انتقادات كثيرة موجهة إلى ترمب بعد إعلانه تعليق الدعم المادي الذي تقدّمه واشنطن لمنظمة الصحة العالمية (Reuters)
تابعنا

طالت انتقادات واسعة على المستوى الدولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد إعلانه الثلاثاء تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، واتهامها بتقديم معلومات خاطئة بشأن الفيروس وتأخرها في التحذير من خطورته وتعزيز "التضليل الإعلامي"، مما أدى إلى تفشيه على نطاق أوسع، في الوقت الذي بدأت فيه دول عدة تخفيف القيود التي فرضتها لاحتواء الوباء، الذي أسفر حتى الآن عن وفاة أكثر من 125 ألف شخص وإصابة مليونين على الأقلّ في جميع أنحاء العالم.

ماذا يعني وقف التمويل؟

وقف التمويل الأمريكي عن المنظمة يعني توقف ما بين 400 و500 مليون دولار عن الوصول إلى هذا الجهاز الدولي الحساس في ظرف لا يمكن أن يكون أسوأ باعتبار الحاجة إلى كل الدعم والتكاتف الدولي لمواجهة تفشي الفيروس.

ويرى الكاتب حسن شقير في حوار مع TRT عربي، أنه كان يمكن لترمب أن يوقف التمويل عن منظمة الصحة العالمية بعد مرور الجائحة، لا بقطع التمويل عنها في هذا الوقت الحرج، لافتاً إلى أن "قراره الآن ما هو إلا محاولة للبحث عن شماعة يعلق عليها أخطاء التصدي لهذا الجائحة" العالمية.

ويشير شقير إلى أن ترمب يسجل نقاطاً انتخابية على حساب منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أن إدارته كانت متماهية مع قرارات المنظمة.

وعن مستقبل المنظمة يؤكد شقير أنها ستتضرر كثيراً من قطع التمويل الأمريكي مما سيؤثر في دول عديدة أخرى لا تملك الإمكانيات.

وقال منتقدو ترمب في وقت سابق، إنه عمد في بداية الأزمة لعدة أسابيع إلى الإشادة بالطريقة التي انتهجتها الحكومة الصينية في التصدي لفيروس كورونا، بل وتقليل الخطر الذي يمثله الوباء على بلاده، على الرغم من تلقّيه تقارير استخباراتية في شهر ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضي تحذّر من احتمالية إصابة الولايات المتحدة بفيروس قاتل، سيمتدّ إلى وقت طويل.

انتقاد حادّ

أول التعليقات على القرار الأميركي جاء من مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على حسابه على تويتر بعد إعلان ترمب قراره، قائلاً: "لا وقت نضيعه، والشاغل الوحيد مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حدّ لتفشي فيروس كورونا المستجد"، دون ذكر قرار الرئيس الأمريكي.

فيما علّق الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بنبرة حادّة منتقداً التوقيت الذي اختاره الرئيس الأمريكي لتعليق التمويل قائلاً: "هذا ليس وقت خفض موارد" مثل هذه المنظمة الأممية المنخرطة في الحرب ضدّ وباء كورونا.

وقال غوتيريش: "أنا مقتنع بأنه يجب دعم منظمة الصحة العالمية، لأن أهمّيتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب على كوفيد-19".

أما وزير الخارجية الإيراني فاعتبر أن ما وصفه بـ"تنمر النظام الأمريكي" يقتل الناس، واصفًا قرار واشنطن إعادة النظر في تمويل الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية وسط تفشي الوباء بـ"المخزي".

فيما وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي ناسي بيلوسي، قرار ترمب بـ"التصرف الأحمق"، وقالت في بيان: "وقف الرئيس تمويل منظمة الصحة العالمية فيما تقود الحرب العالمية على وباء فيروس كورونا تصرُّف أحمق"، معتبرة أن القرار خطير وغير قانوني، سيُرَدّ عليه في أقرب وقت.

في حين كتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس، في تغريدة على تويتر: "علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19"، معتبراً أن أحد أفضل الاستثمارات هو "تعزيز الأمم المتحدة خصوصاً منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات".

هذا وانتقدت وزارة الخارجية الروسية أيضاً قرار الرئيس الأمريكي، على لسان الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في تصريح لوكالة تاس الروسية، مضيفةً أن السياسيين الأمريكيين يبحثون دائماً عن مذنب، موضحة أن "المهمّ للولايات المتحدة الأمريكية هو العثور على مذنبين بأدلّة وهمية لإثبات براءتهم".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً