أشخاص في منتجع سياحي بدبي (Rula Rouhana/Reuters)
تابعنا

منذ عدة أيام تتهم السلطات الصحية في عدة دول، الإمارات بالتسبب في انتشار فيروس كورونا على أراضيها، لا سيما على خلفية سياسة مدينة دبي الإماراتية في التعامل مع الجائحة.

إذ تصف إمارة دبي نفسها بأنها مفتوحة للأعمال في الوقت الذي كان فيه عديد من البلدان تضع قيوداً على الحركة للحد من انتشار الفيروس، مما أثار تحذيرات من جانب عدة دول.

وأفاد موقع أكسيوس (Axios) الإخباري الأمريكي بأن الإمارات اشتكت إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعدما قالت كبيرة خبراء الأوبئة الإسرائيلية شارون إيلروي برايس إن عدوى فيروس كورونا انتقلت من دبي إلى إسرائيل، وقد اعتذر مستشارو نتنياهو عن هذه التصريحات.

وقال الموقع في تقرير إن برايس انتقدت الحكومة الإسرائيلية في اجتماع افتراضي مع مديري المستشفيات في إسرائيل، وقالت إن "عدد الإسرائيليين الذين توُفّوا في غضون أسبوعين من السلام مع دبي يفوق عدد من لقوا حتفهم في 70 سنة من الحرب معها".

لوم بريطاني

ونقل موقع "يورونيوز" الأوروبي الجمعة الماضية، عن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، لومه بعض المواطنين البريطانيين على السفر إلى الإمارات لقضاء عطلات نهاية الأسبوع أو حفلات رأس العام 2021.

وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في وقت سابق من يناير/كانون الثاني: "لا يجب التنقل بهدف قضاء عطلات نهاية الأسبوع في دبي، هذا التصرف سيكون مخالفاً للقانون".

وفي محاولة للسيطرة على انتشار الجائحة، أعلنت السلطات البريطانية إضافة الإمارات إلى "القائمة الحمراء" للدول التي يحظر السفر منها إلى بريطانيا في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

وجاء القرار في أعقاب سفر عديد من الشخصيات البارزة للترفيه، فيما كانوا يصرون على أن رحلاتهم هي لأغراض العمل، حسبما نقلت "بي بي سي".

الدنمارك.. اكتشاف السلالة الجديدة

وفي السياق نفسه اكتشفت الدنمارك حالة من سلالة كورونا الجديدة التي ظهرت في جنوب إفريقيا لدى مسافر قادم من دبي.

وأوضحت السلطات الدنماركية أن عشرات المشاهير الدنماركيين سافروا إلى دبي للاحتفال بالعام الجديد، مما ساهم في ظهور السلالة الجديدة، حسب "يورونيوز".

كما أعلنت الدنمارك الثلاثاء، تمديد فترة تعليق رحلاتها الجوية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، للمرة الثانية.

وأشار وزير النقل الدنماركي بيني إنجلبريخت، إلى تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) في دبي، وإغلاق الملاهي الليلية جزئياً، معلناً مد حظر الطيران مع الإمارات.

وأوضح الوزير أن مد الحظر سيتسمر لمدة أسبوع على الأكثر أو إلى حين إعادة تطبيق شرط تقديم مسحة سلبية لاختبار كورونا بالنسبة إلى القادمين من خارج البلاد.

وكانت وزارة النقل الدنماركية علقت رحلاتها مع الإمارات في 22 يناير/كانون الثاني المنصرم ولمدة 5 أيام، ثم جددت التعليق ثانية في 26 من الشهر نفسه حتى يوم الثلاثاء.

الدنمارك التي كانت تطلب حينها إجراء فحوص للمسافرين لإثبات سلامتهم من الفيروس قبل أقل من 24 ساعة من السفر، رجعت قرار تعليق الرحلات الجوية القادمة من الإمارات إلى الاشتباه في حدوث مخالفات في الفحوص.

وفي الفلبين قالت السلطات الصحية إنها رصدت حالة إصابة بالسلالة البريطانية يحملها فليبيني قام برحلة عمل إلى دبي في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي وعاد إلى الفلبين في 7 يناير.

وأعلنت السعودية الثلاثاء، تعليق دخول القادمين من 20 دولة إلى المملكة مؤقتاً، اعتباراً من الأربعاء، على أن يُستثنى من القرار المواطنون والدبلوماسيون والممارسون الصحيون وعائلاتهم، وفي مقدمة هذه الدول الإمارات.

كما كشفت مصادر مصرية خاصة لصحيفة العربي الجديد تفاصيل خلافات جديدة بين مصر والإمارات خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب توصيات صادرة عن الجهات الطبية المعنية بملف جائحة كورونا، بضرورة تعليق السفر مع الإمارات خلال الفترة المقبلة، لمدة أسبوعين على الأقل، بسبب تزايد أعداد الحالات الموجبة بشكل كبير هناك، وكذلك خشية انتقال السلالات الجديدة من الفيروس، التي تُعَدّ أشدّ فتكاً.

وأوضحت المصادر أن اتصالات على أعلى مستوى جرت خلال الأيام القليلة الماضية، من جانب مسؤولين في دولة الإمارات لإقناع القيادة المصرية بمنع إقرار توصية عدم استقبال أي رحلات من الإمارات، نظراً إلى الخسائر الفادحة التي قد يسبّبها القرار حال اتخاذه.

إجراءات إماراتية

من جهتها، تصر السلطات الإماراتية على أن وضع جائحة كورونا لديها "تحت السيطرة".

وجاءت التصريحات الإماراتية رغم إقالة إمارة دبي رئيس وكالتها الصحية الحكومية دون تفسير، عقب تسجيل مدينة دبي نحو 4 آلاف إصابة يومية بكورونا، وفق بيان لمكتب دبي الإعلامي، صدر الأحد الماضي.

وقبل أسبوع أعلنت حكومة دبي أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أُغلِقَ نحو 20 منشأة سياحية بسبب مخالفات بشأن مواجهة الوباء، كما وُجّهَت جميع المستشفيات بتعليق جميع العمليات الجراحية الاختيارية حتى 19 فبراير/شباط المقبل بسبب تزايد انتشار الفيروس.

وتشير صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن الاتهامات تزامنت مع وجود تساؤلات حول قدرة الإمارات على التعامل مع الارتفاعات القياسية المبلغ عنها، مشيرة إلى عدم الشفافية في التعامل مع الحقائق في الإمارات، إذ أوضحت الصحيفة أن المكتب الإعلامي في دبي رفض مراراً الإجابة عن أسئلة بخصوص القدرة الاستيعابية للمستشفيات، على الرغم من تأكيدها أنها تبذل كل الجهد للتعامل مع الوباء.

وأكد تقرير "واشنطن بوست" تزايد الشكوك بشأن قدرة دبي على التعامل مع القضايا المتزايدة، كما أشارت إلى أن دبي أغلقت المستشفى الميداني لعلاج حالات كورونا في نفس اليوم الذي فتحت فيه أبواب السياحة مرة أخرى في سياسة تدلّ على “عدم الشفافية”.

ورغم زيادة أعداد الحالات، تظل الإمارات العربية المتحدة واحدة من أعلى الدول على مستوى العالم في توفير جرعات لقاحات فيروس كورونا التي تُعطَى للفرد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً