دول غربية عدة تعتزم إرسال شحنات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا (Fadel Senna/AFP)
تابعنا

أعلنت دول غربية عدة عزمها إرسال شحنات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا، مع دخول الهجوم الروسي عليها أسبوعه الخامس.

وقالت السويد الأربعاء إنها "ستمدّ أوكرانيا بخمسة آلاف قطعة سلاح إضافية مضادّ للدروع لمساعدة أوكرانيا على التصدّي للهجمات الروسية".

ومنذ 1939 التزمت السويد مبدأ عدم إرسال أسلحة إلى أيّ بلد يشهد حرباً، لكنّ الدولة الاسكندنافية تخلّت عن هذا المبدأ للمرة الأولى بعد بدء الهجمات الروسي لأوكرانيا بقرارها تزويد كييف أسلحة.

ويأتي إعلان شحنة الأسلحة الجديدة هذه عشية خطاب يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلقاءه أمام البرلمان السويدي عبر الفيديو الخميس.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي في تغريدة على تويتر إنّ "السويد ستضاعف إسهاماتها في القوات المسلّحة مع خمسة آلاف سلاح مضادّ للدبّابات ومعدّات لإزالة الألغام"، مشيدة بـ"قرار تاريخي جديد".

وأكّد متحدّث باسم وزارة الدفاع أنّ شحنة الأسلحة التي سترسلها السويد إلى أوكرانيا مماثلة لتلك التي سبق أن أرسلتها في المرة الأولى وهي قاذفات صواريخ من طراز AT-4 الأحادية الطلقة.

وهذه الأسلحة سهلة الاستخدام، لكنّها أقلّ قوة من قاذفات الصواريخ المضادّة للدروع من نوع إنلاو التي طلبتها كييف من ستوكهولم لكنّ الحكومة السويدية رفضت تزويدها بها، خلافاً للحكومة البريطانية التي زوّدت الجيش الأوكراني بهذه الأسلحة المتطورة.

من جهته أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء أنّ بلاده سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي، ما يمثل زيادة بأكثر من الضعف في الأسلحة الفتاكة الدفاعية التي قرّرت لندن تزويد كييف بها منذ بدء الهجمات الروسي على أوكرانيا قبل شهر.

وعشيّة قمّتي حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع المقرّرتين في بروكسل الخميس، قال جونسون إنّه "على الرّغم من المقاومة الشجاعة فوق العادة التي برهن عليها الأوكرانيون، فإننا لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح للروس بتحويل المدن الأوكرانية إلى رماد".

وأضاف إنّ "المملكة المتّحدة ستعمل مع حلفائها لزيادة الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا وتعزيز دفاعاتها في الوقت الذي تقلب فيه مسار هذه المعركة".

وسبق لبريطانيا أن زوّدت أوكرانيا بأربعة آلاف صاروخ مضادّ للدبابات، من بينها خصوصاً صواريخ من نوعي "إن لاو" و"جافلين"، بالإضافة إلى صواريخ أرض-جو محمولة على الكتف من نوع ستارتريك.

وبذلك يرتفع عدد الصواريخ، التي حصلت أو ستحصل عليها كييف من لندن، إلى أكثر من 10 آلاف، منذ بدء الجيش الروسي هجماته في 24 فبراير/شباط الماضي.

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني أنّ لندن ستقدّم للجيش الأوكراني مساعدة بقيمة 25 مليون جنيه استرليني (30 مليون يورو)، تضاف إلى أكثر من 400 مليون جنيه استرليني من المساعدات الاقتصادية والإنسانية التي سبق للندن أن تعهّدت بتقديمها لكييف.

وحذّر رئيس الوزراء المحافظ من أنّه "بعد شهر من بدء الأزمة، يواجه المجتمع الدولي خيارَ إمّا أن نبقي شعلة الحرية مشتعلة في أوكرانيا، وإما أن نخاطر برؤيتها تنطفئ في سائر أنحاء أوروبا والعالم".

وستقدّم الحكومة البريطانية كذلك مبلغ 4.1 مليون جنيه إسترليني إلى "بي بي سي وورلد"، الخدمة الدولية لهيئة لإذاعة العامة البريطانية، بهدف "مواجهة التضليل الإعلامي في روسيا وأوكرانيا"، كما ستقدّم دعماً متزايداً للتحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

وعلى صعيد موازٍ قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير الأربعاء إن أول شحنة من حزمة أسلحة جديدة بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا، أقرها الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي، سيبدأ نقلها من الولايات المتحدة خلال يوم أو نحو ذلك، ولن يستغرق وصولها إلى أوكرانيا طويلاً.

ولم يحدد المسؤول الذي تحدث إلى الصحفيين بشرط عدم الكشف عن اسمه، أنظمة الأسلحة التي ستشملها الشحنات الأولى، لكنه قال إن الأولوية ستكون لأنواع الأسلحة الدفاعية التي تستخدمها القوات الأوكرانية بالفعل.

وقال المسؤول: "نعمل بالفعل على تجميع المخزونات في الولايات المتحدة ونستعد لشحنها إلى هناك".

وبدورها تعتزم ألمانيا إرسال ألفي صاروخ إضافي مضاد للدبابات إلى أوكرانيا، وفقاً لما أفاد به مصدر ألماني لوكالة الصحافة الفرنسية.

وسبق أن تلقت القوات الأوكرانية من الجيش الألماني ألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينغر.

كما قدّمت ألمانيا نحو 500 صاروخ أرض-جو من طراز ستريلا من أصل 2,700 تعهدت بها.

وأفاد المصدر البرلماني الذي طلب عدم كشف هويته، أنه ألفي صاروخ إضافي مضاد للدبابات سوف تُرسل إلى أوكرانيا، مؤكداً المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام الألمانية.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمام البرلمان الأربعاء: "نحن من أكبر مزودي الأسلحة لأوكرانيا في ظل الوضع الحالي".

وأضافت: "هذا لا يجعلنا فخورين، لأن هذا ما يجب علينا أن نفعله الآن لمساعدة أوكرانيا".

وكانت ألمانيا مترددة في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا مع حشد روسيا قوات على حدود جارتها العام الماضي، لكن المستشار الألماني أولاف شولتس اتخذ قراره بتقديم الدعم العسكري عقب بدء الهجمات الروسية.

وامتنعت ألمانيا في السابق عن تصدير الأسلحة الفتاكة إلى مناطق النزاعات بسبب تاريخها في ظل النازية.

وأكدت بيربوك أمام البرلمان الأربعاء أن بقية الأسلحة الموعودة لأوكرانيا "في طريقها إلى هناك".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً