يحلّ العام الجديد، ويدخل معه الصراع الدائر في اليمن منعطفات جديدة بحرب مستعرة لنحو 7 سنوات (AFP)
تابعنا

تتضاءل فرص الحل السياسي للصراع الدائر في اليمن مع دخول العام الجديد، مع التصعيد العسكري المستمر الذي تمارسه جماعة الحوثي، لا سيّما في محافظة مأرب (شرق) الغنية بالنفط والغاز، ومعقل الشرعية اليمنية، التي تسعى الجماعة للسيطرة عليها.

في حين صعّد التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية في الآونة الأخيرة دعماً للقوات الحكومية.

ويلعب الوضع الاقتصادي الصعب وانهيار العملة الذي يواجهه اليمن دوراً مهمّاً في تأثيرات الصراع، والانقسام الاقتصادي بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق سيطرة الحوثيين. من جهة أخرى الخلافات الكبيرة في جبهة الشرعية، في ظل سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على عدن ومناطق أخرى جنوب اليمن.

ترحيل الأزمات

يسرد الباحث والكاتب اليمني ياسين التميمي، مؤشّرات تنبئ بأنّ الأزمة والحرب في اليمن سيُرحَّلان بكل أثقالهما السيئة على المستويات السياسية والعسكرية والإنسانية إلى عام 2022.

ويعتقد أن "أهم مؤشر هو استمرار وتيرة الحرب، البرية والجوية وعدم يأس الحوثيين من تحقيق هدف إسقاط مأرب، وعدم رغبتهم أصلاً في الذهاب إلى التسوية السياسية بلا ضغط عسكري حقيقي عليهم".

ويؤكد التميمي أنّ من مؤشرات ترحيل الأزمة "الرغبة في تهيئة الأسباب السياسية والاجتماعية الكافية لتفكيك اليمن بناء على سردية القضية الجنوبية، والإصرار على الدفع بهذه القضية إلى مستوى الانفصال".

نهاية دراماتيكية

ويستطرد الباحث قائلاً: "إذا كان في مجرى الحرب من تغيير متوقّع خلال العام المقبل 2022، فإنّه لن يكون مرهوناً باستخدام القوة العسكرية بقدر ما سيكون مرتهناً لاعتبارات أخرى".

وأهم هذه الاعتبارات حسب قوله هو "الضغوط التي تمارسها واشنطن باتجاه حسم الحرب، وإنهاء تداعياتها الإنسانية، وإعادة تبني سياسة المقايضة الإقليمية التي تتبعها الإدارة الديمقراطية، تأسيساً على رغبتها في منح إيران مجدداً فرصة لممارسة نفوذ إقليمي مقابل تنازلات تخص برنامجها النووي".

ولا يستبعد التميمي نهاية دراماتيكية للحرب من خارج المنظومة السياسية اليمنية، "محرّكها الأساسي حاجة السعودية إلى إنجاز نهاية مناسبة للنزاع تحررها من ارتدادات هذه المعركة على المملكة، وعلى الطموحات السياسية لولي العهد محمد بن سلمان الذي لا يزال يواجه صعوبة في استعادة نفوذه الدولي".

كما يعتقد بتوجّه الإمارات إلى الدفع بالحرب إلى نهايتها في اليمن رغبة منها في تصفير المشكلات الناتجة عن انخراطها في هذه الحرب والتخلص من تبعاتها على الاقتصاد الإماراتي.

معادلات صعبة

يذهب الصحفي اليمني علي الفقيه، إلى أنّ الأوضاع في اليمن تتجه نحو مزيد من التعقيد، إذ قال إنّ "2022 سيكون أسوأ سياسياً"، متوقّعاً أن تُمنى جهود المبعوث الأممي بالفشل الكامل مثل سابقيه الذين قال إنهم ظلوا يدورون في حلقة مفرغة".

ويعيد جزءاً من توقعاته إلى "انحراف مسار التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل لمساندة الحكومة الشرعية"، وقال إنّه "أسهم في تدهور المشهد وتسبب في فكفكة وإضعاف الشرعية التي باتت عدة كتل متصارعة، فيما يحافظ الحوثيون على كتلتهم موحدة" وفق قوله.

ويشير الفقيه إلى "تراجع الأداء العسكري للتحالف الذي لا يثق كثيراً بحلفائه على الأرض"، إضافة إلى "افتقار الجيش التابع للحكومة الشرعية إلى السلاح النوعي والذخائر الكافية لإحداث فارق في سير المعارك".

ورجّح الصحفي أنّ "مأرب هي المعادلة الأكثر صعوبة، إذ تمثّل آخر نقاط الاستعصاء لجيش الحكومة الشرعية".

ويضيف: "وفي حال خسرت الحكومة السيطرة عليها فإن ذلك سيمهد الطريق لسيطرة مليشيا الحوثي وهو ما يعني الانتقال إلى طور آخر من أطوار الحرب التي قد تذهب باتجاه حرب منسية طويلة المدى".

وفي كل مناسبة تؤكّد الحكومة اليمنية أن الحوثيين غير راغبين في الذهاب إلى السلام، إضافة إلى اتهام إيران بالضغط على الحوثيين للاستمرار في الحرب كورقة في الملف النووي الذي يجري التفاوض فيه مع القوى الكبرى.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً