قال ترمب:  "مواطنو جورجيا غاضبون، الناس في البلاد غاضبون، ولا يوجد ما يمنع من القول، مثلما تعلم، إنك أعدت إحصاء الأصوات" وفقاً للمكالمة المسربة (Carolyn Kaster/AP)
تابعنا

نشرت وسائل إعلام أمريكية، الأحد، مكالمة هاتفية مسجلة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، يضغط فيها على أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية بولاية جورجيا "لإيجاد" أصوات كافية لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز.

جاء ذلك في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وأوضحت أن المحادثة التي جرت السبت هي أحدث محاولة من جانب ترمب لتعزيز مزاعمه التي لا أساس لها عن تزوير الانتخابات وفوزه بها.

وقالت الصحيفة التي نشرت مقتطفات من المكالمة بين ترمب وسكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر واستمرت نحو ساعة، إن ترمب راوح في حديثه مع رافينسبرجر ما بين الإطراء والاستجداء والتهديد بعواقب جنائية غامضة، في محاولة لتغيير خسارته في جورجيا أمام الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.

وتابعت الصحيفة أن رافينسبرجر ومستشار مكتبه رفضا طوال المكالمة تأكيدات ترمب، وأبلغا الرئيس بأنه يستند إلى نظريات المؤامرة بشأن الانتخابات التي جرت بنزاهة ودقة.

وطبقاً لمقتطفات من المكالمة التي نشرتها واشنطن بوست على موقعها الإلكتروني، قال ترمب: "مواطنو جورجيا غاضبون، الناس في البلاد غاضبون، ولا يوجد ما يمنع من القول، مثلما تعلم، إنك أعدت إحصاء (الأصوات)".

وتابع ترمب في المكالمة المسجلة: "انظر.. هذا كل ما أريد منك فعله، كل ما أريده هو إيجاد 11780 صوتاً، لأننا فزنا بالولاية"، وأصر ترمب على أنه "لا يمكن بأي حال" أن يكون قد خسرها.

وقال ترمب: "لقد فزنا بالانتخابات وليس عدلاً أن تُسلب منا هكذا، سيكون الأمر مكلفاً للغاية على عدة أوجه".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "أرى أن عليك أن تقول إنك ستعيد النظر في ذلك".

وأجرت الولاية ثلاث عمليات فرز منفصلة أسفرت عن إعلانين رسميين بفوز بايدن، وأظهرت النتائج النهائية فوز بايدن بفارق 11779 صوتاً من بين خمسة ملايين بطاقة اقتراع تقريباً.

وأحجم البيت الأبيض عن التعليق، ولم يرد مكتب رافينسبرجر بعد على طلبات للتعليق.

وقال بوب باور مستشار بايدن إن التسجيل يعرض "القصة المخزية برمتها عن هجوم دونالد ترمب على الديمقراطية الأمريكية".

ولقي ترمب انتقادات فورية من خبراء في قانون الانتخابات وأعضاء ديمقراطيين بالكونغرس قالوا إنها ترقى إلى حد الجريمة التي يعاقب عليها القانون.

وقال البروفيسور أنثوني مايكل كريس أستاذ القانون في جامعة جورجيا، إن ترمب ربما يكون قد انتهك القوانين الاتحادية وقانون الولاية بالتحريض على تزوير الانتخابات.

وكان فوز بايدن بفارق ضئيل في جورجيا الأول لمرشح رئاسي ديمقراطي خلال عشرات السنين.

وحث عشرة وزراء دفاع سابقين في مقال مشترك ترمب على الإقرار بالهزيمة، قائلين إن وقت التشكيك في النتائج قد ولى، وإن أي مسعى لإشراك القوات المسلحّة الأمريكية في حل النزاع الانتخابي "سيأخذنا إلى منطقة خطيرة غير قانونية وغير دستورية".

وقبل أن تنشر الصحيفة تقريرها عن المكالمة، قال ترمب على تويتر يوم الأحد إنه تحدث هاتفياً مع رافينسبرجر عن تزوير الانتخابات في جورجيا.

وأضاف في تغريدة على تويتر: "لم يكن راغباً أو كان عاجزاً عن الرد على أسئلة عن أمور مثل (بطاقات اقتراع تحت الطاولة) و(تدمير أوراق الاقتراع)، و(الناخبون من خارج الولاية)، و(أصوات الموتى) وغير ذلك، ولم تكن لديه إجابات".

ورد رافينسبرجر على تويتر قائلاً: "مع احترامي لك سيادة الرئيس ترمب.. ما تقوله ليس صحيحاً، الحقيقة ستظهر".

المطالبة بانتقال سلمي للسلطة

في سياق ذي اتصال، أعرب آخر عشرة وزراء دفاع أمريكيّين ما زالوا على قيد الحياة، عن معارضتهم أيّ انخراط للقوّات المسلّحة في عمليّة الانتقال السياسي الجارية في الولايات المتحدة حالياً، وذلك في مقال نشرته الأحد صحيفة واشنطن بوست.

ووجّه كلّ من أشتون كارتر وليون بانيتا وويليام بيري وديك تشيني وويليام كوهين ودونالد رامسفيلد وروبرت غيتس وتشاك هاغل وجيمس ماتيس ومارك إسبر، دعوةً إلى البنتاغون في هذا المقال من أجل الالتزام بانتقال سلمي للسلطة.

ويأتي النداء الذي وجّهه وزراء الدفاع السابقون في وقت يستعد الكونغرس الأربعاء للمصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

وقال الموقّعون على المقال، و بينهم ماتيس وإسبر اللذان عيّنهما ترمب في البنتاغون: إنّ "الجهود لجعل القوات المسلحة الأمريكية تنخرط في حل النزاعات الانتخابية ستقودنا إلى مكان خطير وغير قانوني وغير دستوري"، معتبرين أنّ المسؤولين الذين سعوا للقيام بذلك قد يواجهون عواقب مهنية وقضائية خطرة.

وفي حين يتعيَّن على الكونغرس المضي قدماً بالتصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية في 6 يناير/كانون الثاني، يواصل دونالد ترمب التأكيد أنه هو الذي فاز في الانتخابات وأنّ فوز جو بايدن الذي اعترف به كبار الناخبين تمّ عن طريق الاحتيال. ورفضت المحاكم الأمريكية في الأشهر الأخيرة عشرات الطعون المقدّمة من معسكر ترمب ضد نتائج الانتخابات.

وقال وزراء الدفاع السابقون إنّ الولايات المتحدة سجّلت في الماضي رقماً قياسياً من التحوّلات السلميّة.

وأضافوا: أن "هذه السنة يجب أن لا تكون استثناءً".

ولم يذكر موقّعو المقال على وجه التحديد السبب الذي دفعهم إلى التدخّل بشكل علني.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً