مرفأ بيروت قبل انفجار 4 أغسطس/آب 2020 (وسائل التواصل)
تابعنا

يُعدّ مرفأ بيروت الذي شهد انفجاراً ضخماً قبل عامين أحد المعالم التاريخية البارزة في لبنان، إذ إنه شُيّد على يد العثمانيين، فيما حدّثه السلطان عبد الحميد الثاني وطوّره.

جاء ذلك وفق رئيس جمعية "تراثنا بيروت" سهيل منيمنة الذي يُعدّ من أبرز الشخصيات التي تُجري أبحاثاً تاريخية حول المعالم العثمانية المهمة بلبنان في حوار مع الأناضول.

وفي 4 أغسطس/آب 2020 وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت أسفر عن مقتل 221 شخصاً وإصابة نحو 6 آلاف آخرين بجروح، فضلاً عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.

والأحد انهارت أجزاء من صوامع القمح بالمرفأ متأثرة بالانفجار الذي وقع قبل عامين، فيما لم تسجل أية خسائر بشرية جراء الحادث الأخير.

يمتد لآلاف السنين

وقال منيمنة إن تاريخ مرفأ بيروت "يمتد لآلاف السنوات، إلا أن أبرز أعمال التعديل والتطوير الذي شهده وبالتالي دخوله مسار الخطوط التجارية العالمية جرت من قبل السلاطين العثمانيين".

وأضاف أن المرفأ الذي "يواصل الخدمة حالياً بشكل جزئي وُضع حجر أساسه خلال الحقبة العثمانية من أجل إسهامه في اقتصاد البلاد، وكذلك خضع للتحديث والتطوير في الحقبة نفسها أيضاً".

وأردف منيمنة أنه "تمكن عام 2016 من الوصول إلى صور تعود إلى فترة تحديث وتطوير مرفأ بيروت زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني".

وتابع أن "الصور التي وصل إليها في الأرشيف العثماني تظهر أن عملية تحديث وتطوير مرفأ بيروت، جرى خلال تسعينيات القرن الـ19 من قبل السلطان عبد الحميد الثاني".

إعادة تشييد المرفأ

ولفت منيمنة إلى أن "الدولة العثمانية قررت اعتباراً من عام 1880، إعادة تشييد مرفأ بيروت وتأهيله، وكان الهدف من ذلك تعزيز الصلات التجارية بين بيروت وإسطنبول، إلى جانب اعتبار بيروت مرفأ نموذجياً".

وأوضح أن "أعمال تطوير المرفأ وتحديثه بدأت في عهد السلطان عبد الحميد واستغرقت قرابة عامين".

وعقب انتهاء مشروع تطوير مرفأ بيروت وتحديثه وفق منيمنة "بات يضم بداخله أقساماً مخصصة للجمارك وأخرى إدارية، إلى جانب مستودعات وخطوط حديدية وملاجئ لم تكن فيه من قبل".

ميناء دولي

وأشار المؤرخ اللبناني إلى أن المرفأ "اكتسب صفة ميناء دولي عقب مشروع تطويره وتحديثه خلال عهد السلطان عبد الحميد".

وأضاف أن "ربط مرفأ بيروت مع دمشق عبر خط حديدي كانت خطوة استراتيجية"، لافتاً إلى أنه "في أعقاب هذه الخطوات، تأسست روابط تجارية قوية بين بيروت والدول الأوروبية".

وأعرب منيمنة عن "شكره لتركيا إزاء منحها فرصة وصوله إلى الأرشيف العثماني"، لافتاً إلى "وجود كثير من المعالم العثمانية القائمة والمنهارة في عموم لبنان".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً