كيم قال إنه لن يستخدم ترسانته النووية ما لم تعتزم "القوى المعادية" استخدام أسلحتها النووية ضد كوريا الشمالية أولاً (AFP)
تابعنا

هدد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، السبت، بتوسيع ترسانته النووية حيث كشف عن قائمة أنظمة أسلحة فائقة التقنية قيد التطوير، قائلاً إن مصير العلاقات مع الولايات المتحدة يعتمد على ما إذا كانت ستتخلى عن سياسة العداء التي تنتهجها، حسبما ذكرت وسائل إعلام حكومية السبت.

وينظر إلى تعليقات كيم خلال اجتماع مهم للحزب الحاكم هذا الأسبوع على أنها ممارسة ضغوط على الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب جو بايدن، الذي وصف كيم بأنه "سفاح" وانتقد قممه مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كيم قوله: إن "مفتاح إقامة علاقات جديدة بين (كوريا الشمالية) والولايات المتحدة هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسحب سياستها العدائية".

وقال نام سونغ ووك، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة كوريا بكوريا الجنوبية: "ينذر ذلك بأن العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة لن تكون سلسة في السنوات الأربع المقبلة مع بايدن"، مضيفاً أن أي تنازلات من كيم غير مرجحة.

فيما قال كيم إنه لن يستخدم ترسانته النووية ما لم تعتزم "القوى المعادية" استخدام أسلحتها النووية ضد كوريا الشمالية أولاً.

كما أشار إلى أنه منفتح على الحوار إذا كانت واشنطن كذلك، لكنه شدد على أن كوريا الشمالية يجب أن تزيد من تعزيز قدراتها العسكرية والنووية للتعامل مع العداء الأمريكي المتزايد.

تصريحات الزعيم الكوري جاءت في مؤتمر الحزب الحاكم الذي يعقد لأول مرة منذ خمس سنوات (AFP)

وكانت كوريا الشمالية قد وصفت سابقاً التدريبات العسكرية الأمريكية المنتظمة مع كوريا الجنوبية، والرحلات الجوية لطائرات المراقبة الأمريكية والوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية بأنها دليل على العداء.

وعلى وجه التحديد، تعتبر كوريا الشمالية المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية تدريباً على الغزو، بالرغم من أن الحلفاء نفوا ذلك مراراً.

ووضع كيم قائمة بأحدث أنظمة الأسلحة التي قال إنها قيد التطوير، وتشمل صاروخاً متعدد الرؤوس، وصواريخ نووية تُطلق تحت الماء، وصواريخ طويلة المدى تعمل بالوقود الصلب، وأقماراً صناعية للتجسس.

وقال إنه يتعين على كوريا الشمالية أيضاً تعزيز قدرات الهجوم الدقيق على أهداف في مدى الضرب البالغ 15000 كيلومتر، في إشارة واضحة إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وتطوير تكنولوجيا لتصنيع رؤوس حربية نووية أصغر وأخف وزناً يتم تركيبها على الصواريخ بعيدة المدى بسهولة أكبر.

كما قال كيم: "لا شيء سيكون أكثر حماقة وخطورة من عدم تقوية قوتنا بلا كلل، والتحلي بموقف سهل في وقت نرى فيه بوضوح زيادة أسلحة العدو المتطورة أكثر من أي وقت مضى".

وأردف قائلاً: "الحقيقة هي أنه يمكننا تحقيق السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية عندما نبني باستمرار دفاعنا الوطني، ونقمع التهديدات العسكرية الأمريكية".

وليس من الواضح ما إذا كانت كوريا الشمالية قادرة على تطوير مثل هذه الأنظمة، فهي واحدة من أكثر الدول عزلة عالمياً، وتتفاوت التقديرات بشأن الوضع الدقيق لبرامجها النووية والصاروخية على نطاق واسع.

لكن في عام 2018 قالت حكومة كوريا الجنوبية إن لدى كوريا الشمالية ما يصل إلى 60 سلاحاً نووياً.

من جانبه قال تشوي كانغ، نائب رئيس معهد أسان للدراسات السياسية في سول: "ما يريدون إخبار الولايات المتحدة به هو أننا نطور أسلحة استراتيجية جديدة.. يمكنكم أن تروا أنها الأكثر تخويفاً. هل تريدون القدوم إلى طاولة المفاوضات؟".

وأضاف تشوي: "بينما يترك كيم الباب مفتوحاً للمحادثات، لا يزال يرسل رسالة إلى بايدن مفادها أنه ليس شريك (حوار)سهلاً".

وانعقد مؤتمر الحزب الحاكم في كوريا الشمالية لأول مرة منذ خمس سنوات. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم تحدث لمدة تسع ساعات خلال مراجعته لمشاريع الحزب من الثلاثاء إلى الخميس.

ويعد المؤتمر أعلى هيئة لصنع القرار في حزب العمال، وينعقد في الوقت الذي يواجه فيه كيم ما يبدو أنه أصعب لحظة في حكمه الذي دام تسع سنوات بسبب الضربة الثلاثية لاقتصاده الهش بالفعل، متمثلة في إغلاق الحدود المرتبط بالوباء، الذي أدى إلى انخفاض حاد في التجارة الخارجية لكوريا الشمالية، وسلسلة من الكوارث الطبيعية الصيف الماضي، والعقوبات التي قادتها الولايات المتحدة.

ووصف كيم خلال خطابه الافتتاحي، الصعوبات بأنها "الأسوأ على الإطلاق" و "غير مسبوقة". كما اعترف بأن خططه الاقتصادية السابقة فشلت، وتعهد بتبني خطة تنمية خمسية جديدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً