بعد انقضاء أكثر من نصف المهلة التي منحتها تركيا لانسحاب التنظيمات الإرهابية من شرق نهر الفرات شمالي سوريا، إثر اتفاق لتعليق العملية العسكرية، يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، وانسحاب العناصر الإرهابية من المنطقة، صعّدت تركيا من تهديداتها باستئناف عملية نبع السلام فور انتهاء المهلة المحددة في حال لم تنجح واشنطن في تطبيق تعهداتها بسحب التنظيمات الإرهابية وسحب أسلحتها وتدمير تحصيناتها في حدود المنطقة الآمنة.
وخلال اليوم الأخير صعّد تنظيم PKK/YPG من انتهاكاته للاتفاق، وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد أن التنظيم أقدم على 20 عملاً استفزازيّاً أو انتهاكاً شمالي سوريا، وذكرت في بيان، أن القوات التركية ردّت بالشكل اللازم في إطار الدفاع المشروع عن النفس.
كما أعلن الجيش التركي استشهاد أحد جنوده في هجوم بصاروخ موجه على القوات التركية في محيط تل أبيض، وسط سلسلة طويلة من الانتهاكات التي نفذتها التنظيمات الإرهابية للاتفاق التركي الأمريكي.
ورغم ذلك، أكدت مصادر تركية أنه ورغم هذه الخروقات سمحت تركيا بدخول موكب من 39 سيارة إسعاف إلى رأس العين، حيث أجلى عدداً من الجرحى والأشخاص من المنطقة.
رغم الاتفاق التركي الأمريكي، فإن تنظيم PKK/YPG الإرهابي أقدم على 22 حالة خرق منذ الساعة 22:00 مساء 17 أكتوبر
تباطؤ في الانسحاب
أبو طالب العبد الله مراسل TRT عربي على الحدود التركية السورية، قال إن الهدوء يستمر على معظم الجبهات إلا أن وتيرة خروقات التنظيمات الإرهابية ترتفع باستمرار.
وأضاف "التنظيمات الإرهابية استخدمت مضادات للدبابات وأسلحة قنص ورشاشات خلال أعمال الاستفزاز ضد قوات عملية نبع السلام، فيما يرد الجيش الوطني السوري على الخروقات".
وتابع "الساعات تبدو حاسمة حيث سينتهي قرار وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، وفي حال لم تنسحب التنظيمات الإرهابية فسوف تبدأ العملية من جديد بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، وكأن الاتفاق لم يحدث لأن الولايات المتحدة كانت ضامناً أساسيّاً لانسحاب التنظيمات الإرهابية".
وأشار المراسل إلى وجود تباطؤ من قبل التنظيمات الإرهابية وعدم وجود انسحابات حقيقية وفقاً لمصادر ميدانية.
تركيا تهدد باستئناف العملية
مع استمرار التنظيمات الإرهابية في خروقاتها لوقف إطلاق النار، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الجيش التركي سوف يستأنف عملية نبع السلام فور انتهاء مهلة الـ120 ساعة، في حال عدم تنفيذ البنود الـ13 التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة.
وأكد الرئيس أن الجيشين التركي والوطني السوري، حررا 1500 كيلو متر مربع من الإرهابيين، وأشار إلى أنّ اتفاق مهلة الـ120 ساعة تم مع واشنطن وليس مع الإرهابيين، معرباً عن أمله أن يلتزم الأمريكيون بوعودهم هذه المرة.
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن بلاده ستستمر في سحق رؤوس الإرهابيين شمال شرقي سوريا، في حال عدم نجاح الاتفاق الأخير مع الجانب الأمريكي.
من جانبه، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، الأحد، إن هناك مساعي لتحريف الحقائق بشأن الاتفاق الأخير بين أنقرة وواشنطن، حول عملية "نبع السلام".
وأضاف في تغريدة "باختصار، تركيا علقت عملية نبع السلام، لمدة 120 ساعة، في المقابل الولايات المتحدة ملزمة بتسهيل انسحاب تنظيم YPG وجمع الأسلحة الثقيلة التي بحوزته، فالوقت يمضي".
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن عملية نبع السلام أحبطت مخططاً كبيراً كان يهدف لإقامة دولة لتنظيم PKK/YPG الإرهابي في شمال سوريا.
وأوضح جاوش أوغلو، في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، الأحد، أن عملية نبع السلام تستحوذ على أهمية بالغة حيال أمن تركيا وسوريا واستقرار المنطقة، وأنها جاءت في التوقيت المناسب.
وأضاف أن عناصر PKK/YPG، تواصل انسحابها من المناطق القريبة من الحدود التركية بموجب الاتفاق التركي الأمريكي المبرم الخميس الفائت، مشيراً إلى أن التنظيم يواصل استفزاز تركيا وخرق الاتفاق بالتزامن مع انسحابه من المناطق المحددة.
في المقابل، سمح الجيش التركي، لإرهابيي PKK/YPG المصابين بمغادرة مدينة رأس العين، بعد حصارها، في إطار التفاهم مع الولايات المتحدة الذي ينص على انسحابهم خلال 120 ساعة.
وقال مراسل الأناضول في رأس العين، إن سيارات الصليب الأحمر وبعض السيارات المدنية بدأت بنقل الإرهابيين المصابين، متوجهة إلى مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة.
في السياق ذاته، أكدت وزارة الدفاع التركية، الأحد، متابعتها عن كثب انسحاب إرهابيي PKK/YPG من المنطقة الآمنة شمالي سوريا، في غضون الـ 120 ساعة، في إطار التفاهم بين تركيا والولايات المتحدة.
وقالت: "نؤكد عدم حدوث أي عرقلة لفعاليات الخروج والإخلاء من المنطقة، ويتم التنسيق مع الأمريكيين في هذا الشأن"، مضيفةً: "قافلة مؤلفة من نحو 55 عربة دخلت مدينة رأس العين، وقافلة تضم 86 عربة خرجت باتجاه منطقة تل تمر". وأكدت على مواصلة التنسيق عن كثب مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين، بشأن الموضوع.
وتنتهي مهلة الـ120 ساعة التي منحتها تركيا للولايات المتحدة مساء الثلاثاء المقبل أي بعد أقل من 48 ساعة، كما يتزامن ذلك مع اللقاء المتوقع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي، وهي تطورات يتوقع أن ترسم خطوط المنطقة الآمنة شمالي سوريا بشكل أوضح.
