تفشي وباء كورونا يلحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي، ويتسبب في هبوط إضافي في أسعار النفط (Reuters)
تابعنا

خسائر فادحة لحقت بالاقتصاد العالمي بعد تفشي وباء كوفيد-19 المعروف بكورونا، وانعكست تلك الخسائر مباشرة على اقتصادات النفط، ومنها السعودية، إذ يُعتبر النفط العمود الأساسي له، مما دفع السلطات السعودية إلى إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية.

وواصلت أسعار النفط الخام هبوطها إلى أدنى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2016، مدفوعة بارتفاع وتيرة التخوفات العالمية من تفشّي الفيروس وتبعاته الاقتصادية على الأسواق.

محاولات سعودية

أعلنت المملكة العربية السعودية الثلاثاء، عزمها زيادة صادرات النفط الخام خلال الفترة المقبلة إلى أكثر من 10 ملايين برميل يوميّاً، مقارنة بمتوسط 7.3 مليون حاليّاً. وذلك بعد تهاوي الطلب بسبب فيروس كورونا وحرب الحصص السوقية بين موسكو والرياض.

والتقط خام برنت القياسي الذي فقد نصف قيمته في أقل من أسبوعين، الأنفاس بعض الشيء مع تقييم المستثمرين في مختلف الأسواق المالية تأثير حزم تحفيز ضخمة من بنوك مركزية، إذ قفز بنحو 2.29 دولار أو 9.2%، إلى 27.16 دولار للبرميل، وذلك بعد هبوطه إلى 24.52 دولار أمس الأربعاء، في أدنى مستوى له منذ 2003.

الصورة المالية العامة لدول مجلس التعاون الخليجي تتدهور تدهوراً حاداً

شركة أرقام كابيتال

ويرى محللون أن المكاسب ستكون مؤقتة على الأرجح، إذ إن الطلب المتراجع بسبب تفشي فيروس كورونا امتزج بانهيار اتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج بين أوبك ومنتجين آخرين هذا الشهر.

وتخطط السعودية أكبر المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي أطلقت شرارة حرب الأسعار مع روسيا المتسبب الرئيس في انهيار الأسعار، لمواصلة الضخ بمستوى قياسي عند 12.3 مليون برميل يومياً لأشهر عدة، حسب وكالة رويترز.

وتعاني سوق النفط بالفعل منذ أن قررت السعودية هذا الشهر زيادة الإمدادات بشكل حاد، بعد عدم توصلها لاتفاق مع روسيا على خفض إضافي للإنتاج تحسباً لهبوط في الطلب.

من جانب آخر، قالت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز، إن "شركة أرامكو السعودية أخطرت عملاء أوروبيين بتغييرات في تعويضات الشحن لنفطها بسبب ظروف استثنائية في سوق الشحن".

كما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الأربعاء، عن وزير المالية المكلف محمد الجدعان قوله إن حكومة المملكة أقرت خفضاً قدره 50 مليار ريال (13.32 مليار دولار)، تمثل أقل من 5% من ميزانية 2020، في بعض البنود "ذات الأثر الأقل اجتماعياً واقتصادياً".

الحكومة اتخذت إجراءات للحد من أثر انخفاض أسعار البترول كما ستُتخذ إجراءات إضافية للتعامل مع انخفاض الأسعار المتوقع

وزير المالية السعودي محمد الجدعان

وقالت وكالة رويترز في تقرير لها إن كلاً من قطر والكويت والإمارات تستطيع تحمّل انخفاض أسعار النفط لمدة أطول، في حين ستواجه السعودية مصاعب رغم كونها صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة العربية.

ونقلت رويترز عن مونيكا مالك من بنك أبو ظبي التجاري قولها إن "الإمارات والكويت وقطر، التي تتمتع بوسائل حماية مالية أكبر من السعودية، بوسعها تحمل ضعف أسعار النفط لفترة أطول، لكن "من المستبعد أن ترغب في وجود عجز كبير لفترة طويلة".

وأضافت "تاريخياً تميل دول مجلس التعاون الخليجي لخفض الإنفاق الرأسمالي في البداية أكثر من ميلها لخفض الإنفاق الجاري. ومع ذلك، فإن استمرار الضغوط النزولية على سعر النفط سيستلزم تراجعاً كبيراً في الإنفاق الجاري".

السعودية قد تشهد ارتفاع العجز في موازنتها لعام 2020 إلى 16.1% من التقدير السابق البالغ 6.4%، إذا كان متوسط أسعار النفط 40 دولاراً للبرميل

شركة أرقام كابيتال

أزمة شركات الطيران العربية

من جانب آخر، تواجه شركات الطيران في الشرق الأوسط أزمة سيولة، إذ اقترح نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تقدم الحكومات دعماً مالياً مباشراً لشركات الطيران بالشرق الأوسط.

وقالت الرابطة الدولية للنقل الجوي "إياتا"، إن خسائر شركات طيران الشرق الأوسط بسبب تبعات تفشي فيروس كورونا عالمياً بلغت 7.2 مليار دولار حتى 11 مارس/آذار الجاري.

وذكرت الشركة في تصريحات صحفية لنائب رئيس اتحاد النقل الجوي الدولي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا محمد علي البكري الخميس، أوردتها وسائل إعلام عالمية، أن 16 ألف رحلة طيران للركاب في الشرق الأوسط ألغيت.

وتوقع البكري خسارة السعودية 16 مليون راكب، إضافة إلى 3.1 مليار دولار من الإيرادات الأساسية، وأكثر من 140 ألف وظيفة بقطاع الطيران للمملكة مهددة بسبب كورونا.

وأردف: "الإمارات فقدت 13.6 مليون راكب وإيرادات أساسية بقيمة 2.8 مليار دولار، فيما 163 ألف وظيفة بقطاع الطيران هناك مهددة بسبب الفيروس".

أما مصر فقال المسؤول في الرابطة إن كورونا أدى إلى إلغاء حجوزات 6.3 مليون مسافر.

وتواجه شركات الطيران حول العالم بما فيها الشرق الأوسط أزمة سيولة، دفعتها في كل من الإمارات وقطر وإسرائيل للطلب من موظفيها الحصول على إجازات غير مدفوعة لأسابيع قادمة.

وطلبت شركة "طيران الإمارات" من الطيارين وأفراد الطاقم الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر، في حين استغنت منافستها الخطوط الجوية القطرية عن نحو 200 موظف في الدوحة هذا الأسبوع، إذ يتضرر الطلب على السفر بشدة بسبب فيروس كورونا.

وأفادت رسالتان داخليتان أُرسلتا عبر البريد الإلكتروني أن طيران الإمارات في دبي، وهي واحدة من أكبر شركات الطيران الدولية في العالم، طلبت من طياريها وأفراد طواقمها الحصول على إجازات غير مدفوعة الأجر.

نحثكم بقوة على استغلال هذه الفرصة للتطوع للحصول على إجازة إضافية مدفوعة وغير مدفوعة

شركة طيران الإمارات في رسالة إلكترونية إلى الطيارين

وحتى صباح الخميس، أصاب كورونا قرابة 220 ألفاً في 176 بلداً وإقليماً، توفي أكثر من 8970، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فاعليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً