الجيش التونسي في محيط البرلمان منذ إعلان الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية (Nacer Talel/AA)
تابعنا

منذ إعلانه العمل بالتدابير الاستثنائية طبقاً لقراءته للفصل 80 من الدستور، والتي يصفها بعض الأطراف على رأسها حركة النهضة بالانقلاب، لم يخرج الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الآن بخارطة طريق واضحة للتونسيين.

ورغم التطمينات العديدة للمنظمات الوطنية والمدنية التي استقبلها، إلا أنها لا تكفي، إذ لا يزال الجميع يطالب بتعيين رئيس للحكومة والإسراع بعودة المؤسسات لسيرها العادي.

إلا أنه في خضم ذلك، اتخذ الرئيس مجموعة من القرارت التي طغى عليها الإقالات والتي انطقلت منذ العمل بالتدابير الاستثنائية يوم 25 يوليو/تموز الجاري.

الحكومة أول المستهدفين

غداة "التدابير الاستثنائية"، أصدر سعيّد، الاثنين، أمراً رئاسياً بإقالة كل من المشيشي، رئيس الحكومة والمكلف بإدارة شؤون وزارة الداخلية بالنيابة، وإبراهيم البرتاجي، وزير الدفاع، وحسناء بن سليمان الوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالوظيفة العمومية ووزيرة العدل بالنيابة.

وقالت الرئاسة إن هذه الإعفاءات سارية منذ الأحد 25 يوليو/تموز الجاري.

ولملء هذا الفراغ الحكومي، قررت الرئاسة أن يتولى الكُتاب العامون أو المكلفون بالشؤون الإدارية والمالية في رئاسة الحكومة والوزارات المذكورة تصريف أمورها الإدارية والمالية لحين تسمية رئيس حكومة جديد وأعضاء جدد فيها. وإلى اليوم، لم تعين الرئاسة التونسية وزراء لهذه الوزارات ولا رئيساً للحكومة.

بعد ساعات من إعلان إعفائه، خرج المشيشي عن صمته ليعلن، مساء الاثنين، أنه غير متمسك بأي منصب في الدولة، وأنه سيسلم المسؤولية إلى رئيس الحكومة الذي سيكلفه الرئيس بالمهمة.

وقال المشيشي، عبر "فيسبوك": "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أكون عنصراً معطلاً أو جزءاً من إشكال يزيد وضعية تونس تعقيداً".

وتابع: "محافظة على سلامة كل التونسيين، أُعلن اصطفافي كما كنت دائماً إلى جانب الشعب واستحقاقاته، وأعلن عن عدم تمسكي بأي منصب أو أية مسؤولية في الدولة". فيما لم تصدر ردود أفعال من وزيري الدفاع والوظيفة العمومية والعدل بالنيابة بشأن إقالتهما.

فريق المشيشي ومناصب عليا

لم يتوقف الأمر هناك، بل أعلنت الرئاسة التونسية سلسلة إقالات جديدة استهدفت مسؤولين في مناصب عليا بالدولة، حسب مجلة "الرائد" الرسمية.

فبمقتضى أمر رئاسي، أقال سعيّد المكلف بمهام وكيل الدولة العام، مدير القضاء العسكري، العميد القاضي، توفيق العيوني، ورئيس الهيئة العامة لشهداء وجرحى الثّورة والعمليات الإرهابية، عبد الرزاق الكيلاني.

كما أقال كلاً من المعز لدين الله المقدم، مدير ديوان رئيس الحكومة المُقال، وكاتب عام الحكومة وليد الذهبي.

وكذلك كل مستشاري رئيس الحكومة المُقال الثمانية، وهم رشاد بن رمضان، لحسن بن عمر، إلياس الغرياني، أسامة الخريجي، عبد السلام العباسي، سليم التيساوي، زكريا بلخوجة، مفدي مسدي.

وشملت الإقالات أيضاً 9 مكلفين آخرين بمهام في ديوان الحكومة، وهم: فتحي ييار، محمد علي العروي، حسام الدين بن محمود، بسمة الداودي، ابتهال العطاوي، منجي الخضراوين، نبيل بن حديد، بسام الكشو، روضة بن صالح.

ومساء الأحد، قال سعيّد إنه اتخذ "التدابير الاستثنائية" من أجل "إنقاذ الدولة التونسية". لكن غالبية الأحزاب رفضتها، واعتبرها البعض "انقلاباً على الدستور"، بينما أيدتها أخرى، معتبرة إياها "تصحيحاً للمسار".

ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في إجراء عملية انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضاً ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن.

لكن في أكثر من مناسبة اتهمت شخصيات تونسية دولاً عربية، وخليجية على وجه الخصوص، بقيادة "ثورة مضادة" لإجهاض عملية الانتقال الديمقراطي في تونس، خوفاً على مصير الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً