الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك وفي الخلفية الأمير محمد بن نايف (Reuters)
تابعنا

يسعى عشرات الأمراء من أسرة آل سعود الحاكمة لإحداث تغيير في ولاية العهد بالسعودية لاستبدال الأمير محمد بن سلمان، إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وتصاعد الضغوط الدولية على وليّ العهد للاشتباه في أنه أمر بالقتل، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمقرّبة من البلاط الملكي السعودي.

وكان الأمير أحمد بن عبد العزيز الأخ الشقيق للملك سلمان على رأس المرشحين من قبل أفراد بالأسرة الحاكمة لاعتلاء كرسي الحكم خلفاً للملك بدلاً من ابن أخيه محمد بن سلمان، حسب رويترز.

أول من رفض محمد بن سلمان

الأمير أحمد هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وهو أصغر أبنائه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، حيث ولد الأمير عام 1942، وهو ممَّن يطلق عليهم لقب "السديريون السبعة"، الجناح الأكثر نفوذاً في العائلة المالكة السعودية.

وكان الأمير أحمد، الذي تولى منصب نائب وزير الداخلية لمدة أربعين عاماً، أحد ثلاثة فقط من أعضاء هيئة البيعة ممن عارضوا تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد منتصف عام 2017.

وحصل الأمير أحمد على درجة الماجستير في العلوم السياسية، وقضى أربع سنوات مسؤولاً عن المواقع المقدسة في مكة المكرمة. وتولى منصب وزير الداخلية في السعودية في الفترة من 18 يونيو/حزيران 2012 حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

تاريخ مع ولاية العهد

أُزيح أحمد بن عبد العزيز عن ترتيب العرش مرتين، الأولى عندما قدّم الملك الراحل عبد الله عليه أخاه الأصغر الأمير مقرن بن عبد العزيز، والثانية عندما قرر الملك الحالي سلمان نقل السلطة إلى جيل الأحفاد متمثلاً في الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السابق الذي صار ولياً للعهد نحو عامين، ونجله الأمير محمد بن سلمان الذي صار ولياً لولي العهد قبل أن يصبح هو نفسه ولياً للعهد.

ولكن هذه المرة، نقلت وكالة رويترز عن مصادرها أن الأمير أحمد بن عبد العزيز سيحصل على دعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية. وأوردت أن مسؤولين أميركيين كباراً أشاروا إلى مستشارين سعوديين بأنهم سيدعمون الأمير أحمد كخليفة محتمل للملك سلمان.

صدام مع الأمير الشاب

كان الأمير أحمد قد غادر المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قبل حملة اعتقالات طالت نحو 11 أميراً سعودياً وعشرات من الوزراء ورجال الأعمال السعوديين حينها.

وبدأ الصدام بينه وبين توجهات ولي العهد الشاب يخرج إلى العلن في شهر سبتمبر/أيلول، عندما ظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز وهو يرد على متظاهرين، أثناء دخوله مقرّ إقامته في لندن، كانوا يرددون عدداً من الهتافات المندّدة بسياسات العائلة الحاكمة في المملكة، وتحديداً تجاه اليمن.

توجّه حينها الأمير أحمد نحو المتظاهرين الغاضبين، مؤكداً لهم أن أسرة آل سعود لا دخل لها في هذه السياسة، وأن المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده.

وعقب هذا الحادث بدأ الأمير التفكير في عدم العودة إلى المملكة، بعد العبارة التي صرح بها من أمام منزله في لندن، بعدما نأى بنفسه وبالعائلة السعودية عن السياسة التي يتبعها ابن أخيه ولي العهد محمد بن سلمان، حسب معلومات أدلى بها شخص رفيع المستوى مقرب من الأمير لموقع Middle East Eye.

على الرغم من أن الأمير حاول بعد ذلك التعليق على تصريحاته، قائلاً إنها فُسرت "بشكل غير دقيق". ونقلت وكالة واس السعودية الرسمية عن الأمير قوله إن ما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام غير دقيق، مشيراً إلى أنه قد أوضح أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان مسؤولان عن الدولة وقراراتها وهذا صحيح لما فيه أمن واستقرار البلاد والعباد، مضيفاً "ولهذا لا يمكن تفسير ما ذكرت بغير ذلك".

عودة إلى المشهد

عاد الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق عاهل السعودية من لندن إلى الرياض بشكل مفاجئ، في وقت أشار البعض إلى أنه عاد ليقوم بمباحثات على خلفية أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والضغوط التي يواجهها ولي العهد محمد بن سلمان.

وكشف موقع Middle East Eye نقلاً عن مصدر سعودي مقرب من الأمير أحمد، أن عودة الأمير أتت بعد مناقشات مع مسؤولين بريطانيين وأميركيين وفّروا له الضمانات الكافية للعودة إلى المملكة.

وحسب الموقع، فإن الأمير أحمد سبق أن عقد لقاءات مع أعضاء من العائلة السعودية المالكة أثناء وجوده في لندن، وكان على تواصل مع مؤيدين له داخل السعودية ممن يشاركونه نفس الأفكار ويشجعونه على الوقوف ضد ابن أخيه، ولي العهد، كما أن هناك ثلاثة أمراء بارزين يدعمون عودة الأمير أحمد.

من جهة أخرى، يرى مؤيدون لعودة شقيق الملك إلى المشهد صعوبة في عملية تغيير ولاية العهد، بينما لا يزال الملك سلمان بن عبد العزيز البالغ من العمر 82 عاماً على قيد الحياة، حيث نقلت وكالة رويترز أن أولئك الأمراء يعرفون أن الملك السعودي لن ينقلب على ولده الذي وصفته الوكالة بالمفضل لدى أبيه.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً