نفى مسؤول يمني الجمعة إنهاء الإمارات وجودها العسكري في بلاده، مطالباً أبو ظبي بـ"وقف تسليح المليشيات في الجنوب".
جاء ذلك في تغريدة لوكيل وزارة الإعلام بالحكومة اليمنية محمد قيزان عبر تويتر، رداً على إعلان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الخميس أن بلاده أنهت وجودها العسكري باليمن.
وقال قيزان: "العالم قرية صغيرة بفضل وسائل الإعلام والجميع يعرف أنكم (في إشارة للإمارات) لا تزالون في اليمن".
وأضاف: "اسحبوا جنودكم من سقطرى (جنوب شرق)، وبلحاف (في محافظة شبوة/جنوب)، وميون (جزيرة/غرب)، وقِفوا تسليح المليشيات".
وطالب قيزان السلطات الإماراتية بدعم الشرعية والحكومة اليمنية بصدق.
وكان أنور قرقاش صرح الخميس بأن بلاده أنهت تدخُّلها العسكري باليمن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد دقائق من قرارات لإدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن بإنهاء دعم بلاده للحرب هناك.
وأوضح قرقاش في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "أنهت الإمارات تدخُّلها العسكري باليمن في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي حرصاً منها على انتهاء الحرب".
وأضاف أن الإمارات "دعمت جهود الأمم المتحدة ومبادرات السلام المتعددة" لليمن.
وأشاد قرقاش بقرار تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثاً أمريكياً إلى اليمن، معتبراً أنه "يمثل دفعة تساعد على تسوية الصراع هناك وتعزيز استقرار المنطقة".
وسبق أن وجَّه مسؤولون يمنيون اتهامات متكررة إلى الإمارات بأنها تسعى لتقسيم اليمن والسيطرة على جنوبه من أجل التحكم بثرواته وبسط نفوذها على موانيه الحيوية، خصوصاً ميناء عدن الاستراتيجي، فيما تنفي أبو ظبي مثل هذه الاتهامات.
كما تواجه أبو ظبي اتهامات متكررة بإنشاء قوات موازية للقوات الحكومية في اليمن وتدريبها، من أجل التحكم بقراره السيادي، لكن مسؤولين إماراتيين سبق أن نفوا التدخل في سيادة اليمن.
وفي سياق متصل أكد الأردن والإمارات في وقت سابق الخميس "أهمية إنهاء الأزمة في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة وتنفيذ اتفاق الرياض".
جاء ذلك في لقاء جمع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ونظيره الأردني أيمن الصفدي في إطار زيارة رسمية غيرة محددة يجريها الأخير لأبو ظبي، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
والخميس أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب متلفز أنه قرر وقف دعم بلاده للأعمال العدائية في اليمن، بما في ذلك صفقات بيع الأسلحة ذات الصلة.
كما أعلن تعيين الدبلوماسي ليندركينغ مبعوثاً أمريكياً إلى اليمن، في خطوة تعد الأولى من نوعها، مشدداً على ضرورة وضع حد للحرب هناك.
ومنذ بداية الحرب بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية عام 2015 ظل التدخل الأمريكي فيها محدود التأثير نسبياً وحاولت واشنطن أن تكون قريبة من كل الأطراف، وفق مراقبين.
إلا أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب اعتمدت في نهاية ولايتها قراراً بتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية" وفرض عقوبات على عدد من قادتها، وهو القرار الذي أعلنت إدارة بايدن في 22 يناير/كانون الثاني الماضي أنها بصدد مراجعته.
وقدمت الولايات المتحدة الأسلحة ودعماً استخبارياً ولوجستياً للتحالف العربي، فيما تقول الأمم المتحدة إن الحرب باليمن أودت بحياة أكثر من 233 ألفاً، وبات 80% من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليوناً يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.