نجاح "زوم" شهد تعثراً في الأيام القليلة الماضية بعد أن طفت على السطح أسئلة حول معايير الخصوصية (AA)
تابعنا

على الرغم من أن الاقتصاد العالمي يعيش واحدة من أصعب أزماته في التاريخ الحديث، منذ بداية انتشار الفيروس في الصين، فإن بهذا الواقع الجديد مستفيدين، وعلى رأسهم شركات قطاع التكنولوجيا، ومقدمو الخدمات عبر الإنترنت، فهل الكلّ رابح؟

أمازون والمتاجر الافتراضية

في ظل الحجر الصحي سجّلَت المواقع الكبرى للتسوق الإلكتروني زيادة في أعداد الطلبات، بعد أن انتقل المستهلكون حول العالم إلى شراء مستلزمات ضرورية وموادّ استهلاكية أخرى عبر الإنترنت.

في هذا الصدد أعلنت شركة أمازون مثلاً أنها لاحظت "زيادة في المشتريات عبر الإنترنت، مما أدَّى إلى نفاد مخزون بعض المنتجات مثل الموادّ المنزلية الأساسية والمستلزمات الطبية"، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

غير أن زيادة أرباح أمازون والمتاجر الإلكترونية يأتي على حساب آخرين، إذ قال رئيس الاتحاد البريطاني للشركات الصغيرة مايك تشيري، إن المتاجر المستقلة الصغيرة تعاني هذا الوضع الجديد، خصوصاً مع تشديد القيود في عدد من الدول حول العالم.

وأوضح تشيري أن "هذه المرحلة بالأساس صعبة كثيراً على كل المتاجر الصغيرة. مخاوف كبرى حول سلاسل التموين، في وقت يسجّل فيه الإقبال تراجعاً متواصلاً"، معتبراً أن "آفاق المستقبل أمام هذه المتاجر في الأسابيع المقبلة تزداد تشاؤماً"، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

نتفليكس ومنصات البثّ التدفقي

من جهة أخرى شهدت منصات البثّ التدفقي عبر الإنترنت، زيادة بنسبة 20% في الإقبال عليها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي حول العالم، حسب وكالة بلومبرغ.

ولتلبية الطلب المتزايد عليها والضغط على خوادمها، عمدت شركات عدة للتليفزيون والفيديو عبر الإنترنت مثل "نتفليكس" و"كانال+" وغوغل (الشركة الأم لموقع يوتيوب) إلى خفض جودة البثّ التدفقي، للحدّ من استخدام الشبكة، بهدف تخفيف الضغط على الإنترنت في أوروبا مثلاً.

ففي الوقت الذي تكسب فيه شركات البثّ التدفقي مشتركين جدداً، وعدد ساعات مشاهدة عالية، فإن تجربة المستخدم بعد خفض جودات البثّ أصبحت متدنية، ليكون بذلك خاسراً في مقابل ربح الشركات.

في العمل من بُعد فورة حقيقية، حتى إن شركات مثل "زوم" شهدت ارتفاعاً في قيمة أسهمها

كارولينا ميلانيسي - محللة في شركة "كرييتيف ستراتيجيز"

تطبيقات المحادثة الجماعية

في ظلّ انتقال عدد متزايد من الأشخاص إلى العمل من منازلهم أو الدراسة عن بعد، ازداد الطلب على التكنولوجيا التي تتيح الاجتماعات عبر الإنترنت.

وقالت المحللة في شركة "كرييتيف ستراتيجيز" كارولينا ميلانيسي: "في العمل من بُعد فورة حقيقية، حتى إن شركات مثل زوم شهدت ارتفاعاً في قيمة أسهمها في بداية الأزمة"، وهي شركة متخصصة في عقد المؤتمرات عبر دائرة الفيديو.

الأمر نفسه حدث مع تطبيقات مشابهة تقدّم خدماتها لأرباب العمل والمدارس والجامعات حول العالم، من قبيل "مايكروسوفت تيمز"، و"غوغل ميت"، و"سكايب" وغيرها.

غير أن نجاح "زوم" شهد تعثُّراً في الأيام القليلة الماضية، بعد أن طفت إلى السطح أسئلة حول معايير الخصوصية، إذ اشتكى عدد من المستخدمين حول العالم من محاولات اختراق للاجتماعات ينفّذها قراصنة.

مواقع وتطبيقات الحجوزات.. الخاسر الأكبر

في هذه الأثناء يتواصل حول العالم وقف الرحلات الجوية والبحرية، ورحلات القطارات العابرة للدول، وتأجيل أو حتى إلغاء الأحداث الرياضية والثقافية والفنية.

هذا الأمر أثر بشدة على التطبيقات والمواقع التي تقدم خدمات حجوزات الفنادق والطيران والنقل، والرحلات المنظَّمة، وغيرها من خدمات العطل والسياحة حول العالم.

كما أن مواقع أخرى لحجوزات التذاكر لحضور المباريات والعروض الثقافية والفنية، توقفت عن العمل تماماً حتى تنتهي الأزمة، مما عرّضها لخسارات كبيرة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً