السفارة الأمريكية في الرياض أعلنت  أنه تم السماح للموظفين غير الطيارين بالمغادرة من المملكة العربية السعودية (نيويورك تايمز الأمريكية)
تابعنا

تتزايد المخاوف بشأن أمن الدبلوماسيين الأمريكيين بعد تفشي فيروس كورونا داخل مجمع السفارة الأمريكية المترامي الأطراف في الرياض، بالمملكة العربية السعودية، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأصيب العشرات من موظفي السفارة بالفيروس الشهر الماضي، وتم عزل أكثر من 20 آخرين، بعد أن أصبح شواء عيد الميلاد ناقلاً محتملاً لانتشار للفيروس، في حين توفي سائق سوداني لكبار الدبلوماسيين.

وشددت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الأربعاء، على أنه لا توجد لديها أولوية أعلى من ضمان سلامة موظفي الحكومة الأمريكية والمواطنين الأمريكيين. وبينت أن المغادرة الطوعية مناسبة بالنظر إلى الظروف الحالية المرتبطة بالوباء، مشيرة إلى أنه أثر على موظفي البعثة والمواطنين الأمريكيين في المملكة.

وقالت الصحيفة إن استجابة الحكومة السعودية كانت غير كافية، حتى إن البعض في السفارة اتخذوا خطوة استثنائية في نقل المعلومات إلى الكونغرس خارج القنوات الرسمية، قائلين إنهم لا يعتقدون أن قيادة وزارة الخارجية أو السفير الأمريكي في المملكة، جون أبي زيد، يأخذون الموقف على محمل الجد بما فيه الكفاية، وأنه يجب إجلاء معظم موظفي السفارة الأمريكية وعائلاتهم، وهي الخطوة التي اتخذتها وزارة الخارجية الأمريكية قبل شهور في بعثات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط وآسيا وروسيا.

ويرى بعض كبار المسؤولين في السفارة ذلك على أنه نصف إجراء. وقال أشخاص مطلعون على الوضع إنهم دفعوا لإجلاء معظم الموظفين الأمريكيين البالغ عددهم 400 إلى 500 موظف في سفارة الرياض وقنصليتين.

من جانبه، قال عضو سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وضابط سري خدم في العديد من دول الشرق الأوسط يدعى دوغلاس لندن، إن العائلة المالكة السعودية لن ترحب بأي تحرك من جانب الحكومة الأمريكية لخفض عدد الدبلوماسيين وضباط المخابرات في المملكة وسط الوباء، بحسب الصحيفة.

وما يزال وزير الخارجية مايك بومبيو والبيت الأبيض أكثر تركيزاً على عواقب علاقتهم بالحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا على المخاطر التي قد يتعرض لها الأمريكيون، سواء كانوا من القطاع الخاص أو المسؤولين على حد سواء، في الوقت الذي تدرس فيه وزارة الخارجية سلامة الموظفين الأمريكيين في خضم تفشي المرض في المملكة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن السفارة في الرياض تعد واحدة من أهم المواقع الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، وموطن واحدة من كبرى محطات الـ CIA في المنطقة، مشيرة إلى أن المئات من الدبلوماسيين الأمريكيين وضباط المخابرات وعائلاتهم يعيشون في مجمع السفارة والمجمعات السكنية المجاورة.

وأفادت بأن القلق المتزايد في السفارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة جاء في الوقت الذي تكافح فيه السعودية وجيرانها زيادة حالات الإصابة بالفيروس التاجي، حيث يثير مسؤولو السفارة شكوكاً جدية بشأن استعداد المملكة للتعامل مع الوباء.

وأشار التحليل الذي تم تداوله في واشنطن وكتبه موظفو السفارة وراجعته "نيويورك تايمز"، إلى احتمال ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال شهر يوليو/تموز، وأنه من المحتمل أن يكون هناك نقص في أسرّة المستشفيات، موضحة أن الوحدة الطبية الخاصة بالسفارة اكتظت بالفعل بارتفاع حالات الإصابة بالفيروس التاجي بين موظفي البعثة وعائلاتهم.

وجاء في الرسالة أنه في منتصف يونيو/حزيران تقريباً وافقت لجنة إجراءات الطوارئ في السفارة، المؤلفة من كبار المسؤولين، على مغادرة "الأفراد المعرضين لخطورة عالية"، لكن وزارة الخارجية رفضت الطلب ونصحت السفارة "ببذل كل ما في وسعها حتى يتم حل مشكلة كوفيد-19".

يعتقد البعض في السفارة الأمريكية أن جون أبي زيد ، السفير الأمريكي في المملكة العربية السعودية ، لم يأخذ الموقف بجدية كافية (نيويورك تايمز الأمريكية)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً