ليز تراس.. ثالث امرأة تتبوّأ رئاسة وزراء بريطانيا (Reuters)
تابعنا

انتخب أعضاء حزب المحافظين البريطاني وزيرة الخارجية ليز تراس الاثنين لقيادة حزبها لتصبح بذلك رئيسة وزراء البلاد خلفاً لبوريس جونسون.

وحصلت تراس (46 عاماً) على 81 ألفاً و326 من الأصوات مقابل 60 ألفاً و399 لمنافسها، وزير الخزانة السابق ريشي سوناك (42 عاماً).

وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 82.6% حازت تراس على الحظ الأوفر حسب التوقعات لكنها لم تحقق فوزاً ساحقاً كما كان يتوقع عديد المراقبين.

وتراس هي ثالث امرأة تتولى رئاسة وزراء البلاد، وفازت اليوم بـ57.4% من الأصوات مقارنة بـ42.6% لمنافسها سوناك.

ومن المرتقب أن تسافر تراس الثلاثاء إلى بالمورال في اسكتلندا، حيث تلتقي الملكة اليزابيث الثانية لتعيينها رسمياً بالمنصب ولتطلب منها تشكيل حكومة.

وقدمت تراس في خطاب فوزها، شكراً لداعميها وكذلك لمنافسها سوناك، قائلة إن الحملة أظهرت "اتساع وعمق المواهب في حزب المحافظين".

كذلك أشادت بمن وصفته "صديقي بوريس جونسون" رئيس الوزراء المنتهية ولايته الذي تعرض لضغوطات لتقديم استقالته على خلفية سلسلة من الفضائح.

وقالت: "بوريس، أنت حققت بريكست (إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) وسحقت (زعيم حزب العمال السابق) جيرمي كوربين، وطرحت في البلاد لقاح كورونا، ووقف بوجه (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين. لقد حظيت بالإعجاب من كييف (أوكرانيا) إلى كارلايل (المملكة المتحدة)".

وأصبحت ليز تراس ثالث رئيسة وزراء للمملكة المتحدة بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي وجميعهن من حزب المحافظين (يمين وسط).

قائمة مهام تراس

بعد بوريس وجهت تراس انتباهها إلى حزبها، قائلة: "الأصدقاء والزملاء، أشكركم على ثقتكم بي لقيادة حزبنا العظيم، أعظم حزب سياسي على الأرض".

وأضافت قبيل عد أولوياتها: "خلال حملة القيادة هذه، أديت حملتي بصفتي محافظة وسأحكم بصفتي محافظة".

وتابعت تراس: "سأقدم خطة جريئة لخفض الضرائب وتنمية اقتصادنا".

وزادت: "سأتناول أزمة الطاقة والتعامل مع فواتير الطاقة التي يدفعها المواطنين، وسأتعامل أيضاً مع المشاكل طويلة الأمد التي نواجهها في إمدادات الطاقة، وسأفعل ما يلزم بشأن خدمة الصحة الوطنية".

ومضت: "لكن سنقوم جميعاً على مساعدة وطننا وسأحرص على استخدام كل المواهب الرائعة لحزب المحافظين، وأعضاء البرلمان ومستشارينا الرائعين (...) لأننا سنحقق انتصاراً كبيراً لحزب المحافظين في عام 2024".

ومن المتوقع أن تجرى انتخابات عامة في المملكة المتحدة عام 2024.

المحافظون يصطفون خلف تراس

بدوره، قال جونسون في بيان: "كنت فخوراً بكوني زعيم حزب المحافظين على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفزت بأكبر أغلبية لعقود، وأنجزت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأشرفت على أسرع طرح لقاح في أوروبا وقدمت دعماً حيوياً لأوكرانيا".

وأضاف: "تهانينا لليز تراس على فوزها الحاسم. أعرف أن لديها الخطة الصحيحة لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة، وتوحيد حزبنا ومواصلة العمل العظيم لتوحيد بلدنا وتحسين مستواه. حان الوقت الآن لجميع المحافظين لدعمها بنسبة 100%".

كذلك هنأت رئيسة الوزراء السابقة للمملكة المتحدة تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون، ليز تراس على منصبها الجديد.

وقالت ماي عبر تويتر: "تهانينا لليز تراس. نحن المحافظون يجب أن نعمل معاً لمعالجة التحديات التي تواجه بلدنا، ومعالجة تكاليف المعيشة وتقديم الخدمات للمحتاجين وإدارة المالية العامة بمسؤولية. إنني أتطلع إلى دعم الحكومة في هذه المهمة".

كما كتب كاميرون عبر تويتر: "تهانينا لرئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس. في هذا الوقت من التحدي وعدم اليقين العالمي، أتمنى التوفيق للحكومة الجديدة".

وتابع: "لا أنسى أبداً الدعم الذي تلقيته من جميع قادة المحافظين السابقين عندما فزت في انتخابات عام 2005 وآمل أن يتحد جميع المحافظين خلف رئيسة الوزراء الجديدة".

داعمة لبريكست

وبعد أن كانت داعمة متحمسة لعضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، تحولت تراس بعد استفتاء عام 2016 لتصبح مؤيدة متحمسة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووقفت تراس إلى جانب دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي وكتبت في صحيفة صن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "مأساة ثلاثية: مزيد من القواعد ومزيد من الإجراءات الورقية ومزيد من التأخير عند الإتجار مع الاتحاد الأوروبي".

حياتها السياسية

وخلال فترة وجودها في جامعة أكسفورد تركت تراس الديمقراطيين الأحرار، وانتقلت إلى صفوف حزب المحافظين.

وبعد التخرج عملت محاسبة في شركة شل النفطية العملاقة وغيرها من الشركات الخاصة وتزوجت من زميلها المحاسب هيو أوليري عام 2000 ولديهما ابنتان.

ترشحت تراس عن حزب المحافظين في الانتخابات العامة لعام 2001 ، لكنها خسرت الانتخابات كما تعرضت للهزيمة في انتخابات 2005.

لكن طموحاتها السياسية لم تتراجع فقد انتُخبت عضواً في مجلس بلدية غرينتش جنوب شرقي لندن في عام 2006، وفي عام 2008 عملت أيضاً نائبة لمدير مؤسسة الأبحاث "إصلاح" ذات التوجهات المحافظة.

وفي عام 2012 واجهت معركة ضد إلغاء تمثيلها لدائرتها الانتخابية من جمعية حزب المحافظين الانتخابية بعد أن كُشف عن علاقتها الغرامية مع زميلها في مجلس العموم عن حزب المحافظين مارك فيلد قبل خمس سنوات.

لكن معارضيها في الدائرة الانتخابية ذات الطابع الريفي إلى حد كبير، فشلوا في النهاية في محاولتهم للإطاحة بها.

وفي سبتمبر/أيلول من عام 2012 وبعد ما يزيد قليلاً عن عامين من عضويتها في مجلس العموم، دخلت الحكومة نائبة لوزير التعليم.

اصطدمت مع نائب رئيس الوزراء نيك كليغ من حزب الديمقراطيين الأحرار بشأن إصلاح المدارس، لكن كاميرون منحها منصباً أكثر أهمية في الحكومة عام 2014 إذ أوكل إليها منصب وزيرة البيئة.

بعد أن أصبح بوريس جونسون رئيساً للوزراء في عام 2019، انتقلت تراس إلى منصب وزيرة التجارة الدولية مما وفر لها الفرصة لمقابلة ساسة ورجال أعمال عالميين للترويج للشركات البريطانية.

مواقفها السياسية

في عام 2021 عندما كانت تبلغ من العمر 46 عاماً انتقلت إلى واحدة من أرفع الوظائف في الحكومة وتولت منصب وزيرة الخارجية عندما نقل جونسون دومينيك راب إلى منصب وزير العدل.

في هذا الدور سعت تراس لحل المشكلة المعقدة لبروتوكول أيرلندا الشمالية من خلال إلغاء أجزاء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة انتقدها الاتحاد الأوروبي بشدة.

كما نجحت تراس في الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف وأنوشه عاشوري (بريطانيتان من أصول إيرانية) من السجن في إيران.

وعندما هجمت روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، اتخذت موقفاً متشدداً وأصرت على ضرورة طرد جميع قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من البلاد.

لكنها واجهت انتقادات بعد أن أعربت عن دعمها للبريطانيين الذين قد يرغبون في الذهاب إلى أوكرانيا للقتال ضد القوات الروسية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً