محافظ القدس لـTRT عربي: حكومات إسرائيل وجوه لعملة واحدة (TRT عربي)
تابعنا

قال محافظ القدس عدنان غيث، إن جميع الحكومات الإسرائيلية هي "وجوه لنفس العملة"، مشيراً إلى أنها حكومات قائمة على من "يريد أن يرتكب مزيداً من التنكيل والاضطهاد والمجازر في حق الشعب الفلسطيني".

وخلال مقابلة خاصة مع TRT عربي من مقر إقامته الجبرية في القدس، أوضح المحافظ: "نحن نتعامل مع حكومة يمينية متطرفة، وأعتقد أن الشارع الإسرائيلي هو أيضاً يحمل هذه الرغبة في التطرف الذي له علاقة بالانقضاض على حقوق شعبنا الثابتة والعادلة".

وأشار غيث في السياق ذاته إلى أنه "يوجد من ينادي بقتل العرب والمسلمين، ومن ينادي بهدم مقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى."

وأضاف: " إن نجحت هذه الحكومة في تشكيل لوبي وزاري، فإن نتنياهو سيعود ويأخذ على عاتقه إعادة فتح سفارات لبعض الدول في القدس الشرقية بما يخالف المواثيق والأعراف الدولية".

اتفاقيات إبراهام

وحول اتفاقيات تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل قال محافظ القدس: "سيقوم (نتنياهو) بتعميق الاتفاقيات التي لها علاقة باتفاقية "إبراهام"، والتي تمثل خنجراً في خاصرة مشروعنا الوطني الفلسطيني وتعدياً صارخاً على حقوق الشعب الفلسطيني، وضرباً بعرض الحائط للمبادرة العربية للسلام.. إذاً نحن نتحدث عن حكومة لا تختلف عن سابقاتها".

وأشار غيث إلى أنه: "في عهد ترمب، اتخذت الإدارة الأمريكية خطوة غير مسبوقة بنقلها سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى مدينة القدس، إلى جانب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهي خطوات خارج سياق العرف الدبلوماسي والمواثيق الدولية، وأعتقد أن نتنياهو سيستكمل هذه الخطوة بنقل العديد من السفارات الأخرى إلى القدس".

ونوه بأنه: " عندما نتحدث عن القدس فإننا نتحدث عن مدينة محتلة حسب القانون الدولي، وبالتالي فإن كل من يفتح سفارة أو تمثيلية أو غيره.. فهو يهدف إلى تعزيز هذه الاحتلال".

وأكد على أن :"الشعب الفلسطيني سيواجه بمختلف مكوناته هذه القرارات بكل ما أتيح له من وسيلة وفي كل المحافل الدولية."

انتهاكات متواصلة

وحول السياسات المتوقعة للحكومة الإسرائيلية المقبلة، أشار غيث إلى أن: "سياسات القمع والتطهير والاستيطان لم تتوقف في كل الحكومات الإسرائيلية بما فيها حكومة نتنياهو".

وأضاف قائلا إنه: " في الوقت الذي يُمنع فيه أبناء الشعب الفلسطيني من التمدد والبناء، تعلن الحكومة الإسرائيلية وحدات استيطانية جديدة على حساب الشعب الفلسطيني. وفي ذلك نحمل المجتمع الدولي كافة المسؤولية. فحقوق شعبنا لا يمكن أن تسقط بالتقادم أياً كانت الحكومة ومن يرأسها".

وتابع: "نتنياهو سيترأس حكومة متطرفة قضت بأن تدير أمورها على حساب أراضي الغير. هذه الحكومة التي تضم عديداً من الأسماء المتطرفة على غرار بن غفير وسوميترتيش والذين نادوا بإعدام الفلسطينيين والأسرى، تدور في فلك عقلية همجية تتنكر لحقوق الغير".

واستذكر قائلاً: "عايشنا تجربة مريرة مع حكومة نتنياهو التي مارست التهجير القسري لسكان بلدات وقرى بأكملها. توجد 5 أو 6 أحياء في مدينة سلوان فقط أهلها معرضون للتهجير تحت ذرائع واهية، وكذلك أيضاً سكان حي الشيخ جراح".

وشدد على أن: "عنوان هذه الحكومات على اختلافها، مزيد من التهجير والتنكيل للشعب الفلسطيني وتنكر لحقوقه. ولذلك نتنياهو لن يختلف عن غيره، ولكنه سيركز على القضايا التي لها علاقة بالتوسع الاستيطاني وافتتاح سفارات واستكمال اتفاقيات".

وأكد غيث على أن: "هذا الأمر يدعونا كفلسطينيين إلى تحصين جبهتنا الداخلية ونضع استراتيجية واحدة لمواجهة هذا الاحتلال".

ازدواجية معايير

وحول دور المجتمع الدولي والولايات المتحدة في القضية الفلسطينية، قال محافظ القدس: "المجتمع الدولي غير منصف وغير عادل تجاه القضية الفلسطينية. بإمكان هذه الدول رفع الظلم عن مجتمعنا الفلسطيني. رأينا ازدواجية المعايير عندما تعلق الأمر بالحرب الدائرة في أوكرانيا، كيف تحلى المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة بالجرأة ووقفوا بكل إمكانياتهم العسكرية والبشرية والمعنوية في صف الشعب الأوكراني، ونحن ضد الحروب، ولكن عجزوا في المقابل عن توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني".

وأضاف: "بالتالي فإن ازدواجية المعايير تؤكد لنا أن هذه الدول ساهمت في إطالة عمر الاحتلال وفيما يتعرض له شعبنا".

ونوه بأن "حراكنا الدبلوماسي وجهودنا لا تكفي وحدها، إذ يجب أن تكون أيضاً وحدة فلسطينية-فلسطينية، لا يمكن من خلالها أن يتآمر الاحتلال أو أي دولة أو جهة أخرى على شعبنا. كما لا نعفي من المسؤولية أيضا أمتنا العربية والإسلامية في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية".

واستكمل حديثه قائلاً: " إسرائيل هي دولة قائمة بالاحتلال وبالقوة العسكرية، وبالتالي فإن أدوات الحراك يجب أن تنسجم دائماً مع التطورات التي تستهدفنا."

وأوضح أنه :" لا يمكننا بعد أكثر من 7 عقود أن نستمر بنفس النمط من التحرك في مواجهة الاحتلال. توجد حاجة إلى تفعيل مقاومتنا الشعبية، وكذلك تقديم قادة الاحتلال كافة إلى المحاكم الدولية مجرمي حرب".

TRT عربي
الأكثر تداولاً