من أمام القنصلية السعودية في إسطنبول  (AFP)
تابعنا
شهدت حادثة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، اهتماماً إعلامياً واسعاً على المستوى العربي والدولي.

وفي خضم هذه المتابعات الإعلامية، كانت مقاربة الإعلام السعودي لهذه قضية مختلفة تراوحت بين التجاهل، ثم الانشغال بتفصيلات لا تصب في صلبها لا سيما انتقاد التغطية الإعلامية للحدث، ومحاولة صرف الانتباه إلى تفاصيل أخرى.

تفاعل الإعلام السعودي 

منذ وقوع الحادثة، لم تتعامل وسائل الإعلام السعودية مع القضية، وهو ما يعتبر أقرب للتجاهل، رغم بدء موجة إعلامية كبيرة تتساءل عن مصير خاشقجي بعد ثلاثة أيام من الحادثة، بالإضافة إلى صدور تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تفيد بأنه غادر القنصلية. ولم يمانع محمد بن سلمان، في مقابلته مع وكالة بلومبيرغ، من السماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية السعودية. لتبدأ وسائل إعلام سعودية تناول الحدث.  

وبعدما نقلت وكالة رويترز، السبت، عن مصادرها أنباء تفيد بمقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية، وما أعقبه من تغطيات إعلامية على المستويين العربي والعالمي، انطلقت وسائل إعلام سعودية في تغطية الحدث لكن من زوايا مختلفة.

في هذا السياق، نشرت قناة العربية السعودية، التي تبث من  دبي في الإمارات، تقريراً بعنوان "شخصيات أججت الإشاعات.. 3 أسماء برزت في قضية خاشقجي"، تتهم فيه خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي وتوران كشلاكجي رئيس بيت الإعلاميين العرب ومراسل قناة الجزيرة جمال الشيال ببث الإشاعات. 

واتهمت صحيفة عكاظ "ماكينات إعلامية قطرية" بتحريك الملف والتحريض على السعودية، حيث فصلت ذلك في تقرير لها بعنوان "إصرار قطري و إخواني على رواية مقتل خاشقجي يثير الشكوك خسة وكذب".
وذهبت صحيفة الحياة اللندنية التي عمل فيها خاشقجي لسنوات ويملكها الأمير خالد بن سلطان، في ذات الاتهامات حيث اعتبرت أن رواية الإغتيال منسوجة من قطر في تقريرها الذي يخمل عنوان"مواطن سعودي مفقود.. و«رواية اغتيال» منسوجة بـ«أيادٍ» اعتادت على الحملات الممنهجة".
أما صحيفة الوطن التي ترأس خاشقجي خطها التحريري، فقد اعتبرت أن ما حصل له هو طبخة "قطرية" لا علاقة لها بالصحة، واصفة ذلك بالكوميديا السوداء.

في ذات السياق بثت قناة "السعودية 24" تقريراً بعنوان "إعلاميون وإخوانجية تدعمهم قطر لتأجيج المواقف في مصير خاشقجي". 

تجييش الإعلاميين 

من جانب آخر، شجبت "مارغو إيوان" رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود لـTRT عربي التحريض ضد مؤسسات إعلامية. واعتبرت هذا التحريض من وسائل إعلامية تابعة لبعض الدول، إشارة واضحة لإرادة سياسية هدفها تشويه سمعة ومصداقية تقارير وسائل الإعلام. 

وقالت "صوفي آنموث" مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود  لـTRTعربي أنه يجب الالتزام بالحقائق الصحفية في هذه القضايا وتحديداً قضية جمال خاشقجي احتراماً لمشاعر أقاربه، وأكدت على ضرورة عدم استغلالها كأداة سياسية.

ولم يقتصر التعاطي الإعلامي السعودي مع ملف خاشقجي على مستوى وسائل الإعلام فقط، بل ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بمواقف الإعلاميين العاملين في مؤسسات تمولها السعودية أو مرتبطة بها.
ولم ينتظر الإعلامي اللبناني نديم قطيش موعده الأسبوعي على قناة العربية الحدث لتناول سياق الاتهامات "للأطراف المحرضة على السعودية"، ليخرج في صفحته على تويتر بتسجيل يوضح فيه موقفه.

أما الإعلامية منتهى الرمحي، وهي مذيعة رئيسية في قناة العربية، ذهبت لأبعد من ذلك واصفة ممارسات بعض الدول بـ"بالبلطجة" من أجل تشويه سمعة السعودية. 

في حين اعتبر الصحفي السعودي والمدير السابق لقناة العربية ورئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط، عبد الرحمن الراشد أن الأنباء عن مقتله "دعاية قطرية تركية" يتم تحويلها إلى معركة ضد المشروع السعودي الجديد، "الذي كسب في سنتين حماساً عالمياً".

ورأى الإعلامي السعودي عبد الله البندر، الذي يعمل في قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية،  أن ما يحصل مع جمال خاشقجي مسرحية من أجل تأجيج الرأي العام الدولي ضد السعودية. 

ولا يزال مصير الصحفي السعودي مجهولاً لدى السلطات التركية التي تطالب الرياض بتفتيش القنصلية ومنزل القنصل، في حين تنفي السعودية كل التقارير الإعلامية التي تتحدث عن مقتل جمال خاشقجي، داعية لتحقيق شامل حول الحادثة.
الحياة اللندية تتهم أياد خفية بنسج رواية الإغتيال  (Others)
تقرير صحيفة عكاظ بعنوان يتهم قطر والإخوان بالاصرار على رواية مقتل خاشقجي  (Others)
تقرير قناة العربية يتهم فيه شخصيات بتأجيج الإشاعات  (Others)
TRT عربي
الأكثر تداولاً