أقر مجلس الشيوخ الفرنسي في أبريل/نيسان تعديلاً يمنع الفتيات دون سن 18 عاماً من ارتداء الحجاب الأكثر شيوعاً (Gonzalo Fuentes/Reuters)
تابعنا

قالت مؤسِّسة ورئيسة مجلس الأزياء والتصميم الإسلامي علياء خان: "لا تزال حياتنا في المنزل والعمل تمرّ بواحد من أكثر التحوّلات الجذرية التي شهدناها منذ أجيال. كيف نلبس؟ وكيف يعكس لباسنا قيمنا ويؤثر في الاقتصاد؟ بدأ يتغيّر أيضاً، إذ نستمر في استخدام الكمامات، والميل نحو أسلوب حياة أكثر حماية".

وأوضحت في مقال لها نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أنّه من المثير للاهتمام أن هذا التحول الناجم عن الوباء كان دائماً هو القاعدة لأولئك الذين يعيشون نمط حياة إسلامياً، يشار إليه أحيانا باسم "أسلوب الحياة المحتشم".

فالمسلمون، حسب خان، الذين لديهم قوة إنفاق جماعية تبلغ نحو تريليونّي دولار، يتعلمون قيمة التواضع والأناقة كشكل من أشكال العيش الكريم.

والآن بعد أن أصبحت التغطية لأجل الحماية ممارسة معتادة لكثير من الناس، "أعتقد أنها تسلّط الضوء على الفوائد التي قدمتها الأزياء الإسلامية دائماً، فيما تساعد على إزالة الوصمة عنها والقضاء عليها كذريعة للحُكم على من يرتديها منّا. أعتقد أيضاً أن هذا التداخل سيدفع الأزياء الإسلامية لتصبح لاعباً عالمياً أكبر في تحديد الأسلوب لسنوات قادمة".

وتشير خان إلى أن الأزياء الإسلامية تخدم غرضاً عملياً للمسلمين، لأنها تمثل هذه "الفطرة"، أو حالة النقاء الأصلية. مع ذلك، غالباً ما تعرّضت الملابس الإسلامية للهجوم. ووصف العالم الغربي المسلمات بالضعف والاضطهاد بسبب تغطية رؤوسهن.

وتقول إنه خلال وباء كورونا، أصبحت الكمامة الواقية إيماءة العالم إلى النقاب، وباتت أغطية الوجه الآن لفتة مجاملة نهائية تجاه الأشخاص من حولنا. وبعد وضع الكمامات لأكثر من عام، تشارك بعض النساء اليوم وجهة نظر المسلمين في الشعور بالأمان خلف غطاء، بخاصة من انتباه الذكور غير المرغوب فيه.

وأقر مجلس الشيوخ الفرنسي في أبريل/نيسان تعديلاً يمنع الفتيات دون سن 18 عاماً من ارتداء الحجاب الأكثر شيوعاً. حتى البوركيني، و"هو قطعة متعددة الاستخدامات من الملابس النشطة لا مثيل لها في الراحة والأناقة والحماية، يعتبر تهديداً لأن المسلمات يرتدينه بشكل أساسي".

لم تواجه البلاد قط، حسب خان، رد فعل عنيفاً ضدّ بدلات الغوص المماثلة للغطس. وعندما فُرضت غرامة قدرها 135 يورو على أي شخص لا يرتدي غطاء الوجه في أثناء الوباء، بدت المعايير المزدوجة واضحة، بالنظر إلى غرامة 150 يورو التي تفرضها الدولة على من يرتدين النقاب.

وتعلّق قائلة إنه بعد عقود من النقد "سأجد غرابة في رؤية العالم يحتضن ما هو عندي مجرد وجه آخر من جوانب الزي الإسلامي. أعتقد أن هذا التحول هو مؤشر إلى أن الأزياء الإسلامية ستلعب دوراً أكبر في تشكيل معايير الأسلوب والاقتصاد في السنوات القادمة".

ونظراً لأننا نرى الأزياء الإسلامية تأخذ مكانها في الثقافة الأوسع، فمن المشجع أن نراها تحظى بقبول وتقدير متزايد، ويرجع ذلك جزئياً إلى السوق المحتملة الهائلة التي تراها العلامات التجارية لدى الزبائن المسلمين.

وأردفت: "دخلت الموضة الإسلامية في الأساس إلى التيار السائد، إذ يسعى عالم الموضة لتقديم نهج أنيق للتغطية. إن العدد المتزايد من التعديلات والمجموعات المتواضعة من العلامات التجارية الرئيسية، مجموعة Nike Pro Hijab أو مجموعة Dolce & Gabbana للحجاب والعباءات، يدعو أيضاً إلى فهمنا كمسلمين ونمط الحياة المحتشم كأصل بدلاً من رؤيتنا مجرد تهديد.

وتؤكد خان أنّ جميع أشكال التغطيات أصبحت اليوم من اللباقة الواجبة، "على الرغم من أن الأمر استغرق وباءً لتقدير ذلك، أعتقد أن الفرصة التي يقدمها لجميع الأشخاص والشركات، السائدة والمسلمة، مهمة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً