أضرم الشاب النار في جسده قبل أن يتدخل أعوان أمنٍ ومواطنون لإطفائه (Sofiene Hamdaoui/AFP)
تابعنا

أقدم شاب تونسي يبلغ من العمر 35 عاماً السبت على إضرام النار في جسده بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة تونس قرب مقر وزارة الداخلية وعلى بعد أمتار من دوريات أمنية تحيط بالمكان.

وحسب شهود عيان تحدثوا إلى وكالة الأناضول فقد أضرم الشاب النار في جسده، قبل أن يتدخل أعوان أمنٍ ومواطنون لإطفائه ثم نُقِل بسرعة إلى مستشفى الحروق البليغة بمحافظة "بن عروس" جنوب العاصمة تونس.

من جهته قال مصدر بمستشفى "بن عروس" المختص بحوادث الشغل والحروق البليغة لوكالة الأناضول متحفظاً على ذكر اسمه إنّ "المصاب تعرّض لحروق من الدرجة الثالثة وحالته خطيرة وسيولّى العناية الطبية المناسبة".

وحسب مقاطع فيديو وصور نشرها ناشطون على فيسبوك أثار الرجل حالة من الهلع والفوضى بإشعال النار في جسده ثم السقوط والوقوف مجدداً، رافقتها محاولات رجال أمن لإطفائه بمساعدة مارة، من دون أن تكشف وزارة الداخلية أو الصحة على الفور عن هويته أو أسباب إقدامه على ما فعله.

وأوضح المتحدث باسم الحماية المدنية معز تريعة أنّ الضحية يعاني "حروقاً في كل أنحاء جسده"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن حاله الصحية أو دوافعه.

وذكر شاهد عيّان تحدّث لوكالة الصحافة الفرنسية رافضاً كشف هويته أنّ الرجل وصل إلى جادة الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس مصحوباً بآخر أصغر سناً.

وأضاف أنّهما حاولا جذب انتباه صحفيين كانوا في المكان لتغطية وقفة احتجاجية، قبل أن يصبّ الرجل مادة مشتعلة على جسده ثم يضرم النار بولاعة.

وحاول مارة سحب الولاعة من يده ولكنّه شرع في الركض بين أرصفة المقاهي المزدحمة. وسعى أشخاص لإطفاء النار بالوسائل المتاحة قبل تدخّل الحماية المدنية.

ونصبت الشرطة عوائق حديدة في المكان وظهر واضحاً خلفها حذاء الرجل مُتفحَماً على الأرض بعد دقائق من الواقعة.

والسبت الماضي توفي الشاب ناجي الحفيان، وهو من جرحى الثورة في تونس، حرقاً بالنار في ضاحية شعبية لتونس العاصمة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن أسرته. وكان الحفيان عاطلاً من العمل ولديه الحق نظرياً في تعويض مالي وامتيازات أخرى كونه من بين "جرحى" الثورة.

وأعادت الحادثة إلى الأذهان صورة حرق محمد البوعزيزي نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، ما كان سبباً لاحقاً في إشعال شرارة الثورة التونسية التي عمّت أرجاء البلاد وأنهت حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد نحو 23 سنة من تبؤه سدة الحكم، وتلتها انتفاضات الربيع العربي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً