عدة دول تعلق العمل بلقاح جونسون آند جونسون بسبب شبهات ارتباطه بجلطات دموية (gavi.org)
تابعنا

مع تسجيل عدة حالات وفاة غامضة لأناس تلقوا لقاحات معينة اختارت عدة دول وقف العمل بها للبحث ودراسة أثر هذه اللقاحات على جسم الإنسان وعلاقتها بحالات الوفاة.

من بين هذه اللقاحات اللقاح المثير للجدل أسترازينيكا الذي ارتبط اسمه بجلطات الدم، ليلتحق به قبل أيام لقاح "جونسون آند جونسون" الذي جرى توقيف العمل به في عدة دول لذات السبب، وهو ما يثير الكثير من الإشكاليات لدى الناس.

تعليق "جونسون آند جونسون"

أوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بتعليق استخدام لقاح جونسون آند جونسون، في إطار "الحرص الزائد" في انتظار التأكد من نتائج دراسة احتمال تَسبُّب هذا اللقاح في تجلط للدم. وقالت هذه الهيئة الصحية النافذة في الولايات المتحدة إن ست حالات أحصيت إلى حد الآن لتجلّطات في الدم لدى مرضى تلقوا اللقاح.

وتلقى 6.8 مليون شخص في الولايات المتحدة جرعة من لقاح جونسون آند جونسون إلى حدود الاثنين. كما أعلنت شركة جونسون آند جونسون تأجيل إطلاق اللقاح في أوروبا بعد القرار الأمريكي.

أوصت سلطات الصحة الأمريكية بتجميد استخدام اللقاح من باب "الحرص الزائد" في انتظار التأكد من وجود رابط محتمل بين هذا اللقاح وحالات تجلّط في الدم، وأفادت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية النافذة: "نوصي بالتجميد إلى أن يجري استكمال هذه العملية".

وبالتوازي مع إعلان سلطات الصحة الأمريكية أعلنت شركة جونسون آند جونسون أنها ستؤجل إطلاق لقاحها المضاد لكورونا في أوروبا جرّاء مخاوف صحية.

وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عبر تويتر إنها ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تقيّمان "الأهمية المحتملة" لست حالات جرى تسجيلها لتجلّطات نادرة من نوعها في الدم لدى مرضى تلقوا اللقاح.

وذكرت الإدارة أنه جرى إعطاء أكثر من 6.8 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون في الولايات المتحدة حتى يوم الاثنين الماضي. وكانت وكالة الأدوية الأوروبية أفادت منذ أيام بأنها تنظر في حالات محتملة لتجلطات في الدم لدى أشخاص تلقَّوا لقاح جونسون آند جونسون.

وأفادت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عبر تويتر بأنها ومراكز السيطرة على الأمراض "تراجعان بيانات تتعلق بست حالات سُجلت في الولايات المتحدة لنوع نادر وشديد من التجلطات الدموية لدى أفراد بعد تلقَّيهم اللقاح. حالياً تبدو هذه الأحداث السلبية نادرة للغاية".

وأكدت أنها تدعو لوقف استخدامه للسماح للعاملين في المجال الصحي بالتخطيط "للعلاج الفريد الذي سيحتاج إليه هذا النوع من الجلطات الدموية".

وجاء في التغريدات أن لجنة استشارية تابعة لمراكز السيطرة على الأمراض ستلتئم قريباً "لمراجعة هذه الحالات بشكل إضافي وتقييم أهميتها المحتملة. ستراجع إدارة الغذاء والدواء هذا التحليل بينما تحقق أيضاً بشأن هذه الحالات".

أسترازينيكا: المثير للجدل

لا تزال العلاقة المحتملة بين لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا والجلطات الدموية تثير كثيراً من الجدل الطبي والسياسي، إذ يعدّ لقاح أسترازينيكا من بين أكثر اللقاحات استعمالاً في مواجهة فيروس كورونا، خصوصاً في المملكة المتحدة وأوروبا، وهو ما جعله موضوع أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين لندن والاتحاد الأوروبي، بلغت حدّ التهديد بمنع تصدير اللقاح من دول الاتحاد نحو المملكة المتحدة.

لم يكن بمقدور وكالة الأدوية الأوروبية التي اعتبرت أن نفع اللقاح أكثر من مخاطره على الرغم من الشكوك حوله، سوى تقديم توصيات للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، وهم من يتخذون بأنفسهم قراراتهم الخاصة. لهذا السبب يوجد حالياً خليط من القرارات فيما يتعلق بالتوصيات العمرية للتطعيمات بلقاح أسترازينيكا، كما يظهر من العينة التالية:

بلدان لا تستخدمه: بعد وفاة امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً بسبب تجلُّط الوريد الدماغي بعد أسبوع واحد من تطعيمها بأسترازينيكا توقفت الدنمارك عن التطعيم بذلك اللقاح تماماً في 11 مارس/آذار. وتلتها في هذا النهج النرويج. وحتى الآن لم تستأنف البلدان التطعيمات بهذا اللقاح، وسيستمر حظر استخدامه هناك حتى منتصف أبريل/نيسان.

تطعيم الأشخاص فوق السبعين: أما آيسلندا الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي فقد علقت هي أيضاً التطعيمات بلقاح أسترازينيكا في 11 مارس/آذار، بعد وقت قصير من إعلان الدنمارك حظر التطعيم به. لكنها عادت وأعلنت في 24 مارس/آذار أنها ستستخدمه مرة أخرى لتطعيم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً فأكثر.

فوق 65 عاماً: أعلنت فنلندا أيضاً في 24 مارس/آذار أنها ستستمر في استخدام لقاح أسترازينيكا، لكن فقط للأشخاص بداية من سن الـ65 عاماً. وقد انضمت إليها جارتها السويد. ومن الملاحظ أن دولاً في شمال أوروبا بشكل خاص تضع قيوداً عمرية كبيرة لمستخدمي لقاح أسترازينيكا أو لا تستخدمه على الإطلاق.

فوق 60 عاماً: حتى بعد التوصية الأخيرة لوكالة الأدوية الأوروبية بعدم فرض حد للسن، تلتزم ألمانيا إعطاء لقاح كورونا الذي تنتجه شركة الأدوية البريطانية فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً. وهذا ما تطبقه أيضاً إيطاليا وهولندا، كما أعلنت إسبانيا مساء يوم 7 أبريل/نيسان انضمامها إليهم.

فوق 55 عاماً: وفي المقابل فإنه في فرنسا وبلجيكا يمكن تطعيم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات عما حددته ألمانيا ورفاقها، فالتطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا مسموح به في فرنسا وبلجيكا بداية من سن الـ55 عاماً.

فوق 30 عاماً:فيما أعلنت السلطات الصحية البريطانية بشكل مفاجئ أن لقاح أسترازينيكا الذي طورته جامعة أكسفورد يجب أن يُعطى فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً.

فايزر: أعراض جانبية

خلصت دراسة جديدة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن أكثر من نصف الذين تلقوا لقاح فايزر بشكل كامل شعروا بعرض واحد مشترك هو التعب، وبشكل أقل الصداع وآلام العضلات.

وتوصلت الدراسة إلى أن عرضاً واحداً للقاح أصيب به ما يقرب من نصف الأشخاص الذين حصلوا على الجرعة الثانية من لقاح فايزر.

أما العرض الأكثر شيوعاً فكان الشعور بالألم والاحمرار والحكة في موقع الحقن، فوجدت الدراسة أن ما بين 64% و67% من متلقي فايزر أبلغوا عن ذلك بعد تلقِّيهم الجرعة الأولى والثانية على التوالي.

وبشكل أقل شملت الآثار الجانبية الأخرى التي جرى الإبلاغ عنها بشكل متكرر للقاح فايزر الصداع وآلام العضلات.

وكانت شركة فايزر قالت في وقت سابق إن نحو 13% من المتلقين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً عانوا صداعاً شديداً بعد الجرعة الأولى.

وأشار آخرون إلى أنهم عانوا التهاب الذراعين. وشبَّه البعض الآلام بآلام لقاح الأنفلونزا، ويؤكد الخبراء أن هذه الآثار الجانبية طبيعية وتختفي في غضون ساعات أو أيام قليلة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً