الساحة الليبية تشهد تصعيداً عسكرياً بعد إعلان خليفة حفتر تحرك قواته صوب طرابلس (Getty Images)
تابعنا

ما المهم: تتضارب الأنباء حتى الآن، حول نتائج العملية العسكرية التي أطلقها اللواء خليفة حفتر، الخميس، بهدف السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، فبينما أعلنت قوات حفتر بسط سيطرتها الكاملة على مطار طرابلس الدولي مرتين خلال 24 ساعة، أكّدت حكومة الوفاق أن القوات الحكومية تمكّنت من استعادة المطار بعد عدة ساعات فقط.

ولاقت تحركات حفتر العسكرية تنديداً دولياً واسعاً، لا سيما وأنها تأتي بالتزامن مع تحضيرات لمؤتمر جامع للحوار الوطني ترعاه الأمم المتحدة، ومن المقرر أن ينعقد في الفترة بين 14 و16 أبريل/نيسان الجاري بمدينة غدامس الحدودية.

من جهته قال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، السبت، إن الأمم المتحدة عازمة على عقد المؤتمر الوطني في موعده إلا إذا طرأت "ظروف قاهرة".

وحذّر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى، خليفة حفتر من مواصلة هجومه على طرابلس وتهديد الحكومة المعترف بها دولياً، وهدّدوا بتحرك دولي إن لم يتراجع الجنرال الليبي.

المشهد: قال الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري، السبت، إن "مطار طرابلس وطريقه تحت السيطرة تماماً"، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في بنغازي، إن قوات حفتر "لم تستخدم قوتها الجوية بعد بأي شكل".

ويعد إعلان قوات حفتر بسط سيطرتها على مطار طرابلس، الثاني من نوعه خلال 24 ساعة.

وردّت حكومة الوفاق الوطني على الإعلان الأول بأن القوات الحكومية استعادت كامل السيطرة على المطار وطريقه.

وقال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، إن "المعارك ستستمر حتى القضاء على مصدر هذه القوات التي خرجت لمهاجمة العاصمة".

وأضاف أن "حكومة الوفاق كانت تجنح إلى السلم، وتركز على التحضير للملتقى الجامع، ولم يكُن لديها أي استعداد عسكري، إلا إنهم باتوا بعد مباغتة حفتر وتحرُّكه الأخير، مستعدين لصدّ أي هجوم وردّ القوات من حيث جاءت".

واعتبر رئيس حكومة الوفاق فايز السراج هجوم حفتر بمثابة "انقلاب على الاتفاق السياسي"، مضيفاً "حفتر يقود ليبيا إلى مصير مجهول ويقوّض جهود حلّ الأزمة ويدفع إلى سفك الدماء".

وطالب السراج المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم للحيلولة دون "عسكرة الدولة" في ليبيا.

على الصعيد الميداني قال الصحفي الليبي معاذ الشيخ، إن "الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط طرابلس"، لافتاً إلى أن "قوة حماية طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق أصدرت بياناً قالت فيه إن قوات الداخلية بقيادة اللواء أسامة الجويلي استطاعت بسط سيطرتها على مناطق ورشفانة ودحر قوات حفتر".

وأضاف الشيخ في حديث لـTRT عربي، أن "التصعيد العسكري سيد الموقف حاليّاً، لا سيما مع تواتر أنباء حول وصول قوات من مدينة مصراتة إلى منطقة تاجوراء، إحدى ضواحي طرابلس الشرقية".

ردود الفعل: ندّد معظم الأطراف الدولية بتحركات حفتر العسكرية التي انطلقت بالتزامن مع زيارة أجراها الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للعاصمة طرابلس.

من جانبه كتب غوتيريش في ختام زيارته التي التقى خلالها كلّاً من حفتر والسراج "أغادر ليبيا وقلبي مثقلٌ بالهموم وأشعر بقلق عميق"، وأضاف على تويتر "ما زال لديّ أمل في إمكانية تجنُّب مواجهة دامية في طرابلس والمناطق المحيطة بها".

وأدانت مصر وروسيا هجوم حفتر، وأكّد وزيرا خارجية البلدين أن الأزمة الليبية لن تُحَلّ عبر المسار العسكري.

إلا أن التحذير الأبرز جاء من الدول السبع الكبرى، إذ اجتمع وزراء خارجيتها يوم السبت في باريس، وهددوا باحتمالية "تحرُّك دولي" إن لم يتراجع حفتر.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه ونظراءه اتفقوا على ضرورة الضغط على المسؤولين عن تصاعد القتال في ليبيا، بخاصة حفتر، أكّد وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي أن حفتر عليه الإنصات لتحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس، وإلا "فسنرى ما يمكن عمله".

وفي ما يتعلق بالمؤتمر الوطني الجامع الذي من المفترض أن تبدأ أعماله في 14 أبريل/نيسان الجاري، قال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة،إنه يبذل جهوداً مضنية لمنع خروج الأزمة الجديدة عن السيطرة، وأضاف "عملنا لمدة عام لهذا المؤتمر الوطني، ولن نتخلى عن هذا العمل السياسي بسرعة".

وتابع "نعلم أن عقد المؤتمر في هذا الوقت الصعب من تصعيد واقتتال أمر صعب، ولكننا عازمون على عقده في وقته، إلا إذا أرغمتنا الظروف على عدم عقده".

الدوافع والخلفيات: تشهد ليبيا صراعاً طويلاً منذ مقتل معمر القذافي عام 2011. وأخذ الصراع في الأعوام الأخيرة طابعاً جغرافياً بين المناطق الشرقية التي تسيطر عليها قوات خليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، والمناطق الغربية الخاضعة لسلطة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والقوات الموالية لها.

ومن أبرز القوات الموالية لحكومة الوفاق كتائب مصراتة وكتائب طرابلس وكتائب الزنتان والحرس الرئاسي والإدارة العامة للأمن المركزي، وتعد كتائب مصراتة أكبر قوة عسكرية منظمة من بين القوات المذكورة.

فيما يتزعم خليفة حفتر قوات تطلق على نفسها "الجيش الوطني" وتسيطر على عدة مناطق شرقي البلاد، كما تحظى بدعم عسكري من مصر والسعودية والإمارات، كما يوّفر لها مجلس النواب المنعقد في طبرق غطاءً سياسياً في الداخل.

TRT عربي
الأكثر تداولاً