يعتزم بايدن تسهيل اللجوء إلى أمريكا مجدداً وتقنين أوضاع المقيمين بلا تصاريح قانونية  (Manuel Balce Ceneta/Others)
تابعنا

يعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن توقيع عشرات الأوامر التنفيذية وإحالة مشروعات قوانين عاجلة إلى الكونغرس خلال الأيام الأولى بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.

ويسعى بايدن لتغيير بعض السياسات التي تحمل توقيع سلفه دونالد ترمب، تحديداً فيما يتعلق بقوانين الهجرة وتغير المناخ، تزامناً مع خطته القادمة لمواجهة أزمة وباء كورونا المتفاقمة.

وتوجد قائمة بأهم القرارات المتوقعة حسب مقابلات مع عدد من مستشاري بايدن وتعهدات واضحة قطعها خلال الحملة الانتخابية، واستناداً إلى المذكرة الصادرة عن رون كلين مؤخراً الذي اختاره الرئيس المنتخب لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض.

هل يمكن احتواء كورونا؟

يتولى جو بايدن السلطة في وقت تمرّ فيه الولايات المتحدة بأزمة غير مسبوقة بسبب سياسات ترمب في التعامل مع وباء كورونا، وهي واحدة من الملفات التي أثارت حنق الأمريكيين على ترمب وشككتهم في إدارته للبلاد، وسيعمل بايدن على احتواء هذه الأزمة عبر مجموعة من القرارات العاجلة المتوقّع تنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة.


ويسعى بايدن لتمرير مقترح لإنفاق بقيمة 1.9 تريليون دولار من أجل تسريع توزيع لقاحات الوقاية من فيروس كورونا، مع تقديم المعونات الاقتصادية لملايين الأمريكيين المتضررين من الجائحة، من بينها جعل ارتداء الكمامات إلزامياً في كل المنشآت الاتحادية والتجمعات والطائرات والحافلات، وتوسيع نطاق الإعفاء من سداد الأقساط الدراسية للأسر المتضررة، وتمديد العمل بوقف تنفيذ أوامر الطرد من المنازل.

كما سيوقِّع أمراً تنفيذياً يساعد المدارس والشركات على فتح أبوابها من جديد والعودة إلى العمل بأمان، بعد توسيع نطاق اختبارات كورونا ووضع معايير أوضح للصحة العامة، وتوجيه الوكالات الاتحادية إلى التحرك الفوري وتقديم معونات اقتصادية للأسر العاملة التي تتحمل عبء الأزمة.


بالإضافة إلى إعادة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، بعد انسحاب ترمب منها متهماً إياها بالفشل في التصدي لجائحة كوفيد-19.

ملف البيئة وقضايا المناخ

وفي ملف البيئة وقضايا المناخ، من المتوقع أن يعيد بايدن الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ المبرمة قبل خمس سنوات بمشاركة قرابة 200 دولة، لتفادي التداعيات الأسوأ لتغير المناخ، بعد انسحاب ترمب منها وهجومه على أهدافها.

وسيعاد فرض قيود على التلوث الناجم عن غاز الميثان في عمليات النفط والغاز الجديدة والقائمة بعد أن ألغاها ترمب، واستخدام نظام التوريدات الحكومي الاتحادي، الذي ينفق 500 مليار دولار سنوياً، لجعل المرافق أكثر اعتماداً على الطاقة النظيفة وشراء سيارات لا تتسبب في أي انبعاثات ملوثة.

ومن المحتمل إلغاء تصريح مد خط أنابيب (كيستون إكس.إل) الذي سينقل النفط من كندا إلى الولايات المتحدة.

إعادة فتح الهجرة وتسهيل اللجوء

ومن القرارات المتوقعة أيضاًإلغاء حظر كل أشكال السفر تقريباً من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، الذي فرضه ترمب عقب توليه السلطة بأيام عام 2016، وتقديم مشروع قانون واسع النطاق للكونغرس لتقنين وضع ملايين المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة من دون تصريح قانوني، بسبب مماطلة إدارة ترمب في إنهاء أوراقهم.

كما سيعيد العمل بالبرنامج الذي كان يسمح ببقاء "الحالمين" في البلاد، وهم من نُقلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة حين كانوا أطفالاً ولا تزال أوضاعهم مهددة حتى اليوم، والعدول عن سياسة ترمب التي كانت تفصل بين الآباء والأمهات المهاجرين وأبنائهم على الحدود بما يشمل وقف الملاحقة القانونية للوالدين بسبب مخالفات بسيطة تتعلق بالهجرة وإعطاء الأولوية للمّ الشمل بين الأبناء الذين جرى فصلهم عن أسرهم.

ومن المحتمل العدول عن سياسات ترمب الأشد صرامة حيال اللجوء مثل فرض قيود إضافية على كل من يسافرون عبر المكسيك أو جواتيمالا ومحاولة منع ضحايا عنف العصابات والعنف الأسري من الحصول على حق اللجوء، وإنهاء إعلان ترمب حالة الطوارئ الوطنية الذي سمح له بتحويل الأموال الاتحادية من وزارة الدفاع إلى بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.

كما يحتمل إصدار أمر بإجراء مراجعة فورية لحالة وضع الحماية المؤقت للمستضعفين الذين لا يجدون الأمان في بلدانهم التي يمزقها العنف أو الكوارث.

ويقام حفل تنصيب بايدن رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية غداً الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني الجاري، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تحسباً لأي أعمال عنف يقدم عليها أنصار ترمب، بعد الاقتحام الدامي لمبنى الكابيتول الأمريكي الأسبوع الماضي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً