عشرات الآلاف من الفلسطينيين يشاركون في مليونية الأرض والعودة في قطاع غزة (AFP)
تابعنا

في مشهد متكرر، منذ أكثر من 4 عقود، خرج آلاف الفلسطينيون لإحياء يوم الأرض تخليداً لذكرى ستة فلسطينيين قُتلوا برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال تظاهرهم احتجاجاً على أمر بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم سنة 1976.

تزامنت هذه الذكرى هذا العام مع إحياء الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات العودة الكبرى، ما أعطى زخماً أكبراً للتظاهرات في قطاع غزة، حيث خرج الآلاف للمشاركة فيما يعرف بـ"مليونية العودة والأرض".

ويأتي حشد السبت، في ظروف صعبة يعيشها قطاع غزة، في ظل حصار مستمر لسنوات، وتصعيد عسكري إسرائيلي، الأمر الذي وتّر الأوضاع أكثر في الأيام القليلة الماضية.

قمع للمظاهرات

واجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، المسيرات الحاشدة التي تجمعت في 5 نقاط قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة بالرصاص الحي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، عن مقتل 3 فلسطينيين، وإصابة المئات بجروح، إثر اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين.

وذكرت وزارة الصحة أن "316 متظاهراً أُصيبوا بجروح مختلفة، بينهم 64 بالرصاص الحي، و 16 بالرصاص المعدني، و13 بشظايا الرصاص، فيما أصيب 46 بقنابل الغاز بشكل مباشر، و94 بانفجار قنابل الغاز والصوت، و83 بإصابات أخرى".

وقرب الحدود مع غزة، عزز جيش الاحتلال من قواته، واعتلى العشرات من قناصة الجيش تلالاً رملية تقابل مناطق تجمع المتظاهرين الفلسطينيين، بحسب ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية.

من ناحيتها، نشرت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، منذ ساعات الصباح، 8 آلاف عنصر أمن في محافظات القطاع والطرق المؤدية إلى المناطق الحدودية لتأمين فعاليات المسيرة.

عام من التظاهر

يأتي تجمع الفلسطينيين هذا العام، على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، استمراراً لمشهد كل جمعة منذ نحو عام، عندما أُطلقت حينها مسيرة العودة الكبرى.

ومنذ 30 آذار/مارس 2018، اليوم الأول للتظاهرات، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 270 فلسطينياً منذ عام خلال تظاهرات ومواجهات وقعت مرة واحدة على الأقلّ كلّ أسبوع يوم الجمعة.

وأصيب غالبيتهم برصاص قناصة من جيش الاحتلال، كما أصيب آخرون إصابات قاتلة بطلقات غاز مسيل للدموع أو بشظايا.

في المقابل، قام الفلسطينيون بالتظاهر بشكل سلمي على مسافة من السياج الإسرائيلي، إلا أن البعض منهم اقترب متحدياً قوات الاحتلال.

وقام عدد منهم بمحاولات عدة لاختراق السياج الفاصل، فيما حرق آخرون إطارات لإقامة ستائر من الدخان، وألقاء الحجارة والمتفجرات اليدوية الصنع باتجاه الجنود على الجهة الأخرى.

وما يشغل ويغضب الجانب الإسرائيلي أيضاً إرسال طائرات ورقية أو بالونات محمّلة بعبوات حارقة من خلف الحدود من غزة.

وتسببت تلك الطائرات الورقية والبالونات بـ1963 حريقاً، وأدت إلى أضرار بالغة في مساحات واسعة من الأراضي، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً