كيف تتعامل الدول عالمياً مع عودة الدراسة أو توقفها في ظل تفشي وباء كورونا؟ (AP)
تابعنا

رغم دعوة الأمم المتحدة ضرورة لعودة الأطفال إلى المدارس بعد إغلاق لشهور بسبب فيروس كورونا، ومع استمرار تفشي الفيروس في أنحاء من الولايات المتحدة وانتشاره من جديد في دول من كوريا الجنوبية إلى فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، حثت الجهات الطبية على توخي الحذر.

كما تبنت الحكومات استراتيجيات مختلفة نحو العام الدراسي الجديد، بناءً على عدد حالات العدوى التي تشهدها كل دولة، وحالة أنظمة الرعاية الصحية فيها، والاعتبارات السياسية.

الدول العربية.. بين التعليم عن بعد والفتح الكامل

أعلن الأردن افتتاح المدارس في الأول من سبتمبر/أيلول المقبل، وأوضح وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي أن العام الدراسي سيكون اعتيادياً في المداراس اعتماداً على استقرار الوضع الوبائي.

أما في تونس فقد تقرر إبقاء افتتاح المدارس في موعده المعتاد في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، وستعلن الوزارة عن بروتوكول صحي وقائي لتأمين التلاميذ والمعلمين بالتعاون مع وزارة الصحة.

فيما أعلن المغرب اعتماد التعليم عن بعد للعام الدراسي 2020-2021 الذي سينطلق في 7 سبتمبر/أيلول.

وفي قطر قررت وزارة التعليم والتعليم العالي، تعديل خطة العودة المدرسية وتطبيق نظام التعليم المدمج لهذا العام الدراسي في جميع المراحل التعليمية، التي ستدمج بين التعليم الإلكتروني والتعليم الصفي في إطار واحد، إذ يجب على الطلبة الحضور 1-3 مرات فقط لتلقي الدروس الصفية في المدارس.

الولايات المتحدة.. جدل محموم

في الولايات المتحدة، حيث يعد التعليم الأساسي مسؤولية الولايات والإدارات المحلية المدرسية، حث الرئيس دونالد ترمب ووزير التعليم المدارس على إعادة فتح أبوابها.

لكن كان جدل محموم حول الحكمة في إعادة الطلاب إلى فصول الدراسة، بخاصة في المجتمعات التي تشهد أعداداً يومية مرتفعة للغاية من العدوى، لذا تختلف خطط إعادة فتح المدارس في أمريكا بشكل كبير.

معظم المناطق الحضرية تبدأ العام الدراسي عن بعد عقب زيادة في حالات العدوى خلال الصيف. لكن مناطق أخرى تخطط للتعليم وجهاً لوجه على الأقل بشكل جزئي. البعض اضطُرّ بالفعل إلى عزل فصول، أو إغلاق مدارس بأكملها، بسبب تفشي عدوى كورونا.

إفريقيا

6 دول إفريقية فقط فتحت مدارسها بالكامل. في جنوب إفريقيا بدأ الطلاب فيالعودة إلى الفصول هذا الأسبوع، صفاً بصف.

وهذه هي المرة الثانية التي تُعيد فيها المدارس فتح أبوابها، بعد إعادة فتح أولية أسفرت عن ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس، وهو ما دفع إلى إغلاقها سريعاً.

وفيما تتراجع حالات كورونا اليومية، قالت الحكومة إنه يجب أن يعود طلاب كل الصفوف بحلول الاثنين المقبل.

وسمحت الحكومة في جنوب إفريقيا أيضاً للآباء بعدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة والتقدم بطلب التعليم في المنزل.

أما في أنحاء أخرى في إفريقيا، فأغلقت كينيا مدارسها حتى نهاية 2020. وفي أوغندا توزع الحكومة أجهزة راديو على القرى الريفية لمساعدة الأسر الفقيرة على التعلم عن بعد.

شرق وجنوب شرق آسيا

أعاد بعض مدارس اليابان فتح أبوابه الاثنين الماضي، بعد صيف أقصر من المعتاد لتعويض الفصول الفائتة بسبب وباء كورونا.

وفي مدرسة ابتدائية في طوكيو، قام أطفال يرتدون كمامات بمراسم افتتاح في فصول بدلاً من صالة الألعاب الرياضية للمدرسة من أجل تباعد اجتماعي أفضل.

وفي الصين، وبداية من الشهر الماضي يوليو/تموز، عاد 208 ملايين طالب صيني، أو نحو 75% من إجمالي الطلاب في البلاد، إلى الفصول، ويتوقع عودة البقية بحلول الأول من سبتمبر/أيلول.

كما أجّلت الفلبين عدة مرات إعادة فتح المدارس التي قُررت يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول. حتى حينها، سيُسمح فقط بفصول التعلم عن بعد.

وقال الرئيس رودريغو دوتيرتي إن الفصول وجهاً لوجه يجب أن لا تُستأنف إلا بعد إتاحة لقاح لفيروس كورونا.

كما ما زالت المدارس مغلقة في الهند ونيبال وبنغلاديش.

ففي سريلانكا تقول الحكومة إن الفيروس خضع للاحتواء في بؤرتين، وسُمح للمدارس بفتح أبوابها جزئياً هذا الشهر أمام عدة صفوف، على أن تخضع للفحوص على يد الحكومة.

أما المدارس في أنحاء كمبوديا فما زالت مغلقة، فيما فُتحت المدارس في تايلاند وماليزيا في يوليو/تموز وأغسطس/آب. وأعيد فتح مدارس إندونيسيا في يوليو/تموز بنصف سعتها وتحديد ساعاتها.

أوروبا.. فتح رغم تزايد الإصابات

تعيد فرنسا 12.9 مليون طالب إلى الصفوف الدراسية يوم الثلاثاء المقبل، على الرغم من الزيادة الحادة في الإصابات في الأسابيع الأخيرة.

وتريد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون سد أوجه عدم المساواة للأطفال التي تفاقمت بسبب الإغلاق جراء فيروس كورونا وإعادة مزيد من الآباء إلى العمل.

وسيتعين على جميع المعلمين وطلاب المدارس الإعدادية والثانوية ارتداء كمامات طوال اليوم، وستكون للمدارس ممرات ذات اتجاه واحد وتجمعات محدودة.

وسيُعاد فتح المقاصف لمساعدة الأطفال الذين يعتمدون على الوجبات الساخنة المدعومة من الدولة. وتقدم منطقة باريس أجهزة حاسوب محمولة مجانية في حالة إعادة الأطفال إلى مكان مغلق.

وفي ألمانيا، عاد معظم الطلاب إلى المدارس بالفعل، وقد أبلغت 41 مدرسة على الأقل من 825 مدرسة ببرلين عن حالات إصابة بالفيروس.

ووُضع آلاف الطلاب في الحجر الصحي بجميع أنحاء البلاد بعد تفشي المرض الذي ينسبه بعض الأطباء إلى التجمعات العائلية والسفر خلال الإجازات الصيفية.

لكن ألمانيا مصممة على عدم إغلاق المدارس من جديد، لذا فهم يرسلون الطلاب إلى الحجر الصحي بدلاً من ذلك.

ويمكن للأطفال في برلين خلع الكمامات في أثناء الدراسة، فيما يشترط بعض الدول وضع كمامات في كل وقت. وقالت الحكومة إن إبقاء المدارس مفتوحة أكثر أهمية من إعادة الجماهير إلى الملاعب الرياضية أو السماح للجماهير الغفيرة بحضور حفلات موسيقية.

لم يرَ معظم طلاب المملكة المتحدة البالغ عددهم 11 مليوناً صفاً دراسياً منذ مارس/آذار، ولكن سيبدأ الأطفال العودة إلى المدارس بجميع أنحاء إنجلترا في 4 سبتمبر /أيلول.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إعادة فتح المدارس بأنها "واجب أخلاقي"، وهددت حكومته حتى بتغريم الآباء الذين يحتفظون بأطفالهم في المنازل.

ومن بين التدابير المعمول بها محطات غسل الأيدي وأوقات البدء وأوقات الغداء المتقطعة، ولكن الكمامات ليست مطلوبة بشكل عام.

ويفكر بعض المدارس الثانوية في تطبيق مزيج هجين من الصفوف المادية وعبر الإنترنت، لكن الهدف هو العودة شخصياً، ففي بريطانيا أكثر من 41500 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، وهي أعلى حصيلة مؤكدة في أوروبا، وتعرضت حكومة جونسون لانتقادات شديدة بسبب تعاملها مع الوباء.

ووسط الإصابات الجديدة والقلق المتزايد لدى الآباء في أسبانيا، وانتقادات نقابات المعلمين، يكيّف المسؤولون الإسبان خططهم قبل أن تبدأ المدارس إعادة فتحها في 4 سبتمبر/أيلول.

وسيُسمح للطلاب بالاختلاط معاً ولكن ليس مع الغرباء.

وتواجه السلطات ضغوطاً إضافية تتمثل في الرغبة في إعادة تنشيط الاقتصاد في بلد ترتفع فيه معدلات فقر الأطفال نسبياً.

وتطالب منظمة "أنقذوا الأطفال" بتوزيع أجهزة إلكترونية على الأسر المحرومة. فيما تطالب نقابات المعلمين بالإضراب.

وتخطط مدريد للصفوف الدراسية الشخصية لجميع الطلاب دون سن 12 عاماً، ومزيجاً من التدريس عبر الإنترنت وفي الفصل للطلاب الأكبر سناً.

الدول الشمالية الأوروبية

استأنف معظم المدارس الدراسة الأسبوع الماضي في دول الشمال، كما فعلت في نهاية فصل الربيع، وسط إجماع عام على أن ضرر بقاء الأطفال في المنازل أكبر من خطر إرسالهم إلى المدرسة.

السويد لديها عدد قليل من تدابير الفيروس بخلاف منع الآباء من دخول المدارس عندما يُنزِلون أطفالهم.

حتى إن طلاب المدارس الثانوية احتجوا بعد إغلاق ثاني أكبر مدينة في الدنمارك مدارسهم بسبب إصابات جديدة، قائلين إنهم لا يتعلمون كثيراً عن بعد ويتساءلون لماذا يمكنهم الذهاب إلى مراكز التسوق أو صالات الألعاب الرياضية أو السينما مع كثير من الآخرين، ولا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً