمازون أيضاً إنها تتوقع إنفاق أكثر من 500 مليون دولار حول العالم لزيادة الأجور للعمال أثناء الجائحة، ارتفاعاً من تقدير سابق بلغ 350 مليون دولار.

الأمر ذاته في تركيا، حيث قال ناظم سالور، مؤسس شركة "Getir"، إحدى أشهر شركات التجارة الإلكترونية في تركيا، إن أعداد الطلبات الإلكترونية شهدت زيادة كبيرة في الفترة الأخيرة.

وبدورها، وفّرت شركة "Migros" التركية 1200 وظيفة جديدة لعمليات التسوق الافتراضية، و1000 وظيفة جديدة في متاجرها، لتبلغ عدد الوظائف الجديدة التي وفرتها الشركة خلال 10 أيام 2200 وظيفة. كما أعلنت أنها بصدد توفير 1000 وظيفة أخرى في غضون 10 أيام.

كشف موقع bloomreach، المتخصص في دراسة التسوق عبر الإنترنت، عن ارتفاع في التسوق الرقمي للمنتجات التالية بين 22 و29...

Posted by ‎عربي TRT‎ on Tuesday, 31 March 2020

نمو ثروة مالك أمازون ومستويات قياسية للبورصة

من جهتها ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن ثروة الملياردير الأمريكي جيف بيزوس مالك أمازون نمت بمقدار 24 مليار دولار أي بزيادة 20% وسط جائحة كورونا، التي أفقدت الكثير من رجال الأعمال ملايين الدولارات من ثرواتهم.

ووفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، فإن بيزوس يعد واحد من المليارديرات القلائل الذين شهدوا زيادة في صافي ثروتهم منذ بداية عام 2020.

ويمتلك بيزوس الذي صنف كأغنى شخص في العالم عام2017، حصة 11% من شركة أمازون.

TRT عربي
الأكثر تداولاً