خلاف أمريكي تركي حول طبيعة المنطقة الآمنة في سوريا 
تابعنا

ما المهم: يتواصل الحديث وإبداء المواقف من إنشاء المنطقة الآمنة في المناطق الحدودية السورية مع تركيا، بخاصة في ظل اختلاف وجهة نظر أنقرة التي ترى أن المنطقة يجب أن تكون آمنة وتحت الإدارة التركية. في المقابل تريد واشنطن إقامة منطقة عازلة بحماية حلفائها في التحالف الدولي مع تنسيق مع تركيا.

وجاء الموقف الروسي من جديد، بعد تلويح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإمكانية مشاركة الشرطة العسكرية الروسية في إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا.

في المقابل جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إصراره على إنشاء منطقة آمنة تحت أي ظرف، مشيراً إلى اتفاق مبدئي على اعتبار إدلب منطقة آمنة مع روسيا وإيران.

لكن تبقى المنطقة التي من المتوقع أن تنسحب منها الولايات المتحدة هي نقطة الخلاف الكبرى، بخاصة مع إمكانية بدء عملية عسكرية تركية في أي وقت، ومع الموقف الروسي الجديد الذي يأتي في سياق تردد إدارة ترمب في خطة الانسحاب من سوريا، الأمر الذي قد يفتح المجال أمام قراءات جديدة لهذه المنطقة التي تحتمي فيها التنظيمات الإرهابية وتشكل خطراً مباشراً على الأراضي التركية.

المشهد: جدد الرئيس التركي تشديده على أن "أي منطقة آمنة ستقام على حدود تركيا لا بد أن تكون تحت سيطرتها"، مؤكداً أن بلاده لن تقبل بنقل موقع المنطقة الآمنة المزمعة في سوريا إلى مكان آخر.

ولفت في حوار تليفزيوني إلى "أحقية تركيا في اتخاذ تدابيرها تجاه الصواريخ وقواذف الهاون التي تستهدف الأراضي التركية انطلاقاً من سوريا".

وأوضح أردوغان أن اتفاقية أضنا تتيح لتركيا تنفيذ عمليات في سوريا ضد الإرهاب، مضيفاً "لا يمكننا منح الأسد شرعية لا يستحقها، وإذا تم التمعن في محتوى الاتفاقية، فإننا نمتلك حق مطاردة الإرهابيين حتى النهاية".

في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل زيارته للصين وفيتنام، إن "الحديث دار عن إنشاء منطقة عازلة على أساس الاتفاق الذي وقعته تركيا وسوريا عام 1998. وينحصر الاتفاق في ضرورة التعاون بين الطرفين في إزالة التهديدات الإرهابية على الحدود المشتركة، بما في ذلك السماح لتركيا بتنفيذ بعمالها في بعض الأجزاء من الحدود في الأراضي السورية".

ونوه لافروف بخبرة روسيا في "الاتفاقات البرية حول وقف إطلاق النار ومراعاة الإجراءات الأمنية وإنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا".

وأشار إلى "احتمالية مشاركة الشرطة العسكرية الروسية في ما يخص المنطقة العازلة المذكورة"، مؤكداً أن "العسكريين الروس يُنهُون تنسيق التفاصيل، مع أخذ موقف دمشق وتركيا بعين الاعتبار".

الموقف المتمثل من المشاركة الروسية في إدارة المنطقة الآمنة عبّر عنه الرئيس أردوغان عندما قال إن "المساعي لجعل منطقة إدلب آمنة تماماً قطعت شوطاً هاماً، والتباحث مع روسيا وإيران بهذا الشأن مستمر".

يعني هذا أن المنطقة الآمنة ستكون وحدة كاملة على الحدود التركية السورية، وليست مقتصرة على شرق الفرات حيث التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم PKK الإرهابي، ودخول روسيا يأتي في ظل الفراغ المتوقع الذي ستتركه الولايات المتحدة بانسحابها، ولكن يبقى التصور حول كيفية هذه المنطقة محل اختلاف بين كل الأطراف.

الخلفية والدوافع: في وقت سابق قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن الولايات المتحدة "ستُبقي في سوريا لفترة زمنية مجموعة صغيرة لحفظ السلام قوامها نحو 200 جندي، دون ذكر أي تفاصيل إضافية".

جاء ذلك بعد اتصال بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلاله على مواصلة التنسيق حول إنشاء منطقة آمنة محتملة في سوريا.

وقالت مصادر في الرئاسة التركية لوكالة الأناضول، إن الرئيسين أردوغان وترمب بحثا خلال اتصال هاتفي مستجدات الوضع في سوريا، وأكّدا أهمية دعم العملية السياسية فيها، كما اتفق الرئيسان على تنفيذ قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، بما يتماشي مع المصالح المشتركة ودون الإضرار بالأهداف المشتركة.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، عن موافقة الجانب الأمريكي على منع التأخير في "خارطة الطريق" المتعلقة بمدينة منبج السورية، وعلى استكمالها في أقرب وقت.

وأشار وزير الدفاع التركي إلى أنه أكّد خلال مباحثاته، مسألة عدم ترك فراغ في السلطة في أثناء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

بين السطور: تختلف الرؤية التركية عن الرؤية الأمريكية في الحدود بين سوريا وتركيا، فأنقرة ترى أن المنطقة يجب أن تكون آمنة، في حين ترمي واشنطن إلى إنشاء منطقة عازلة.

ووفق الرؤية الأمريكية، فالمنطقة العازلة تتمثل في إبعاد مسلَّحي تنظيم YPG الإرهابي على بعد 30 كيلومتراً من تركيا، وجلب قوات دولية لحفظ السلام في شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى إشراك مسلحي تنظيم YPG الإرهابي في إدارة المنطقة ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

أما وجهة النظر التركية فهي تسعى لإقامة منطقة آمنة يُبعَد مسلحو YPG الإرهابي تماماً عنها، وتكون المنطقة تحت السيطرة التركية بالكامل بما أنها على حدودها، مع مشاركة السكان المحليين في إدارة المنطقة، بالإضافة إلى تهيئتها وإعادة اللاجئين إليها من أجل إعمارها.

TRT عربي
الأكثر تداولاً