إغلاق العديد من الأماكن خوفاً من تفشّي فيروس كورونا الجديد  (AFP)
تابعنا
تتزايد المخاوف من تحول السلالة الجديدة لفيروس كورونا إلى وباء عالمي، بسبب انتشاره السريع وجهل العلماء بطبيعته ومسبباته وطرق مقاومته حتى الآن من جهة، وتكتُّم الحكومة الصينية على بعض المعلومات من جهة أخرى.

وسط هذا الغموض الذي يؤجج الخوف، ما الذي يجب أن نعرفه عن الفيروس الجديد القاتل؟

أين ومتى ظهر؟

ظهر فيروس كورونا الجديد لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2019، في سوق للمأكولات البحرية بمدينة ووهان (وسط الصين) ويبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة.

في البداية انتشر المرض بشكل غامض بلا تصريحات واضحة من الحكومة الصينية، ثم خرج الرئيس الصيني شي جينبينغ عن صمته وطالب بـ"الاحتواء الحازم لانتشار الوباء" موضحاً أن بلاده تواجه "وضعاً خطيراً"، حسب التلفزيون الرسمي الصيني.

وانتقدت حينها منظمة الصحة العالمية تأخُّر السلطات الصينية في الإعلان عن المرض، على الرغم من تسرّبه خارج الصين، مطالبة السلطات بالشفافية حتى يمكن احتواء الفيروس بأسرع وقت ممكن.

المعلومات التي توصل إليها العلماء حتى الآن

فيروس كورونا الجديد هو سلالة من فصيلة فيروسات كورونا التي تشمل عدداً كبيراً من الفيروسات، وتؤدي إلى أمراض بعضها غير خطير مثل الزكام، والبعض الآخر شديد الخطورة مثل سارس (المتلازمة التنفسية الحادة) الذي انتشر في الصين وهونغ كونغ عامَي 2002 و2003 وتسبب في وفاة نحو 650 شخصاً حينها.

لذا تتشابه عوارض فيروس كورونا الجديد مع الأمراض السابقة، لكن يصاحبها ارتفاع شديد في درجة الحرارة وسعال جاف ومشاكل في التنفس تؤدي في بعض الحالات إلى التهاب رئوي حاد يقود إلى الوفاة بخاصةً لدى كبار السن أو من يعانون أمراضاً مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، ما يجعل مناعتهم أضعف في مواجهة الفيروس.

لا يوجد علاج أو لقاج مضاد للفيروس حتى الآن، ولا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية نظراً إلى طبيعته الفيروسية.

ترجّح الأبحاث الأولية أن الفيروس انتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوانات، لكن لم يحدد العلماء بدقة أي حيوان نقله وكيف، وإن كانوا يعتقدون أنه ظهر لأول مرة بسبب التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية، ربما عن طريق الثعابين أو الفئران أو الخفافيش، لكن لم يُجزَم بمصدره والكيفية التي طوّر بها نفسه بعد انتقاله إلى البشر.

وبعد بحث الأمر، امتنعت منظمة الصحة العالمية عن إعلان حالة طواريء صحية دولية في الوقت الحالي، إلا أن المدير العام للمنظمة تيدروس غيبريسوس أشار إلى أن عدم إعلان المرض كحالة طواريء عالمية "لا ينبغي اعتباره علامة على أن منظمة الصحة العالمية لا تعتقد بأن الوضع خطير، أو لا تأخذه على محمل الجد، فذلك بعيد تماماً عن الحقيقة" على حد قوله في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المنظمة يوم 23 يناير/كانون الثاني 2020.

عدد الإصابات والدول التي انتقل إليها حتى الآن

بلغت حصيلة الوفيات جراء الفيروس 56 شخصاً والإصابات المؤكدة 1975 شخصاً، حسب اللجنة الوطنية للصحة في الصين، يوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني 2020.

وانتقل المرض إلى دول آسيوية أخرى هي (تايلاند واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وسنغافورة وماليزيا ونيبال) بالإضافة إلى انتقاله إلى خارج الصين، فظهرت حالات محدودة جداً في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وأستراليا.

ولم تظهر حالات مؤكدة في الدول العربية حتى الآن.

واتخذت دول عدة إجراءات لفحص المسافرين القادمين من الصين عبر المطارات بواسطة كاميرات حرارية من بينها الإمارات والكويت ومصر وتركيا وقطر.

ما الإجراءات التي تتبعها الصين لاحتوائه؟

أعلنت الصين حالة الطواريء في البلاد، فقد عزلت أكثر من عشر مدن واقعة في محيط انتشار الفيروس.

كما أغلقت سوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة. بالإضافة إلى إلغاء عدد من الاحتفالات الرسمية التي قد تؤدي إلى تجمعات بشرية كبيرة، وإغلاق عدد من المحلات والمجمعات التجارية.

وأغلقت مدينة ديزني لاند في شنغهاي أبوابها، كما أُغلقت المدينة المحرمة في القصر الإمبراطوري القديم.

وتخطط ووهان لبناء مستشفى مؤقت جديد يضم نحو ألف سرير لمعالجة العدد المتزايد من المرضى، إضافة إلى المستشفى الذي أوشك بناؤه على الانتهاء في المدينة نفسها وهي بؤرة ظهور المرض.

وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى استعادة رعاياها المقيمين في الصين تدريجياً حتى انحسار الوباء وعودة الأمور إلى طبيعتها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً