تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لخطة الضم الإسرائيلية في فلسطين (AFP)
تابعنا

ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ضم مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية "يدفع عملية السلام".

وقال نتنياهو إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وضعت حداً لأوهام حل الدولتين، وبدلاً من ذلك تدعو إلى إيجاد حل واقعي لدولتين، فيه لإسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة عن أمنها، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى التفاوض على أساس خطة صفقة القرن.

أشجع الفلسطينيين على عدم إضاعة فرصة أخرى، يجب أن يكونوا مستعدين للتفاوض على تسوية تاريخية يمكن أن تحقق السلام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء

رئيس الوزراء الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو

رفض فلسطيني لأي مفاوضات

ورداً على تصريحات نتنياهو قال حسين الشيخ، رئيس هيئة الشؤون المدنية، وعضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن يجد فلسطينياً واحداً يفاوضه بعد عملية الضم".

وأضاف في تغريدة نشرها عبر صفحته في تويتر: "نقول إن ضم شبر واحد من أرضنا يعني أن التسوية السياسية ماتت تحت جنازير دبابات الضم".

وتابع: "نتحداه أن يجد فلسطينياً واحداً يفاوضه بعد ذلك، وسيبقى قوة احتلال مرفوضة بالإجماع الفلسطيني والإقليمي والدولي".

بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن القيادة الفلسطينية "ترفض كل أشكال ضم الأراضي الفلسطينية".

وأضاف اشتية، خلال كلمة في مستهل اجتماع الحكومة الفلسطينية الأسبوعي برام الله "نرفض الضم، سواء كان صغيراً أو كبيراً، أي كان شكله هو يقع ضمن سلسلة عمليات القضم التدريجي للأراضي الفلسطينية".

وتابع "الشعب الفلسطيني يرفض مخطط الضم، وتمثل ذلك بالمشاركة الشعبية في الفعاليات المنددة بالضم في الأغوار".

ضوء أمريكي أخضر

من جانبه اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير التنمية الاجتماعية بالحكومة أحمد مجدلاني، أن الولايات المتحدة الأمريكية "أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية المحتلة"، بحسب وكالة الأناضول.

وأضاف مجدلاني أن التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية بشأن عملية الضم "محاولة لخداع العالم والفلسطينيين، وكأنها لا دخل لها"، لافتاً إلى أنها "جزء من صفقة القرن الأمريكية".

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن مؤخراً، في إفادة صحفية من مقر الوزارة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن أمر ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية "متروك لإسرائيل، وأن توسيع سيادتها قرار يتخذه الإسرائيليون".

وعقب مجدلاني على تصريحات بومبيو قائلاً إن هذا يعني "بأن إسرائيل تقرر ونحن (الإدارة الأمريكية) ندعم قراراتها".

ولفت مجدلاني إلى أن خطة الضم تشمل "ضم الضفة الغربية كاملة، وليس أجزاء منها كما يروج"، مشيراً إلى أن "أي قرار بالضم بالنسبة للفلسطينيين سواء جزئياً، أو على مراحل، أو كلياً، أو أن يؤجل، هو ضم".

وحول كيفية مواجهة مخطط الضم قال مجدلاني: "إن القيادة الفلسطينية والشعب ماضون في الإجراءات التي اتخذت من حل الاتفاقيات والتفاهمات مع إسرائيل والإدارة الأمريكية"، مشيراً إلى أنهم ماضون إلى أكثر من ذلك "يعني نكون دولة تحت الاحتلال، ولدى إسرائيل خياران، أما إعادة الاحتلال، أو التعامل معنا دولة مقابل دولة".

فلسطين تجري مشاورات مع مختلف الأطراف لمنع تنفيذ مخطط الضم الإسرائيلي، تزامناً مع اتساع التحركات الشعبية المواجهة للخطة، من أجل الوصول إلى هبة شعبية تفضي إلى عصيان مدني

وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني - أحمد مجدلاني

وشدد مجدلاني على أن موقف القيادة الفلسطينية "القاضي بوقف كل أشكال العلاقة مع إسرائيل لم ولن يتغير"، لافتاً إلى أنه "رغم تنفيذ قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، فإن الشعب الفلسطيني لم يمت".

وبحسب القيادي بمنظمة التحرير، فإن "خطة الضم الإسرائيلية بدأت من العام 1968، وتمثلت بالبناء الاستيطاني في الضفة الغربية".

وقال مجدلاني: إن "سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي تقوم على محاولة ابتلاع الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية، وفرض حل أحادي الجانب، أي لا عملية سلام وحل وفق مبدأ الدولتين".

ونتيجة للرفض الدولي لإعلان خطة الضم الإسرائيلية قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قبل أيام: إن "أحد الاتجاهات التي يجري فحصها، هو ضم جزئي بما في ذلك ضم مستوطنة معاليه أدوميم إلى حدود بلدية القدس"، وهي من كبرى المستوطنات بالضفة الغربية، وتأسست على أراضي بلدتي أبوديس والعيزرية عام 1975، ويزيد عدد سكانها حالياً على 40 ألف نسمة.

ويرفض الفلسطينيون الخطة الأمريكية التي تتضمن إجحافاً كبيراً بحقوقهم التاريخية. وتعتبر خطة ترمب القدس الشرقية عاصمة لإسرائيل، وترفض عودة اللاجئين الفلسطينيين وتمنح إسرائيل حق ضم 30% من مساحة الضفة الغربية مع بقاء المعابر الدولية والأمن تحت سيطرة إسرائيل.

وأعلنت القيادة الفلسطينية الشهر الماضي أنها في حلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل بسبب قرار الضم. وحذرت الكثير من الدول في العالم من مخاطر الضم الإسرائيلي على عملية السلام والمنطقة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً