جنازة جماعية لأطفال ضحايا قصف سعودي في مدينة صعدة اليمنية الشمالية أغسطس/ آب 2018 (AFP)
تابعنا

ما المهم: أُعلِنت اليمن أحد أسوأ البلدان في العالم التي تمر بكارثة إنسانية؛ إذ يحتاج 75% من سكانها إلى مساعدة إنسانية أو حماية ما، جراء الحرب الدائرة بين التحالف الذي تقوده السعودية من ناحية وجماعة أنصار الله الحوثي من ناحية أخرى. لكنّ ثمة وجه آخر لهذه الحرب التي تشارك فيها بلدان غربية بإمدادها السعودية وتحالفها بأسلحة استخدمت في قصف مدنيين، وهو الأمر الذي وثقته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها رصد المشاركة الأميركية في صنع المأساة اليمنية.

المشهد: تسببت حملة القصف الجوي السعودية على اليمن بمقتل آلاف المدنيين وتدمير عدد كبير من المنشآت الحيوية، بحسب بيانات منظمات حقوقية وإنسانية.

ومنذ اندلاع الحرب في 2015، قدمت الولايات المتحدة الدعم والمساندة للقوات الجوية السعودية من خلال تزويدها بالوقود في الجو، وتقديم المعلومات الاستخباراتية والمشورة العسكرية، بالإضافة إلى الاستخدام السعودي للأسلحة الأميركية المستوردة في فترات حكم الرؤساء السابقين، بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما بمليارات الدولارات في قصف أهدافها باليمن.

وأثناء الحرب احتاجت السعودية إلى مزيد من القنابل الدقيقة، فاتجهت إلى وزارة الدفاع الأميركية التي أعلنت عن بيع قنابل موجهة بقيمة 1.29 مليار دولار للسعودية.

ولكن مع ازدياد الكوارث الإنسانية جراء استخدام هذه القنابل، علق الرئيس الأميركي السابق أوباما تزويد السعودية بالأسلحة، ومع صعود ترمب استؤنف تزويد المملكة بالسلاح لأغراض الحرب في اليمن.

بالأرقام: تصدّرت السعودية لائحة الدول المستورِدة للأسلحة في العالم عام2017، بقيمة 4 مليارات دولار.

حتى العام الماضي سلمت الولايات المتحدة السعودية 30 مقاتلة من طراز F-15 متعددة النواقل في تشكيلة F-15SA.

تسلمت السعودية أيضاً 84 طائرة مروحية قتالية و110 صواريخ جو أرض و20000 قنبلة موجهة.

في العام 2015 أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وسفينة صواريخ موجهة وسفناً حربية أخرى؛ لمساعدة السعودية على إحكام الحصار على اليمن.

وصرح متحدث باسم البنتاغون لفضائية الحرة الأميركية في وقت سابق، بأن مجموعات صغيرة من القوات الخاصة تدخل اليمن لفترات قصيرة، لتنفيذ مهام وعمليات لوجيستية واستخبارية، ولتأمين الحدود السعودية.

بين السطور: الحصار الذي فرضته السعودية بمساعدة الولايات المتحدة على اليمن صعّب من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية والغذاء إلى اليمن. وفقد 85 ألف طفل يمني دون سن الخامسة حياتهم بسبب الحصار والغارات الجوية، فيما انتشر وباء الكوليرا في 21 محافظة بالبلاد دون وجود علاج مناسب.

ووثِّق استخدام القنابل التي زودت بها الولايات المتحدة التحالف السعودي، في قصف منشآت مدنية وحيوية مثل المصانع، والطرق، والجسور، والمستشفيات، والآبار، والجنازات، وحفلات الزفاف، وتجمعات النساء، وحافلات مدارس الأطفال في اليمن، وحملت هذه القنابل أرقاماً إنتاجية من وزارة الدفاع الأميركية، ثبت أن شركة في ولاية تكساس هي التي تقوم بإنتاجها.

وسقطت أبرز ضحايا القنابل الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول2016، حيث استهدف التحالف السعودي صالة عزاء في العاصمة صنعاء ما أدى إلى مقتل 115 وجرح 610 آخرين.

وأصيبت في يوليو/تموز منشأة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في صعدة شمالي اليمن، خلال عدة ضربات للتحالف السعودي، وكان المرضى والموظفون بداخلها.

وقُتل مطلع أغسطس/آب أكثر من40 طفلاً وأصيب51 آخرون، خلال قصف لقوات التحالف السعودي استهدف حافلةً تقلّ أطفالاً، في محافظة صعدة شمالي اليمن، فيما قُتل 22 طفلاً على الأقل وأربع نساء، في غارة جوية بمنطقة الدريهمي جنوبي ميناء الحديدة؛ عندما استهدفت غارة للتحالف حافلتهم، في الشهر ذاته.

ما التالي: يرى المحلل السياسي اليمني نبيل البيضاني في تصريحات لـTRT عربي، أن الحراك داخل المؤسسات الأميركية سيساعد على تخفيف وتيرة الحرب في اليمن من الجانب السعودي، وهذا ما يكشف مستقبل الحرب في اليمن بعد معرفة تفاصيل الدور العسكري الأميركي فيها.

ويضيف البيضاني أن الفاعل الرئيس في هذه المسألة هو المؤسسات الأميركية التي بدأت تضيق ذرعاً بالسلوك السعودي العسكري في اليمن وبالحرب عامة، لذا يعتقد البيضاني أن السعوديين في الحرب مجرد مستخدمين للأسلحة، وأي فعل لتغيير إستراتيجية الحرب سيكون قادماً من واشنطن.

ويتوقع نبيل البيضاني أن تتغير إستراتيجيات السعودية في الحرب متأثرة بتغير الموقف الأميركي الداخلي، معزياً التغيير الإيجابي الأخير فيما يخص محادثات السويد إلى الضغط الذي تعانيه المملكة بسبب قضية خاشقجي، والذي بسببه دفعوا الحكومة اليمنية إلى الأمام باتجاه المحادثات مع الحوثيين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً