حضر القمة العربية في تونس 13 زعيماً وغاب 8 زعماء فيما لا تزال عضوية سوريا مجمدة (Reuters)
تابعنا

في ظل الأوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة العربية، كان من المأمول أن تكون مخرجات القمة العربية العادية الـ30 المنعقدة في تونس، الأحد، هذه المرة على مستوى الحدث وتخرج من إطار الخطابات إلى الفعل على الأرض، بخاصة فيما يتعلق بالخلافات العربية-العربية.

وكانت على جدول أعمال القمة الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، إضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية، والتعدي الأمريكي على سيادة الجولان السوري المحتل.

لكن جلسات القمة التي شهدت تأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية ومعارضة الدول الأعضاء بالإجماع في بيانها الختامي لما قامت به الولايات المتحدة من تعدٍّ على سيادة الجولان السوري المحتل، أغفلت الحديث تماماً عن ما تعانيه الدول العربية ذاتها من خصومة بين أعضائها، ولم تُولِ اهتماماً للقطيعة بين بلدان عربية للسنة الثانية على التوالي.

استمرار الخلافات العربية

غادر أمير قطر تميم بن حمد الجلسة أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة، وفي حين ظهرت تكهنات مختلفة حول أسباب الانسحاب من الجلسة، أكد بيان لوكالة الأنباء القطرية أن المغادرة كانت مبرمجة مسبقاً، وأعرب الأمير عن أمله أن تتمخض القمة عن نتائج تدعم مصلحة الشعوب.

ولم يشكل حضور الأمير القطري للقمة في تونس وزعماء الدول التي فرضت حصاراً على قطر فرصة لمحاولة رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين هذه الدول، إذ تعد هذه القمة الأولى التي يحضرها الأمير بعد تغيبه عن قمة الظهران العام الماضي في السعودية.

وعلى الرغم من أن القضية الفلسطينية تصدرت ملفات القمة فإن المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي تظل إحدى ركائز القضية الهامة وأعقدها، لم تلقَ اهتماماً من الزعماء العرب، وذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تأكيد "حرصه على توفير نصف ميزانية دولة فلسطين تقريباً لأهلنا في غزة". وقال "بذلنا كل جهد ممكن لإنجاح الجهود العربية والدولية على الرغم من موقف حماس التي تعطل المصالحة، مثمناً جهود مصر في هذا المجال".

وفي المقابل قالت حركة حماس إن اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لها بأنها "تعطل المصالحة الفلسطينية، هو قلب للحقائق"، بحسب وكالة الأناضول.

وأضافت الحركة في بيان أن "اتهام عباس لحركة حماس بتعطيل المصالحة، قلب للحقائق وتهرّب من استحقاقاتها".

وتابعت "قدمت حماس كل ما يلزم لإتمام المصالحة، وتعاطت بشكل وطني ومسؤول مع كل الجهود، خاصة الجهود المصرية لتحقيقها، لكن في كل مرة كان الكل يصطدم بالدور المعطِّل من فريق عباس لأي جهد يُبذل لتحقيقها".

وعلى الصعيد السوري في حين توجَّه القادة العرب إلى إدانة القرار الأمريكي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، بقي المقعد السوري في الجامعة فارغاً.

وباستثناء ملف الجولان المحتل الذي أجمع القادة العرب على موقف موحد فيه، وتأكيد أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية التي لا استقرار في المنطقة وفي العالم دونها، وإدانة فتح السفارات ومكاتب تمثيل دول العالم في القدس المحتلة، لم يتوافق العرب فيما يبدو على الملفات السياسية الساخنة الأخرى المتعلقة بالشأن الداخلي بين الدول العربية.

أمير قطر تميم بن حمد غادر القمة أثناء كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً