مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة في فنزويلا (Reuters)
تابعنا

ما المهم: طلبت الولايات المتحدة تصويت مجلس الأمن الدولي، الخميس، على مشروع قرار، يدعو لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في فنزويلا. وأعربت في وثيقة المشروع الذي أعدته عن قلقها العميق من "عدم كون الانتخابات الرئاسية التي أجريت بفنزويلا في 20 مايو/أيار 2018، حرة ونزيهة".

ويدعو مشروع القرار، الذي قدمته واشنطن، الأربعاء، لمجلس الأمن الدولي للسماح بإدخال مساعدات دولية إلى فنزويلا، بالإضافة إلى وجوب ضمان أمن أعضاء الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) وأحزاب المعارضة.

ويأتي تركيز المشروع على أمن أحزاب المعارضة بعد تصريح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في مقابلة مع شبكة ABC الأمريكية، الثلاثاء، بأنه "من الممكن القبض على زعيم المعارضة خوان غوايدو بعد عودته من زيارة لكولومبيا، لأنه ممنوع من السفر".

وقال "لست المعنيّ بالقبض على أي شخص في هذا البلد، بل المحاكم هي المسؤولة عن ذلك، ولا أحد فوق القانون".

وعبر مبعوث أمريكا إلى فنزويلا إيليوت أبرامز، لمجلس الأمن، الثلاثاء، عن خشيته على سلامة غوايدو لدى عودته إلى فنزويلا.

المشهد: قال دبلوماسيون لوكالة رويترز إن مشروع القرار الأمريكي سيواجه على الأرجح معارضة من روسيا، ويحتاج أي مشروع قرار إلى تأييد تسعة أعضاء لإقراره دون لجوء أي من الأعضاء الخمسة الدائمين لحق النقض (الفيتو)، والدول الخمس الدائمة العضوية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.

وروسيا على خلاف مع الولايات المتحدة بشأن الحملة التي تقودها أمريكا من أجل اعتراف دولي بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا.

بالتزامن مع ذلك دعا وزير الخارجية الفنزويلي خورخي آرياسا، الأربعاء، في الأمم المتحدة للقاء بين الرئيسين الفنزويلي نيكولاس مادورو والأمريكي دونالد ترمب، لمحاولة إنهاء الأزمة.

وجاء رد الإدارة الأمريكية الأوّلي سريعاً عبر السفير روبرت وود، الذي قال إن "الرئيس ترمب على استعداد للقاء الرئيس الحقيقي لفنزويلا وهو خوان غوايدو".

الخلفيات والدوافع: يتضمن مشروع القرار الروسي المطروح على طاولة مجلس الأمن منذ مطلع فبراير/شباط الجاري، فقرتين تشددان على "ضرورة الاحترام التام للمبادئ الإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلال في توفير مساعدات إنسانية".

وترى موسكو منذ بداية الأزمة أن الهدف من إدخال المساعدات الأمريكية إلى فنزويلا هو الإطاحة بحكم مادورو، ودعت أكثر من مرة لتسوية الوضع في فنزويلا بالوسائل السلمية، وفي إطار دستورها الوطني واحترام كامل لسيادتها وسلامتها الإقليمية.

ويأتي التصويت على مشروع القرار الأمريكي والروسي في وقت سيزور فيه غوايدو البرازيل، الخميس، ويلتقي الرئيس جايير بولسونارو ومسؤولين آخرين في الحكومة، حسب ما ذكرت صحيفة (إل ناسيونال) الفنزويلية التي قالت إن غوايدو سيزور عدة دول في أمريكا اللاتينية لبحث الأزمة التي تشهدها بلاده.

ما التالي: على الرغم من تخفيف حدة الطرح في مشروع القرار الجديد لواشنطن في مجلس الأمن، إذ لا ينص على الدعم التام للبرلمان الذي يرأسه المعارض خوان غوايدو ويكتفي بالإشارة إلى السلطة الدستورية للبرلمان، فإن الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان يرى أن هذه الطريقة لن تنجح في تمرير القرار الأمريكي، وستعدّها روسيا التفافاً على شرعية الرئيس الفنزويلي.

ويستبعد قبلان في حديثه لـTRT عربي أن يكون هناك تمرير للقرارين الروسي والأمريكي بخصوص فنزويلا في مجلس الأمن، قائلاً إن موسكو وواشنطن في صراع محتدم وسيستخدمان الفيتو لإفشال أي خطوة.

وأشار قبلان إلى أن "واشنطن لا تسعى للحل العسكري، لما يترتب عليه من خسائر كبيرة في مرحلة لا تسمح لها بالدخول في مثل هذه المواجهة مع جيش نظامي كبير مثل الجيش الفنزويلي، يحتاج إلى عملية كبيرة ومعقدة".

ويضيف "أن واشنطن تفضل الذهاب نحو تغيير ولاء الجيش الفنزويلي لإسقاط مادورو، وبذلك تكون التكلفة أرخص للجميع".

TRT عربي
الأكثر تداولاً