يرى مراقبون أن قرار الجيش الإسرائيلي استخدام مُسيّرة مُسلّحة في الضفة مؤشر قوي على توسّع أعمال المقاومة (Others)
تابعنا

يقول خبراء فلسطينيون، إن استخدام الجيش الإسرائيلي مُسيّرات مُسلّحة في الضفة الغربية، ضد أهداف فلسطينية، مؤشر على اتساع نطاق المقاومة.

ويوضح الخبراء في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، أن إسرائيل باتت تشعر بخطر محدق يهدد حياة جنودها خلال عمليات الاقتحام شبه اليومية للمناطق السكنية الفلسطينية.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية، قد كشفت الاثنين الماضي، أن الجيش الإسرائيلي بدأ استخدام طائرات مُسيّرة مزودة بذخيرة في الضفة الغربية.

وذكرت أن تلك الطائرات رافقت اقتحامات مناطق جنين ونابلس (شمال) في الأيام الأخيرة.

وأضافت القناة: "حتى الآن لم تُنفِّذ تلك الطائرات أيّ هجمات، ولكن إن كانت أيّ ضرورة ستُشغّلها القوات، الخطوة تدخل في إطار تغيير استخدام النيران في الضفة الغربية".

ومنذ بداية العام الجاري، ينفّذ الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات تركّزت في مدن نابلس وجنين وطوباس شمالي الضفة، قَتل خلالها عدداً من الفلسطينيين، واعتقل آخرين.

وتعرّض الجيش الإسرائيلي في تلك العمليات لإطلاق نار من مسلحين فلسطينيين، كما واجه مئات الفلسطينيين الغاضبين الذين رشقوا آلياته بالحجارة والعبوات الحارقة.

فشل عملياتي

الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد أبو علان، يرى أن قرار إسرائيل استخدام الطائرات المُسيّرة يحمل مؤشرين اثنين: الأول هو أن الجيش بات يشعر بمخاطر المقاومة الفلسطينية التي تتسع بالضفة وتهدد حياة جنوده.

ويضيف لوكالة الأناضول: "الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق أهداف عمليات الاقتحام بأقل ما يمكن من الاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين، والطائرات هي وسيلة يمكن استخدامها في قصف مناطق يصعب الوصول إليها".

ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلي بات يشعر بمخاطر حقيقية تهدد حياة جنوده، جراء اتساع نطاق الهجمات المسلحة ضدهم.

وكان آخر هذه الهجمات، صباح أمس الأربعاء، حيث قُتل ضابط إسرائيلي، في هجوم نفذه فلسطينيان قرب حاجز الجلمة، شمالي الضفة.

وعن المؤشر الثاني يقول أبو علان، إن "استخدام الطائرات دليل على فشل عملياتي للجيش الإسرائيلي الذي يسيطر على الأرض، ويمكنه دخول أي موقع، لكن بعض المواقع يحدث فيها احتكاكات عنيفة، وليس من السهل اقتحامها كالمخيمات، والبلدة القديمة في نابلس.

وتابع: "إسرائيل فشلت، ليس في وقف المقاومة فقط بل في منع توسّعها، وانتقالها لمناطق أخرى".

ولم يستبعد الخبير بالشأن الإسرائيلي، تنفيذ هجمات عبر المُسيّرات في المستقبل القريب.

ويقول: "قرار الاستخدام سيكون ميدانياً خلال تنفيذ عمليات للجيش، وإذا ما احتاجوا لتنفيذ اغتيالات عبر الطائرات لن يترددوا".

ويتابع: "إسرائيل تقول إن الأمر سيكون بحذر شديد، لكن التجارب تقول إن إسرائيل مستعدة لقتل عشرات الفلسطينيين من أجل قتل مقاوم واحد".

صفحة جديدة من المواجهة

ويرى مدير مركز القدس للدراسات التابع لجامعة القدس، أحمد رفيق عوض، أن إسرائيل فتحت صفحة جديدة من المواجهة في الضفة الغربية.

ويضيف في حديث مع وكالة الأناضول، أن "إسرائيل تسعى لتقليل خسائرها، وتمنع الحرج على جنودها الذين يقتحمون المدن والمخيمات بالمئات لاعتقال فلسطيني، بينما يواجهون المئات من راشقي الحجارة، ومسلحين يطلقون النار".

ويقول: "إسرائيل تريد وتحاول أن تصنع حالة رعب بالضفة، وتردع المقاومة، دون أن تدخل أطراف أخرى للمواجهة".

ويشير إلى أن قرار استخدام المُسيّرات دليل "فشل أمني وسياسي إسرائيلي".

خلق حالة ردع

ويرى مدير مركز "يبوس" للدراسات السياسية (خاص)، سليمان بشارات، أن إعلان الجيش الإسرائيلي إمكانية استخدام المُسيّرات يأتي ضمن إطارين: الأول "هو محاولة خلق حالة من الخوف والردع"، والثاني "رسالة طمأنة من المؤسسة السياسية والعسكرية للمجتمع الإسرائيلي الذي بات يشعر بتزايد عمليات المقاومة التي ينفّذها شبان فلسطينيون، في وقت يضغط المجتمع الإسرائيلي على قادة الجيش باتجاه توفير الحماية".

ويضيف بشارات: "كأن إسرائيل تريد إيصال رسالة تخويف وردع أولية مفادها: أنّ كلّ شخص قد يُشكّل خطراً على أمن إسرائيل سيكون مستهدفاً ولا حاجة للانتظار".

ويشير مدير مركز "يبوس"، إلى أن إسرائيل تسعى لتعزيز الجنود الميدانيين الذين يقومون بعمليات الاقتحام والاعتقال وتنفيذ عمليات الاغتيال، ويخوضون اشتباكات مسلحة تهدد حياتهم.

غير أن بشارات يرى أن "إسرائيل لن تلجأ لاستخدام الطائرات العسكرية المُسيّرة، إلا ضمن ضوابط عالية جداً، لخشيتها من أن تتوسع دائرة المواجهة، وكذلك الأمر تخشى من أن تتوسع دائرة ردة الفعل الميداني".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً