بولسونارو يعود إلى البرازيل بعد هزيمته الانتخابية / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

عاد جايير بولسونارو صباح الخميس إلى البرازيل بعيداً عن الأضواء للمرة الأولى منذ هزيمته في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول في مواجهة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مصمماً على أداء دور سياسي مهم بعدما أمضى ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة.

ويُعرّض الرئيس اليميني المتطرف السابق الذي تطاله عدة تحقيقات نفسه لملاحقات قضائية مع احتمال إعلان عدم أهليته للترشح لمناصب أو حتى سجنه، كما يعقّد المعطيات السياسية أمام الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا.

وصل الرئيس السابق بولسونارو (2019-2022) إلى مطار برازيليا الدولي عند الساعة 7:00 (10:00 ت.غ) عبر رحلة تجارية آتية من أورلاندو بولاية فل وريدا.

وحضر نحو 200 شخص من مناصريه وحملوا أعلام البرازيل وسط انتشار كثيف للشرطة.

لكن بولسونارو خرج من المطار بدون التحدث إليهم. وبثت شبكة "سي إن إن-البرازيل" لقطات لموكب سيارات يغادر المطار.

وقالت إيفا مالغاسو، وهي موظفة في صالون تجميل، لوكالة الصحافة الفرنسية "كنا ننتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة" مضيفة "كان بحاجة إلى الابتعاد للاختلاء بنفسه".

توجه بولسونارو مباشرة إلى مكاتب الحزب الليبرالي الذي ترشح تحت رايته للانتخابات الرئاسية حسب الصور التي بثتها "سي إن إن البرازيل" لموكب السيارات الذي رافقه.

وأظهرت مشاهد التلفزيون لقاء حاراً مع حلفائه السياسيين والمقربين منه.

وأطل بولسونارو من نافذة لتحية مناصريه الذين ارتدوا الأصفر والأخضر حسب ألوان العلم الوطني قبل أن يخرج سريعاً من المبنى لتحيتهم.

حشدت الشرطة العسكرية عدداً كبيراً من العناصر خشية حصول اضطرابات، بعد أن نشر الحزب الليبرالي الكثير من الدعاية على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن عودة الرئيس السابق.

وكان بولسونارو قد غادر البرازيل في 30 ديسمبر/كانون الأول حتى قبل انتهاء ولايته وقاطع مراسم تنصيب لولا في الأول من يناير/كانون الثاني.

وقال في مقابلة مع شبكة سي إن إن-البرازيل في مطار أورلاندو قبل أن يستقل الطائرة "سأشارك في (الحياة السياسية) لحزبي عبر تقديم خبرتي".

وأعلن بولسونارو (68 عاماً) الذي غادر البلاد بعد هزيمة بفارق أقل من مليوني صوت لاذ بعدها بالصمت، الأسبوع الماضي عزمه على العودة قائلاً "سأستأنف حياتي الطبيعية، وسأعمل للحزب الليبرالي وسأزور جميع أنحاء البرازيل وسأشارك في الحياة السياسية".

وتحسباً لعودته، استعدت الشرطة العسكرية في برازيليا لكي تغلق سريعاً الوصول إلى ساحة السلطات الثلاث في قلب العاصمة، وكذلك في المطار في حال حصول اضطرابات.

وكان أنصار بولسونارو قد دعوا على شبكات التواصل الاجتماعي إلى استقباله بأعداد كبيرة. ودعا النائب عن الحزب الليبرالي غوستافو غاير إلى "دعم قوي" من أجل "فتح الطريق أمام عودة بولسونارو إلى الرئاسة".

فترة صعبة للولا

على الصعيد السياسي، "سيكون على لولا الآن أن يحكم مع معارضة منظمة، وذلك يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً" كما قال جايرو نيكولاو الخبير السياسي في مؤسسة جيتوليو فارغاس لوكالة الصحافة الفرنسية.

لكن البرازيليين كانوا منقسمين حيال عودة الرئيس السابق.

الحزب الليبرالي أكد أن بولسونارو، وبصفته الآن رئيساً فخرياً للحزب، سيتلقى مبلغاً شهرياً بقيمة سبعة آلاف يورو.

وتأتي عودة بولسونارو إلى البرازيل فيما يواجه الرئيس لولا مرحلة صعبة بعد أقل من ثلاثة أشهر على توليه مهامه.

وبعدما أصيب بالتهاب رئوي، اضطر هذا الأسبوع إلى إرجاء زيارة دولة إلى الصين كان يراهن عليها مستشاروه لتحسين صورته بعد سلسلة تصريحات أثارت جدلاً.

بعد توقفه في مقر الحزب، سيتوجه بولسونارو إلى مقره المقبل في مجمع سكني يحظى بحماية مكثفة في حي جارديم بوتانيكو في برازيليا، مع زوجته ميشيل.

وتسلمت زوجته البالغة من العمر 41 عاماً للتو رئاسة فرع النساء في الحزب الليبرالي ويمكن أن تترشح للرئاسة في 2026.

متاعب قضائية

يعود بولسونارو في أوج جدل حول مجوهرات بقيمة 3,2 مليون دولار تلقاها من السعودية وقد يكون حاول إدخالها بشكل غير شرعي إلى البرازيل. واستدعته الشرطة للإدلاء بإفادته في 5 أبريل/نيسان.

لكنه يواجه أيضاً متاعب في عدة قضايا أخرى وقد خسر حصانته.

فهو يخضغ لخمسة تحقيقات أمام المحكمة العليا في قضايا يمكن أن تؤدي إلى عقوبات سجن.

وآخرها يتعلق بدوره في أعمال الشغب التي وقعت في 8 يناير/كانون الثاني ضد مواقع السلطة في برازيليا التي تعرضت للتخريب من قبل آلاف من أنصاره.

والقضايا الأربع الأخرى تتعلق بجنح مفترضة حصلت خلال ولايته: تضليل حول نظام اقتراع إلكتروني أو بشأن كوفيد.

ويطاله أيضاً 16 تحقيقاً على الأقل أمام المحكمة الانتخابية العليا.

ويمكن أن يحكم عليه بعدم الأهلية للمشاركة في انتخابات لمدة ثماني سنوات، ما قد يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2026.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً