أخبر مسؤولون الرئيس بايدن وصنّاع القرار الآخرين أن أفضل ما يُمكن أن يتوقعوه هو أن "بقايا القوات الأوكرانية المهزومة ستشن تمرداً أو حرب عصابات ضد المحتلين الروس" (Reuters)
تابعنا

مرّ نحو 9 أشهر منذ شنّت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، حين تيقّن الجميع وعلى رأسهم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، بـ"اجتياح" روسي سريع للأراضي الأوكرانية.

وفي تصريحات حديثة لموقع ذي إنترسبت "The Intercept" الأمريكي، اعتبر مسؤول استخباراتي أمريكي سابق أن المخابرات الأمريكية أخطأت حين توقّعت اكتساح روسيا لأوكرانيا في أسبوعين على الأكثر.

وكانت وكالة المخابرات المركزية (CIA) متشائمة للغاية حين أبلغت البيت الأبيض في فبراير/شباط الماضي بأن الجيش الأوكراني لن يستطيع الصمود أمام أي هجوم عسكري روسي محتمل، لدرجة أن مسؤولين أخبروا الرئيس جو بايدن وصناع القرار الآخرين أن أفضل ما يمكن أن يتوقعوه هو أن "بقايا القوات الأوكرانية المهزومة ستشنّ تمرداً أو حرب عصابات ضد المحتلين الروس".

ولفت مسؤولون أمريكيون إلى كون هذه التوقعات دفعت إدارة بايدن إلى سحب بعض الأصول الاستخباراتية الأمريكية سراً من أوكرانيا، بما في ذلك أفراد العمليات الخاصة السريون السابقون المتعاقدون مع وكالة المخابرات المركزية.

ولكن عندما أصبح واضحاً أن توقعات الوكالة الأمريكية بتحقيق نصر روسي سريع كانت خاطئة، أرسلت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن الأصول السرية التي سُحبت من أوكرانيا مرة أخرى إلى البلاد، وأصر أحد المسؤولين الأمريكيين على أن "وكالة المخابرات المركزية سحبت جزئي لأصولها فقط عندما بدأت الحرب، وأن الوكالة لم تغادر بالكامل".

وأكد العديد من مسؤولي الاستخبارات الحاليين والسابقين لموقع "ذي إنترسبت"، أن هناك وجوداً أكبر بكثير لكل من موظفي وموارد وكالة المخابرات المركزية والعمليات الخاصة الأمريكية في أوكرانيا مما كان عليه وقت العملية العسكرية الروسية.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن "العمليات الأمريكية السرية داخل أوكرانيا تجري في إطار تحقيق رئاسي سري وتشير النتائج إلى أن الرئيس أخطر قادة معينين في الكونغرس بهدوء بقرار الإدارة إجراء برنامج واسع من العمليات السرية داخل البلاد".

وأوضح "ذي إنترسبت" أن هذه الاعترافات "تُخفي فشلاً جوهرياً لم يعترف به المسؤولون بالكامل"، حيث لم تدرك المخابرات الأمريكية أهمية الفساد المستشري وعدم الكفاءة في نظام بوتين، لا سيما في كل من الجيش الروسي والصناعات الدفاعية في موسكو.

وأردف أن المخابرات الأمريكية "فاتها تأثير التعامل الفاسد من الداخل والخداع بين الموالين لبوتين في مؤسسة دفاع موسكو، الأمر الذي ترك الجيش الروسي في حالة هشاشة فارغة".

TRT عربي
الأكثر تداولاً