وزارة الدفاع الإسرائيلية وضحت أن كل صفقة (أسلحة) تمرّ بفحص دقيق، لضمان الحفاظ على التفوق الإسرائيلي. (Mosa'ab Elshamy/AP)
تابعنا

اهتم الإعلام الإسرائيلي بزيارة وزير الدفاع بيني غانتس للمغرب، منذ يومها الأول، لحساسية منصبه العسكري والأمني، بالإضافة إلى كونها الأولى من نوعها، إذ لم يسبق لأحد من أسلافه في هذا المنصب زيارة للرباط.

ووصل غانتس إلى العاصمة المغربية مساء الثلاثاء، في أول زيارة رسمية، واختتمها الخميس.

ووصف زوهر بلتي، مسؤول الشعبة "السياسية-الأمنية" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الزيارة بـ"الحدث غير المسبوق وذروة اتفاقيات إبراهام (اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية)".

وعن سبب موافقة المغرب على هذه الزيارة العلنية، قال يوسي يهوشع، مراسل الشؤون العسكرية والأمنية لصحيفة يديعوت أحرنوت: "تنبع موافقة المغاربة على الزيارة الاستثنائية من أنهم ينظرون إلى إسرائيل على أنها وسيلة قادرة على مساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الدبلوماسية أمام الإدارة الأمريكية، على خلفية رغبتهم في إبرام اتفاقيات تتعلق بسيطرة المغرب على الصحراء المغربية".

ومما زاد الزيارة أهمية إبرام غانتس مع الرباط اتفاقين أمنيَّين، أحدهما كان صفقة سلاح كبيرة بين البلدين، بموجبها تبيع إسرائيل أنظمة دفاع جوية ورادارات ومُسيّرات ومعدات متطورة أخرى للمغرب، مقابل مئات الملايين من الدولارات.

وعلق موقع مكور ريشون العبري على هذه الصفقة بقوله: "كان ضمن الجدول الزمني الذي وُزّع على الإعلاميين الإسرائيليين الذين رافقوا وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس في زيارته للمغرب، جملة مبهمة وعامة هي (لقاء أمني)".

وأضاف: "بالطبع كان هذا اللقاء سرّياً ومُغلَقاً في وجه الإعلام، لكن الآن تَبيَّن أنه تَمخَّض عن صفقة سلاح كبيرة، تُقدَّر بمئات الملايين من الدولارات".

وأشار الموقع العبري إلى أن الدافع وراء توقيع المغرب على هذه الصفقة، هو رغبتها في زيادة تعاظم قدراتها وتفوُّقها العسكري في ظلّ التهديدات التي تواجهها.

كما تَوقَّع توسيع هذه الصفقات لكون المغرب "يريد كميات كبيرة من السلاح"، على حد قوله.

ولفت إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية وضّحَت أن كل صفقة تمرّ بفحص دقيق، لضمان الحفاظ على التفوق الإسرائيلي.

في سياق متصل قال مسؤول أمني لصحيفة معاريف: "هذا الاتفاق مهمّ جداً لأمن إسرائيل، وأتوقع صفقات أخري بين البلدين".

بدورها قالت عضو الكنيست روت لانديه، التي رافقت الوزير الإسرائيلي في زيارته، إن الاتفاق الأمني مع المغرب هو "ركيزة مهمة أخرى في العلاقات بين إسرائيل والمغرب، وينطوي الاتفاق على مقدرات ومميزات على الصعيد الإقليمي".

وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، ذكر موقع إسرائيل ديفينس (المختصّ في الشؤون العسكرية) أن زيارة غانتس للمغرب سيتخللها توقيع على اتفاق بموجبه تبيع إسرائيل للمغرب معدات عسكرية من بينها طائرات "انتحارية"، لخدمة المغرب في صراعها بالصحراء الغربية.

في السياق ذاته قالت القناة 12 العبرية، إن "إسرائيل كانت ترفض مطالب مغربية سابقة بشراء مثل هذه الأسلحة الإسرائيلية المتطورة، ولكنّ الاستجابة جاءت بعد التطبيع".

كذلك كشف موقع واللا العبري أن اللقاء الأمني تَمخَّض عنه أيضاً الاتفاق على موعد لإجراء مناورة عسكرية مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والجيش المغربي والجيش الأمريكي.

وأضاف: "خُلقَت اتصالات أولية بين ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي ونظرائهم في قيادة الجيش المغربي".

كما نقل الموقع عن مصدر أمني قوله: "خلال زيارة غانتس في المغرب جرى الحديث حول نشاطات إيران وتموضعها في منطقة الشرق الأوسط والدول الإفريقية".

وفي سياق آخر التقى بيني غانتس ممثلي الجالية اليهودية في المغرب خلال زيارته الكنيس اليهودي "رابي أليعيزر دي أبيلا" بالعاصمة الرباط.

وتأتي هذه الزيارة بعد عام على تطبيع العلاقات بين إسرائيل و4 دول عربية من بينها المغرب، برعاية إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، في ما عُرف باتفاقيات "إبراهام".

ونهاية العام الماضي أعلنت إسرائيل والمملكة المغربية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2002، ومنذ ذلك الحين افتُتحَت سفارة لإسرائيل بالمغرب خلال زيارة أجراها وزير الخارجية يائير لابيد للرباط في أغسطس/آب الماضي.

كما أُعيدَ افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، وتدشين خطّ طيران مباشر بين البلدين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً