التحرك الذي كان حقوقياً وتركياً بالأساس، دخل مرحلة جديدة بعد أن أوقفت فرنسا، صباح الثلاثاء، خالد العتيبي  (Ozan Kose/AFP)
تابعنا

بفضل تحرك واسع، لا تزال أصداؤه مستمرة، لا تزال جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، التي هزّت الرأي العام العالمي حاضرة في الأجندة الدولية، الأمر الذي عرقل إغلاق الملف بأحكام قضائية سعودية نهائية في 2020 كانت محل انتقاد.

غير أن التحرك الذي كان حقوقياً وتركياً بالأساس، دخل مرحلة جديدة بعد أن أوقفت فرنسا، صباح الثلاثاء خالد العتيبي الذي يشتبه بأنه كان ضمن الفريق المتورط بقتل خاشقجي في مطار شارل ديغول في باريس، بينما كان يستعدّ للصعود إلى طائرة متوجّهة إلى الرياض.

من جهتها، سارعت السعودية إلى القول إن "الموقوف لا علاقة له بالقضية"، مؤكدة أن "القضاء السعودي قد اتّخذ أحكاماً حيال كل من ثبتت مشاركته في قضية خاشقجي، وهم حالياً يقضون عقوباتهم المقررة".

ثلاثة أيام بعد لقاء جدة؟

أتى توقيف العتيبي بعد ثلاثة أيام من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جدة.

كان هذا الخبر مفاجئاً للكثيرين حتى داخل فرنسا، إذ إن تصريح ماكرون بخصوص قضايا حقوق الإنسان خلال الزيارة، كان دبلوماسياً وجاء كالتالي: "تحدثنا عن كل شيء دون أي محرمات. ومن المؤكد أننا تمكنا من إثارة ملف حقوق الإنسان، وكان ذلك تبادلاً مباشراً".

ماكرون أكد ساعتها أن "الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستسمح لنا بمعرفة ما إذا كنا نتقدم في هذا الملف".

الدوائر الدبلوماسية الفرنسية وبعض من صحافة باريس كانت تبرّر زيارة ماكرون رغم التحذيرات من ملفها الحقوقي، ما دفع ماكرون نفسه إلى الخروج بتبرير لاجتماعه مع ابن سلمان، وهو أول لقاء لمسؤول غربي منذ هذه القضية، قائلاً إن "الحوار مع السعودية ضرورة لثقلها الديموغرافي والاقتصادي والتاريخي والديني".

هل يُسلَّم العتيبي إلى تركيا؟

يشتبه في أن العتيبي كان ضمن فريق ضمّ 10 سعوديين أُرسلوا إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لإعدام خاشقجي وفقاً لوثائق للحكومتين البريطانية والأمريكية، واسمه مدرج ضمن قوائم الشرطة الدولية (الإنتربول) بطلب من تركيا بين 20 اسماً آخر يحاكمون غيابياً في أنقرة.

وتنتظر العتيبي مجموعة من الخطوات القضائية في فرنسا، فيما يظل مستقبل قضيته غير واضح المعالم حتى الآن، خصوصاً مع رواج حديث عن إمكانية حدوث تشابه في الهويات، وخلط في الأسماء.

غير أن وسائل إعلام فرنسية قالت إن توقيفه لم يكن على أساس الاسم فقط، بل إن جواز سفره الرقمي (البيومتري) أعطى إشارة صوتية لدى عبوره مرحلة كشف الجوازات، متسائلة لماذا لم يرنّ جوازه عند دخوله فرنسا أول مرة؟

وقال مصدر في الشرطة الفرنسية الأربعاء إن "القبض على العتيبي تم بعد أن أطلق جواز سفره إنذاراً عند فحصه بالماسح الضوئي"، وذلك بعد أن قالت السعودية: "يوجد خطأ في تحديد الهوية"، حسب وكالة رويترز

حتى الآن، وُضع العتيبي في الحبس الاحتياطي تنفيذاً لمذكرة توقيف دولية أصدرتها تركيا بحقّه، وبعد التحقق من هويته، سيمثل الأربعاء أمام النيابة العامة في محكمة الاستئناف في باريس حيث سيبلّغ بمذكرة التوقيف.

ويمكن للعتيبي أن يرفض تسليمه إلى تركيا. وفي هذه الحالة، قد يطلب القضاء الفرنسي أن يبقى في فرنسا حرّاً تحت رقابة قضائية أو قيد التسليم إلى أن تطلب تركيا تسلّمه. وفي الأسابيع التي تلي ذلك، على محكمة الاستئناف أن تفصل في طلب التسليم، حسب صحيفة لوموند.

وأضاف مصدر في الشرطة الفرنسية أن أمام السلطات 48 ساعة من لحظة توقيفه في المطار، أي لما قبيل الساعة العاشرة من صباح غد الخميس (09:00 بتوقيت غرينتش)، للتحقق من هويته ثم الإفراج عنه أو إحضاره أمام ممثل ادعاء لإبلاغه بأمر مذكرة الاعتقال واتخاذ خطوات لاحتجازه لفترة أطول.

من ناحية أخرى، فإن أمام تركيا 40 يوماً من وقت الاعتقال لإبلاغ فرنسا عبر القنوات الدبلوماسية بطلب تسليم رسمي، حسبما ذكر مصدر قضائي، وإن لم تتقدم تركيا بطلب ستطلق فرنسا سراح المشتبه به، حسب وكالة رويترز.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً