انطلق المسبار من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن صاروخ تصنّعه شركة ميتسوبيشي اليابانية (AP)
تابعنا

أطلقت الإمارات مسبار "الأمل" إلى المريخ الاثنين، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، في رحلة تستغرق سبعة أشهر، يدور فيها المسبار حول المريخ ويرسل بيانات عن غلافه الجوي.

وفي الوقت الذي احتفت فيه الإمارات وعدد من وسائل الإعلام حول العالم بهذا الإطلاق، أشارت تقارير إعلامية إلى عدد من التناقضات التي شابت عملية الإطلاق وتوقيتها، من بينها أن المسبار ليس إماراتياً حقاً، إذ يعتمد على تكنولوجيا وخبرة أمريكية وأُطلقَ من محطة يابانية.

كما أن الإطلاق واجهته انتقادات عديدة، من بينها أن الإمارات التي تطلق مشاريع "أمل" للشباب العربي، هي نفسها التي تُتّهم بانتهاك حقوق الإنسان داخل الإمارات وخارجها، واليمن أقرب مثال إلى ذلك.

تكنولوجيا وخبرة أمريكية وإطلاق ياباني

قالت وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة في الإمارات سارة الأميري، إن مهمة بلادها إلى المريخ تكلّفت 200 مليون دولار، وتستهدف المهمة توفير صورة عن غلاف المريخ الجوي وأجوائه، بإعداد دراسة يومية وفصلية عن التغيرات التي تطرأ عليه.

ويأتي المشروع في إطار حملة سريعة لتطوير قدرات الإمارات العلمية والتكنولوجية والحدّ من الاعتماد على النفط، إذ تفتقر الإمارات، التي يسكنها 9.4 مليون نسمة معظمهم عمال أجانب، إلى القاعدة العلمية والصناعية للدول الكبرى التي ترتاد الفضاء، حسب وكالة رويترز.

في هذا الصدد لم تكن الإمارات لتصل إلى هذه المرحلة لولا اعتماد "مركز محمد بن راشد للفضاء" على عدد من الخبراء الأجانب، إلى جانب مؤسسات جامعية أمريكية ذات خبرة في علم الفضاء، من قبيل "مختبر فيزياء الفضاء والغلاف الجوي" في جامعة كولورادو، حسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

وأضافت الصحيفة أن المهندسين الإماراتيين كانوا في مدينة بولدر في ولاية كولورادو الأمريكية، مع نظرائهم الأمريكيين يتعلمون منهم ويساعدونهم وهم يصمّمون ويركّبون قطع المسبار الفضائي.

وبعد عملية الصناعة والتركيب والتحضير في الولايات المتحدة، انتقل المسبار لتجهيزه للإطلاق في "مركز تانيغاشيما الفضائي" في مقاطعة كاغوشيما اليابانية، وانطلق المسبار على متن صاروخ H-IIA الذي تصنّعه شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة في اليابان.

تبييض صورة الإمارات إعلامياً

كان لافتاً أن عملية إطلاق المسبار رافقتها موجة احتفاء إعلامي محليّ ودوليّ، في ما بدا أنه حملة لتلميع وتبييض صورة الإمارات دولياً، في الوقت الذي كانت تتحدّث فيه تقارير عن التكلفة الإنسانية لما تفعله الإمارات إثر تدخُّلها في اليمن، ولأوضاع حقوق الإنسان في الداخل.

فقبل أيام قليلة من إطلاق المسبار، كان القضاء الفرنسي فتح تحقيقاً في ضلوع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان في أعمال تعذيب ارتُكبت في سجون تسيطر عليها قوات مسلحة إماراتية في اليمن.

السؤال هنا بالنسبة إلى كثيرين يدور حول ما إذا كان لمخططات الفضاء في الإمارات والسعودية جوهر ما حقيقي، أو أن الأمر لا يتعدى رغبة الرياض وأبو ظبي في تغيير التصورات عنهما عالمياً

شبكة بلومبرغ الأمريكية

في هذا الصدد قالت شبكة بلومبرغ الأمريكية إن الإمارات والسعودية إلى جانبها تحاولان التخطيط لمشاريع فضائية لتحديث وتنويع اقتصاديهما، مضيفة أن هذا السعي لم يُسكِت الاتهامات في حقّهما بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل الإماراتي والسعودي وفي حرب اليمن.

وأضافت الشبكة أن السؤال هنا بالنسبة إلى كثيرين يدور حول ما إذا كان لمخططات الفضاء في الإمارات والسعودية جوهر ما حقيقي، أو أن الأمر لا يتعدى رغبة الرياض وأبو ظبي في تغيير التصورات عنهما عالمياً.

من جهتها أشارت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلى أن الإمارات من خلال مسبارها هذا تقامر بآمال فضائية وسط علو أصوات منتقدين يخشون أن لا يكون مسبار الأمل سوى مغامرة ومشروع مغرور.

اعتمد "مركز محمد بن راشد للفضاء" على عدد من الخبراء الأجانب، إلى جانب مؤسسات جامعية أمريكية ذات خبرة في علم الفضاء (AP)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً