تعدُّد تطبيقات التواصل يؤدّي إلى تشتيت وضغط الموظف (Fotolia)
تابعنا

يؤدي الانتقال بين تطبيقات الاتصال المتعددة مثل Zoom وTeam وSlack إلى استنزاف وقت الموظفين وكفاءة أداء أعمالهم بسبب التشتت الذهني الذي يصيبهم جراء البحث عن الرسائل التي تصل إليهم في كل تطبيق منفرداً.

عندما تفشّى وباء كورونا، أصبح لبرامج الاتصال وتطبيقها أولوية لدى الشركات، حتى تستطيع التواصل مع موظفيها وتتيح لهم العمل من المنزل. ويرجع أصل المشكلة إلى تعيين الموظفين الجدد من خلال تطبيق، وتدريبهم مع الموظفين القدامى بواسطة تطبيق آخر، ومارسوا أداء مهامّهم بتطبيق ثالث.

كما دفعت المخاوف مع استمرار جائحة Covid-19 أصحاب الشركات إلى إضافة تطبيقات جديدة تؤمّن التواصل بفاعلية أكثر مع موظفيهم. صاحب ذلك جلب رؤساء الفرق والعاملين أنفسهم لمزيد من التطبيقات، مما زاد أعداد كلمات المرور المشفرة والإشعارات المستمرة التي لا يمكن تجاهلها حتى بعد انقضاء ساعات الدوام الرسمي، الأمر الذي سبّب زيادة الضغط على الموظفين.

نشرت الشركات المنتجة للتطبيقات 89 تطبيقاً مختلفاً في المتوسط ​​العام الماضي، بزيادة أكثر من 58 عام 2015. ما يقرب من 30% من هذه التطبيقات مكرر أو لا يضيف أي قيمة جديدة، فقط اختلفت الأسماء ولكنها تؤدّي نفس المهامّ.

ووجدت دراسة حديثة أُجريَت على 20 فريقاً عبر ثلاثة أرباب عمل كبار، أن الموظفين يتنقلون بين التطبيقات والمواقع المختلفة 1200 مرة كل يوم. هذا يقدر بنحو أربع ساعات في الأسبوع، أو ما يقرب من خمسة أسابيع عمل في السنة، تُقضى في الضغط على مفاتيح التنقل، مما جعل الباحثين يطلقون عليها اسم "ضريبة التبديل"، ويرى علماء النفس أنها عادة تصعّب التركيز، ومع مرور الوقت تُشعِرنا بالضغط.

عند استمرار التوتر والضغط يترك كثير الموظفين العمل، فعندما تعمل في شركة صغيرة يكون لها تطبيق لتتواصل مع الزبائن وآخر للعمل الروتيني داخل الشركة، وتطبيق ثالث لمهامّ الموارد البشرية مثل طلبات الرواتب والإجازات، فإن التنقل بين هذه التطبيقات يُحبِط الموظف ويرهقه نفسياً.

تمثل مشكلة كثرة كلمات المرور ونسيانها معضلة أخرى، إذ يتطلب ذلك مساعدة المدير لتغيير كلمة المرور وإعطاء شفرة جديدة، كما تظلّ الإشعارات تعمل حتى بعد ساعات الدوام، وفي أثناء العطلات، وفي حالة إسكاتها ينسى كثير من الموظفين إعادة تشغيلها، مما يعرّضهم لمساءلة مديري الشركات.

ويرى كثير من أصحاب الشركات الكبرى أن الحل هو أن تتخذ شركاتهم تطبيقاً واحداً لتمكين الموظفين من أداء جميع مهامّهم، والتواصل مع العملاء. ولكن يبدو هذا الأمر مستحيلاً بسبب وجود أعداد كبيرة من التطبيقات، مما يضطرّ الشركات إلى استخدامها للوصول إلى الشركات الأخرى وإلى عدد أكبر من العملاء.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً