كيف انحازت دول أوروبية إلى الاحتلال في عدوانه (AFP)
تابعنا

أثارت مواقف عدد من الدول الأوروبية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استنكاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب انحيازها إلى إسرائيل بشكل كامل.

وتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ الاثنين بمقتل 126 فلسطينياً، بينهم 31 طفلاً و20 سيدة، وإصابة 950 بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. بينما قُتل 10 فلسطينيين آخرين بالضفة الغربية.

هذه الحصيلة الكبيرة إضافة إلى الدمار الهائل في غزة لم تدفع دولاً أوروبية إلى انتقاد إسرائيل، بل على العكس، أكدت على حقها في "الدفاع عن نفسها"، وذلك بعد رد المقاومة الفلسطينية على الهجمات عبر إطلاق صواريخ محلية.

انحياز للعدوان

واعتبر الناطق باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، أن إطلاق حركة حماس صواريخ باتجاه إسرائيل يشكل "هجمات إرهابية"، دون أن يتطرق إلى العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق شتيفن زايبرت خلال مؤتمر صحافي "إنها هجمات إرهابية لها هدف وحيد قتل الناس عشوائياً وزرع الخوف" مضيفاً أن حكومة أنغيلا ميركل تدعم "حق إسرائيل في الدفاع المشروع عن النفس في وجه هذه الهجمات".

وفي النمسا المجاورة، غرد المستشار سيباستيان كورتس بأن العلم الإسرائيلي قد رُفع فوق مكتبه يوم الجمعة كإشارة للتضامن.

وكتب كورتس في بيان "أدين بشدة الهجمات على إسرائيل من قطاع غزة"، مؤكداً أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات".

وبدوره، انتقد متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الجمعة، خطوة كروتس واصفاً الفعل بأنه "غير أخلاقي".

وقال قالن في تغريدة: "تعبيراً عن دعمه لإسرائيل، رفع رئيس الوزراء عَلم إسرائيل فوق مبنى رئاسة الوزراء، إنها النقطة التي يصمت فيها صوت العقل والضمير والإنسانية".

وأضاف قائلاً: "كلما تصرفتم بهذا الشكل فإن إسرائيل ستتمادى في هجماتها المتهورة (ضد الفلسطينيين)". وتابع متحدث الرئاسة: "أتمنى من أصحاب العقل والضمير في النمسا وأوروبا الرد على مثل هذه السياسات".

كما رفعت سلوفينيا الجمعة عَلَم إسرائيل فوق مبنى الحكومة معربة عن "تضامنها مع إسرائيل".

وأعلنت الحكومة التي يترأسها المحافظ يانيز يانشا على تويتر مرفقة تغريدتها بصور "كدليل على التضامن"، رفعنا العلم الإسرائيلي على مبنى الحكومة. وندين الهجمات الإرهابية ونقف مع إسرائيل".

من جهته، قال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ "لا شيء يبرر إطلاق أكثر من ألف صاروخ حتى الآن على إسرائيل من غزة من قبل "حماس" ومجموعات إرهابية أخرى ونحن ندعم بقوة أمن إسرائيل"، وفق تعبيره.

منع التضامن

وبدورها، استخدمت الشرطة الدنماركية، الجمعة، القوة لتفريق مسيرة داعمة للفلسطينيين، في العاصمة كوبنهاغن.

وأفادت الأناضول، أن المئات نظموا مسيرة في كوبنهاغن دعماً للفلسطينيين في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وأضاف أن المسيرة شهدت مواجهات بين الشرطة وعدد من المشاركين أمام السفارة الإسرائيلية، ما دفعها إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وذكر التلفزيون الدنماركي الرسمي، أن نحو 4 آلاف شخص شاركوا في المسيرة.

وفي فرنسا، فرضت السلطات الخميس، حظراً على تنظيم الاحتجاجات التضامنية مع فلسطين، بزعم تجنب "تكرار أعمال الشغب والعنف" التي رافقت أحداثاً مماثلة في العاصمة باريس قبل سنوات.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان على حسابه بموقع "تويتر": "طلبت من قائد شرطة باريس حظر احتجاجات السبت المرتبطة بالتوتر الأخير في الشرق الأوسط".

تضامن مع المعتدي!

"الكثير من المآسي الإنسانية"، بهذه العبارة وصف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الوضع في إسرائيل بعد إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة صواريخ عليها، ردّاً على الغارات الإسرائيلية المستمرة على القطاع والتي خلّفت عشرات القتلى من الأطفال، ومئات المصابين.

وفي تغريدة له، أعرب زيلينسكي عن تضامنه مع الاحتلال بالقول: "سماء إسرائيل مفعمة بالصواريخ، ومدنها باتت على خط النار. سقط ضحايا من القتلى والمصابين وسط الكثير من المآسي الإنسانية"، مضيفاً أنه بات من المستحيل أن ننظر إلى ما يحدث "دون أن نشعر بالظلم والأسى".

وأكّد الرئيس الأوكراني في تغريدته التي كتبها باللغة الإنجليزية، "ضرورة وقف التصعيد الذي أودى بحياة البشر".

وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ بداية شهر رمضان المبارك 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة "باب العمود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها ليهود.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً