المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين التركي والأذري تبدأ الأربعاء، وتستمر 13 يوماً (AA)
تابعنا

بالتزامن مع تصاعد التوتر بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة "توفوز" الحدودية بين البلدين، بدأت الأربعاء، المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين التركي والأذري، التي من المقرر أن تستمر حتى 10 أغسطس/آب المقبل.

مناورات ضخمة

أفاد مراسل شبكة TRT فاتح أفانوس بأن المناورات التي تشارك فيها القوات الجوية من البلدين بدأت الأربعاء، في خمس مدن أذرية هي باكو ونخجوان وكنجه وكوردمير ويولاخ.

وأوضح أفانوس أنه من المقرر أن تبدأ المناورات البرية التي ستشارك فيها المركبات المدرعة ومدافع الهاون، في 5 أغسطس/آب المقبل.

ولفت مراسل TRT إلى أنه على الرغم من سرية المناورات التي لا يُسمح لوسائل الإعلام بتغطيتها مباشرة، فإن من المقرر أن يصدر بيان ختامي عقب انتهاء المناورات، ويُرسل إلى وسائل الإعلام.

والثلاثاء، وصل قسم من المروحيات الحربية التركية إلى جمهورية نخجوان ذاتية الحكم بأذربيجان. وذكرت وزارة الدفاع الأذرية في بيان، أن مراسم عسكرية أقيمت لاستقبال الجنود والمروحيات التي نقلت عبر طائرة عسكرية تابعة للجيش التركي.

ومن المنتظر أن تُختبر خلال المناورات جاهزية القوات على تنفيذ أوامر القيادة العسكرية، وإطلاق النار من المركبات المدرعة والمدافع ومدافع الهاون على أهداف افتراضية للعدو.

دعم الحلول السلمية

يتزامن وصول القوات التركية إلى الأراضي الأذرية، مع رسائل سياسية بعثها المسؤولون الأتراك، مؤكدين فيها رفض أنقرة العدوان الذي شنّته أرمينيا على القوات الأذرية، مع التشديد على دعم الحلول السلمية.

وزير الدفاع التركي خلوصي أقار عبّر عن ذلك الموقف صراحةً، بالقول إن "تركيا تدين عدوان أرمينيا، وتدعم تسوية المشكلة سلمياً في إطار وحدة أراضي أذربيجان".

وطالب الوزير التركي "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتحذير أرمينيا كي تتجنب مثل هذه الهجمات وتتبنى جدول أعمال بنّاء لحل هذه المشكلة".

رسائل إلى روسيا

ولا تخلو المناورات العسكرية المشتركة بين القوات التركية ونظيرتها الأذرية من رسائل سياسية موجّهة إلى الجانب الروسي الداعم لأرمينيا.

في هذا الصدد، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان مهما كان مصدر التهديد ضدها.

وتطرق قالن في تصريحات لقناة CNN Turk الثلاثاء، إلى أن الخلاف بين أذربيجان وأرمينيا مستمر منذ 1992، وأن الجانب الأرميني هو المحتل لأراض أذرية.

وبيّن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد وقوف تركيا إلى جانب أذربيجان ودعم وحدتها وأمنها، مشيراً إلى أن أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين ذلك بشكل واضح وجلي، ودعاه لاستخدام علاقات موسكو مع أرمينيا لخفض التوتر.

وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إلى إجراء روسيا مناورات عسكرية مع أرمينيا، مضيفاً: "ونحن ستكون لنا مناورات في أذربيجان، استناداً إلى اتفاقية عسكرية وأمنية"، بين باكو وأنقرة.

وأكد أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان حتى النهاية مهما كان مصدر التهديد ضدها سواء من أرمينيا أو روسيا.

واستدرك قائلاً: "هذا لا يعني إغلاقنا أبواب الدبلوماسية.. وهذا كان سبب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس أمس مع بوتين، ويمكنني القول إنهما توصّلا إلى نقاط تفاهم جيدة للغاية خلال الاتصال".

ولفت إلى أن الرئيسين اتفقا على العمل سوياً واتخاذ خطوات من شأنها خفض التوتر، وتقديم الاقتراحات للجانبين، والبدء فوراً بالمفاوضات، معرباً عن اعتقاده بحصد نتائج ذلك في الأيام المقبلة.

في السياق نفسه، أشار الصحفي المتخصص في الشأن التركي محمد العباسي إلى أن "المناورات المشتركة كانت مخططة من قبل، وفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية الأذرية"، مضيفاً أنها تجري بالأساس وفقاً لآلية تعاون عسكري بين تركيا ودولتَي جورجيا وأذربيجان.

واستدرك العباسي بأن "تزامن المناورات مع التصعيد بين الجانب الأرميني والأذري جعل أرمينيا متوترة، بما يفسر تصريحات بعض المسؤولين الأرمينيين الذين اعتبروا تلك المناورات مستفزة".

وفي 12 يوليو/تموز الجاري، تصاعد التوتر مجدداً بين أذربيجان وأرمينيا، عقب إعلان وزارة الدفاع الأذرية تسجيل اعتداء للجيش الأرميني بالمدفعية، استهدف قواتها في منطقة "توفوز" الحدودية.

وأكدت وزارة دفاع أذربيجان أنها ردت بالمثل على النيران الأرمينية، وأوقعت خسائر في صفوفها وأجبرتها على التراجع.

وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذرية التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتَي آغدام وفضولي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً