شرطة الاحتلال تُواصل تضييقاتها على الفلسطينيين وتحاول منعهم من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتراب الإعلان عن صفقة القرن (AA)
تابعنا

بالتزامن مع اقتراب إعلان واشنطن عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميّاً بـ"صفقة القرن"، وفق تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي تضييقها على الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، تحسُّباً لردود فعل يُتوقع أن تتصاعد ضدّ الخطة الأمريكية.

اقتحام باحات الأقصى

اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بعد ختام صلاة الفجر، وحاولت إفراغه من المصلين، الذين ردُّوا بالتكبيرات والهتافات.

وتوافد مئات الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى تلبية لحملة "فجر الأمل" التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، رفضاً للإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل.

ويقول الفلسطينيون إن قوات الاحتلال تنفّذ إجراءات تضييقية بحق المقدسيين في عدة أحياء بالمدينة المقدسة، بما يشمل نقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان والتي تعوق حركة المواطنين، وتقتحم محلات تجارية عدة وتفتّش مركبات المواطنين".

على صعيدٍ موازٍ اعتقلت شرطة الاحتلال منذ فجر الجمعة 13 فلسطينيّاً على الأقلّ في مدينة القدس.

وقال مركز معلومات وادي حلوة، وهو مركز حقوقي غير حكومي، إن قوات الاحتلال نفّذت حملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس، مشيراً إلى أن المخابرات والشرطة الإسرائيلية اقتحما منازل فلسطينية في أحياء مختلفة بالقدس، واعتقلت عدداً من الشبان بينهم سيدة وصحفيون، واستدعت آخرين إلى التحقيق.

محاولات لمنع خطيب الأقصى من دخوله

لم تقف الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال عند تضييق الخناق على المقدسيين وثنيهم عن إقامة الشعائر الإسلامية في المسجد الأقصى، بل قرّرَت في 19 يناير/كانون الثاني منع رئيس الهيئة الإِسلامية العليا وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري من دخول المسجد لمدة أسبوع، موجهة إليه تهمة "التحريض وتعريض المواطنين للخطر".

إلا أن صبري استطاع كسر قرار المنع ودخل الجمعة، محمولاً على أكتاف المصلين إلى المسجد، وطافوا به في باحاته تحت المظلات، إلى أن وصل الشيخ إلى باب الأسباط، في الجهة الشمالية من المسجد، برفقة عدد من الشخصيات المقدسية والمحامين.

وقال صبري عقب صلاة الجمعة في تصريحات للصحفيين: "أدّينا صلاة الجمعة لأن ذلك حقنا، وحق كل مسلم، فمن المعروف بالدين الإسلامي الحنيف أن صلاة الجمعة فرضٌ على المسلمين، لأن من حقنا ذلك، ولا يجوز أن نُمنع من هذه الصلاة".

الإعلان عن "صفقة القرن" قريباً

تأتي الخطوات التصعيدية التي تتخذها سلطات الاحتلال في القدس والضفة الغربية المحتلين، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عزمه الكشف عن خطته لتسوية الصراع في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميّاً بـ"صفقة القرن" قبل الثلاثاء المقبل، وَفْقاً لتصريحات أدلى بها ترمب للصحفيين قبل هبوط طائرته في فلوريدا.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي الثلاثاء، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة بيني غانتس، حسب إعلان البيت الأبيض.

وقال ترمب: "قد نعلن عن الخطة قبل الاجتماع بوقت قصير"، ووصفها بـ"الخطة العظيمة".

وحول ردّ فعل الفلسطينيين على الخطة تَوقَّع ترمب أن يكون "سلبيّاً في البداية، لكنها إيجابية لهم وسيكون لديهم كثير من المزايا التي سيستفيدون منها"، مشيراً إلى أن إدارته تحدثت مع الفلسطينيين بإيجاز وستتحدث إليهم مجدَّداً.

في المقابل هدّدَت الرئاسة الفلسطينية بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة"، إذا ما نفّذ ترمب ما أعلن عنه.

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيانٍ: "سنطالب إسرائيل بتحمُّل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال، ونحذّر إسرائيل والإدارة الأمريكية من تجاوز الخطوط الحمراء".

كما توعدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"إفشال الخطة الأمريكية"، وقالت إن "كل محاولات تمرير هذه الصفقة ستتحطم على صخرة مقاومة شعبنا وصموده".

وتشير "صفقة القرن" إلى خطة سلام أعدتها إدارة ترمب، ويتردَّد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.

وأكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أكثر من مناسبة خلال العامين الماضيين، رفض الفلسطينيين صفقة القرن، لأنها تُخرِج القدس واللاجئين والحدود من طاولة المفاوضات.

ووقفت الإدارة الأمريكية منذ تولِّي ترمب الرئاسة قبل نحو عامين، كل أشكال الدعم المالي للفلسطينيين، بما في ذلك مشروعات البنى التحتية والمستشفيات في القدس الشرقية، ودعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

بدورها وقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة في ديسمبر/كانون الأول 2017.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً