محمد الكاني هو قائد مليشيا "الكاني" الليبية التي فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مؤخراً (ميدل إيست آي)
تابعنا

تحدثت وسائل إعلام ومصادر ليبية عن مقتل محمد الكاني أحد المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية والمتهم من النيابة العامة الليبية بارتكاب جرائم قتل جماعية في ترهونة.

وأوضحت مصادر إعلامية ليبية، الثلاثاء، أن مقتل محمد الكاني قائد أكبر مليشيا مسؤولة عن جرائم مقابر جماعية في البلاد جرى خلال مقاومته قوة أمنية حضرت إلى منزله للقبض عليه.

ومحمد الكاني هو قائد مليشيا "الكاني" الليبية التي فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مؤخراً.

ومع تفاقم الأزمة في ليبيا، بدأت بعض المليشيات المسلحة بالظهور بدعم من جهات خارجية، وأخذت في تنفيذ جرائم عدة بحق المدنيين هناك، ومن بينها جماعة الكانيات.

و"الكاني"، أو ما يُعرف باسم "اللواء السابع" ثم "اللواء التاسع"، هي مليشيا ليبية أسسها "الإخوة الكاني"، وعددهم 6 (عبد الخالق ومحمد ومعمر وعبد الرحيم ومحسن وعبد العظيم) إلى جانب شقيقهم السابع علي، الذي قُتل قبل تشكيل التنظيم على يد عصابة إجرامية في عام 2013.

وقُتل علي بطريقة فظيعة قلبت حياة الأسرة رأساً على عقب، حيث قرر أشقاؤه الانتقام له، وفي ظل حالة الانفلات الأمني قتلوا جميع أفراد العصابة وعوائلهم، بحسب بوابة إفريقيا الإخبارية.

ومن هناك اتجه أفراد "الكانيات" للسيطرة على مقر كتيبة "الأوفياء" العسكرية في مدينة ترهونة، واستحوذوا على الأسلحة الثقيلة الموجودة فيه، وطردوا جميع المليشيات من المدينة، وشكلوا قوة عسكرية تتكون من عناصر كانت تنشط داخل قوات النخبة في النظام السابق مثل اللواء 32 معزز، وكتيبة محمد المقريف، إضافة الى عدد من خريجي الأكاديميات والمدارس العسكرية.

وبسطوا نفوذهم على مدينة ترهونة، قبل أن تستعيد حكومة الوفاق الليبية السيطرة على المدينة.

لكن التحول اللافت كان في انتقال الجماعة من قتال مليشيات حفتر، إلى الدخول في اشتباكات مسلحة مع ألوية أخرى، بعد أن قرر المجلس الرئاسي حلها في أبريل/نيسان 2020.

ومع أن اللواء السابع كان يعلن تبعيته لحكومة الوفاق السابقة فإنه لم يكن يرضخ لأوامرها، ولا حتى لاتفاقات وقف إطلاق النار التي جرت تحت إشرافها.

ويُتهم اللواء السابع بارتكاب عدة مجازر وتصفيات في ترهونة والقرابوللي، راح ضحيتها العشرات، حسب وسائل إعلام محلية.

ولمدة خمس سنوات حكمت ترهونة "الكانيات"، وسيطرت عليها في سنوات عدم الاستقرار السياسي إثر الإطاحة بنظام القذافي.

واكتسبت العائلة أهمية جيوسياسية بشكل أساسي مطلع عام 2019، عندما سعى الإرهابي حفتر إلى استخدام أراضيهم نقطة انطلاق لهجومه على العاصمة الليبية، حسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ولا يبدو محمد الكاني كأمير حرب، حيث كان الأخ الأكبر سناً والأكثر هدوءاً والأفضل تعليماً من بين إخوته السبعة.

وكان الكاني الوحيد الذي عمل في وظائف ذات رواتب جيدة نسبياً، ضمن أجهزة الأمن وفي شركة النفط الحكومية.

لكن خلف ذلك الوجه الهادئ، كان يختفي الجانب القاسي الذي يصعب التنبؤ به، حسب الموقع.

وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان سابق، أن مليشيا "الكاني" الموالية للجنرال الانقلابي خليفة حفتر، مسؤولة عن قتل مدنيين عُثر على جثثهم في مقابر جماعية في مدينة ترهونة الليبية (غرب)، فضلاً عن تعذيب وتشريد آلاف آخرين.

وأوضحت الوزارة أنها ضمت المليشيا وقائدها الكاني إلى قائمة العقوبات.

وأشارت إلى أن العقوبة صدرت بموجب المرسوم الرئاسي رقم 13818، في إطار قانون "ماغنيتسكي الدولي للمساءلة حول حقوق الإنسان".

ومع الخطوة التي تم اتخاذها، جرى تجميد جميع الأصول التابعة لمليشيا "الكاني وقائدها محمد الكاني، الموجودة على الأراضي الأمريكية".

كما لفت البيان إلى حظر دعم المليشيا أو التعامل مع الأصول المجمدة لها، أو مع قائدها.

وتمكن الجيش الليبي، في 5 يونيو/حزيران 2020، من تحرير مدينة ترهونة، جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس، وكشف جرائم مقابر جماعية تسببت فيها عائلة الكاني، والمرتزقة الأجانب القادمون من أوروبا الشرقية وإفريقيا.

ومنذ سنوات يعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، وتنازع مليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وغربية، الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً