حدة الاشتباكات لم تهدأ على مدى اليومين الماضيين في بيروت  (Reuters)
تابعنا

لم تهدأ حدة الاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في بيروت طوال الليلة الماضية، وسط محاولات عناصر تابعة لحزب الله وحركة أمل تفريق الاعتصامات من خلال الاعتداء على المعتصمين وإحراق خيامهم.

وأبعدت عناصر من قوى الأمن الداخلي المتظاهرين في شارع المعرض المؤدي إلى مقر مجلس النواب، فيما رشق متظاهرون القوى الأمنية بالحجارة، وأطلقت الأخيرة الرصاص المطاطي وقنابل غاز مسيلة للدموع.

جرحى من المتظاهرين وتحذيرات من المندسِّين

ووسط هذه الاشتباكات أصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، حسب وكالة الأناضول.

من جانبها قالت قوى الأمن، عبر صفحتها في تويتر، إنها استمرت بضبط النفس لمدة ساعة ونصف وهي تتعرض للاعتداء بالحجارة والمفرقعات النارية من المندسين، مما أدى إلى سقوط جرحى في صفوفها، فأعطت الأوامر لعناصر مكافحة الشغب باستعمال القنابل المسيلة للدموع لإبعاد المعتدين، ودعت المتظاهرين السلميين إلى الابتعاد عن مكان المواجهات لسلامتهم.

تفاقم الأوضاع دفع وزيرة الداخلية ريا الحسن، في تصريح إعلامي، إلى دعوة المتظاهرين السلميين إلى ترك ساحات الاحتجاج فوراً، محذِّرة من مخطَّط ينفِّذه مندسُّون بين المتظاهرين.

وأضافت الوزيرة أن السلطات لم تحدِّد بعدُ بدقةٍ المنطقة التي يأتي منها المندسون، ولا يمكن أن تتحرك قبل اكتمال التحقيقات.

حزب الله وحركة أمل يشعلان الخيام

في السياق ذاته أشعل أنصار لحزب الله وحركة أمل يقدر عددهم بنحو 500 شخص تقريباً، الأحد، النار في خيام المعتصمين، وسط بيروت، فيما انتشر الجيش اللبناني للفصل بين الجانبين.

يأتي ذلك فيما اتهمت قوات الأمن بعض "المشاغبين" بالاعتداء على المحالّ التجارية في شوارع وسط العاصمة، معلنة عن ملاحقتها لهم، وفق بيان على تويتر.

الحريري مرشَّح من جديد

أفاد النائب عن كتلة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأحد، بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، هو الأقرب حتى الآن لتشكيل الحكومة المقبلة.

وقال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصر الله، إن "الأجواء تدلّ على أن اسم الحريري هو الأكثر تقدُّماً والأبرز، وهو حتى الآن الاسم الوحيد المطروح، وخلال الساعات القادمة ستجتمع الكتل النيابية وسيكون لها قرار في هذا الخصوص"، حسب وكالة الأناضول.

وأضاف أن "الحريري حتى الآن هو الاسم الألمع في الاستشارات".

ويشترك حزب الله وحركة أمل في حكومة سعد الحريري، التي أُجبرت على الاستقالة في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت ضغط احتجاجات مستمرة منذ السابع عشر من ذلك الشهر.

وعاد اسم الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال، إلى واجهة الاستشارات بعد أن اعتذر في وقت سابق عن عدم الترشُّح لتشكيل الحكومة، في ظل إصراراه على تأليف حكومة تكنوقراط، تلبية لمطلب المحتجين.

ويصرّ المحتجون على حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، في حين ترغب أطراف أخرى، بينها رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل، بتشكيل حكومة هجين من سياسيين واختصاصيين.

كما يطالب المحتجون بانتخابات نيابية مبكِّرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.

سعد الحريري هو الأقرب حتى الآن إلى تشكيل الحكومة المقبلة (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً