تل رفعت باتت تشكل بؤرة لإرهاب تنظيم "YPG/PKK" (AA)
تابعنا

خلال السنوات الـ6 الماضية، حوّل تنظيم "YPG/PKK" الإرهابي منطقة تل رفعت شماليّ سوريا إلى بؤرة إرهاب، وباتت تشكل تهديداً حقيقياً للمنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا في الشمال السوري.

منذ فبراير/شباط من العام 2016، يسيطر التنظيم الإرهابي بدعم جويّ روسيّ على مدينة تل رفعت وريفها، التي تبعد نحو 18 كيلومتراً عن الحدود التركية، ما تسبّب بنزوح غالبية سكانها إلى مخيمات بالقرب من الحدود.

- الموقع والأهمية الجغرافية

يقع تل رفعت في ريف حلب الشمالي، على بعد 35 كيلومتراً من مدينة حلب، وتضمّ 12 قرية و7 مزارع في الشمال الغربيّ من هضبة حلب.

تجاور تل رفعت من الشمال ناحية أعزاز، ومن الشرق ناحية مارع، ومن الجنوب منطقة مركز جبل سمعان وناحية نبل، ومن الغرب منطقة عفرين.

وتتألف المنطقة من بلدة تل رفعت، التي تشكل مركز الناحية، وقرى ومزارع أحرص، وزيتان المصنع، وتل جبين، ودوير الزيتون، وتل عجار، وكفر أنطون، وتنب، وطاطمراش، والشيخ عيسى، وعين دقنة، والبيلونية، وكشتعار، وكفر ناصح، وقنقوز، وجيجة، وكفر نايا، والشيخ هلال، ومسقان، ودير جمال.

كما أن منطقة تل رفعت تشكل مركز أرياف حلب وتربط بين أوصاله، فهي نقطة وصل بين الريف الشرقي والغربي لحلب، وبين حلب المدينة وريفها الشمالي.

بؤرة إرهاب

أدّى عدم التزام روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعودهما بإخراج التنظيم الإرهابي من المنطقة، إلى مواصلة الإرهابيين استهداف الأحياء السكنية ومواقع قوات الأمن التركية ومقاتلي المعارضة، في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون.

يتمركز التنظيم وسط المدينة وفي قرى طعانة وأم حوش وحربل وشيخ عيسى ومنّغ وعين دقنة وكفر خاشر ومرعناز ومياسة، المحيطة بالمدينة.

ويستخدم في هجماته أسلحةً ثقيلة، وبخاصة على الأحياء المدنية والمشافي والمدارس، ما تسبّب في مقتل مئات المدنيين منذ عام 2016.

وأفادت مصادر في الجيش الوطني السوري، لوكالة الأناضول، بأن إرهابيي "YPG" الذين أحاطوا تل رفعت والمناطق المحيطة بها بشبكة معقدة من الأنفاق، يحاولون مؤخراً التسلل إلى خطوط الجبهة مع المعارضة في مدينتي مارع وأعزاز.

وتكبّد التنظيم خسائر كبيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية، جراء اشتباكات مع الجيش الوطني السوري على خطوط الجبهة، فيما قُتل مدني في قصف صاروخي للتنظيم على مدينة أعزاز في 25 يوليو/تموز الجاري.

وفي 24 يوليو الجاري استهدفت صواريخ التنظيم منازل الطوب التي أقيمت لإيواء النازحين في بلدة كفر جنة وقرية أناب شمال مدينة عفرين، ما أدّى إلى مقتل مدنيّ وجرح 3 آخرين.

ومنذ احتلاله تل رفعت والقرى المحيطة بها، اتّبع التنظيم أسلوب حفر الأنفاق فيها لتجنب استهدافه وضمان التحرك بسهولة لشنّ الهجمات.

وحسب مصادر من الجيش الوطني السوريّ، يستخدم التنظيم الإرهابي الأنفاق لتجنّب الضربات الجوية، ولنقل الأسلحة والذخائر إلى مواقعه، وشنّ هجمات على الأهداف المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وتسببت سيطرة تنظيم "YPG" الإرهابي على تل رفعت والقرى المحيطة عام 2016، في تهجير نحو 250 ألف شخص إلى المناطق القريبة من الحدود التركية.

تركيا تواجه "YPG"

خلال الشهرين الماضيين أعربت تركيا أكثر من مرة على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان وعدد من المسؤولين، عزمها على إطلاق عملية عسكرية ضد عناصر التنظيم الإرهابي في تل رفعت ومنبج.

وتعوّل تركيا على تطهير الشمال السوري من الإرهابيين وتعزيز المناطق الآمنة، في إطار تشجيع العودة الآمنة الطوعية للسوريين وإعادة الإعمار.

والمناطق الآمنة في سوريا هي مناطق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" و"درع الربيع"، التي نفذتها قوات الجيش الوطني السوري بدعم من الجيش التركي ضد تنظيمي "داعش"، و"YPG/PKK" الإرهابيَين.

ووعد الرئيس أردوغان أكثر من مرة باستكمال تنفيذ تحرير هذه المناطق بعمق 30 كيلومتراً في الداخل السوري.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً